الذكاء الاصطناعي واكتشاف المواهب

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين

د. باسمة يونس

هل يساعد الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الموهوبين ؟ وأين يمكن أن تخطئ أدوات الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن التخفيف من هذه المخاطر؟.
في ظل عصر يبحث فيه الجميع عن المواهب لرعايتها والمحافظة عليها ازدادت الثقة بقدرة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف الموهوبين ومعالجة نقاط ضعفهم بطرق غير تقليدية وعادلة. ومع ذلك، فالأمر ليس بهذه البساطة فلابد من وجود مخاطر وعيوب جسيمة تظهر عند تطبيق الذكاء الاصطناعي؛ ما يعني مجموعة من التحديات التي تتطلب اهتماماً كبيراً وعلاجات استباقية.
ويمكن للذكاء الاصطناعي تقديم حلول حيدة مثل إدارة تعلم قائم على الذكاء الاصطناعي وتوصيات مخصصة بناءً على تحليلات الأداء والمشاركة وإنشاء محتوى تعليمي في أقصر وقت وإمكانية تتبع تقدم الموهوب. كما يمكن أن تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة في الحصول على مقاييس مشاركة الموهوبين بدقة وإنشاء حلول تركز على تعزيز رفاهيتهم.
ويتمثل أكبر التحديات في مدى فهم المسؤولين عن اكتشاف ورعاية الموهوبين للذكاء الاصطناعي ولديهم قدر عال من المعرفة حول كيف وأين يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قبل تبنّيه، مع توقع التحديات الأساسية التي قد تواجههم أثناء تطبيقه ووضع خطط استباقية لمعالجتها.
ومن التحديات كذلك توفير عمليات ذات كفاءة عالية تربط بين تخصصات الموهوبين وبرامج تعليمهم وتوجيههم لما يتلاءم مع مواهبهم وتزويدهم بفرص تطوير مستمر لتحفيزهم وضمان حصولهم على ما يتناسب معهم في كل مرحلة، وبحيث لا تجد المؤسسات صعوبة في تطوير محتوى عالي الجودة بما يكفي لمواكبة احتياجات تنميتهم المتطورة.
إن الأدوات التي يحركها الذكاء الاصطناعي ليست حلاً واحداً يناسب الجميع، وفي الواقع يجب تصميم أدوات متنوعة لمواهب مختلفة. ومن أجل الاستفادة من الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي على المسؤولين التفكير في أهم تحديات تبني وتنفيذ الذكاء الاصطناعي التي قد يواجهونها مثل انخفاض الثقة في القرارات التي يحركها الذكاء الاصطناعي وظاهرة «نفور الخوارزمية» التي تجعل الناس يرون أن قراراته غير شخصية واختزالية؛ بل أكثر تحيزاً وأقل عدالة مقارنة بالقرارات البشرية.
فبينما يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه غير متحيز في صنع القرار، لكنه في الحقيقة ليس خالياً تماماً من التحيز لأن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي يتم باستخدام مجموعات البيانات الموجودة، والتي قد تعكس تحيزات سابقة. كما يمكن أن تؤدي تطبيقات الذكاء الاصطناعي المجهزة للكشف عن المواهب إلى نتائج تنتهك القواعد والقيم المؤسسية، مما يضر بمشاركة الموهوبين وروحهم المعنوية والإنتاجية.
وللتقليل من هذه التحديات؛ من المهم تعزيز فهم المسؤولين عن الموهوبين كيفية التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي وتدريبهم وإشراكهم في عمليات إنشاء الحلول المستندة إليه، وبناء فرق متنوعة للعمل على تصميم أنظمة تقلل تحيز الذكاء الاصطناعي وتضمينها متغيرات جديدة ووضع معايير مختلفة تزيد من الثقة بنتائجه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5bxbkpf7

عن الكاتب

​كاتبة ومستشارة في تنمية المعرفة. حاصلة على الدكتوراه في القيادة في مجال إدارة وتنمية المواهب وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورابطة أديبات الإمارات. أصدرت عدة مجموعات في مجالات القصة القصيرة والرواية والمسرح والبرامج الثقافية والأفلام القصيرة وحصلت على عدة جوائز ثقافية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"