عادي
حارب عبدالله سهيل علامة فارقة في المنتخب

درس أرجنتيني لـ «الأبيض».. والهوة مع العالم تتسع

23:54 مساء
قراءة 4 دقائق

متابعة: علي نجم

لم تكن خماسية منتخب الأرجنتين في مرمى منتخب الإمارات الوطني، سوى حصاد طبيعي لفارق الإمكانات وموقع المنتخبين فوق الخارطة الكروية.

ولم يكن أحد يتوقع أن يتمكن منتخبنا من صنع «معجزة» بالفوز على منتخب الأرجنتين المتوج بلقب كوبا أمريكا والذي يدخل غمار نهائيات مونديال 2022 بعد أيام بقيادة «لاعب العصر» ليونيل ميسي.

كانت الخماسية رغم مرارتها أقرب إلى درس وحصة «تدريس» كروية للاعبي منتخبنا الوطني، بل ولكرة الإمارات من أجل العمل على اللحاق بركب المنتخبات العالمية التي تتسع الهوة بيننا وبينها عاماً بعد آخر.

شكلت المباراة ما يشبه صراعاً بين ملاكم من الوزن الثقيل، وآخر من وزن الريشة، فحاول الثاني أن يصارع وأن يقارع، لكنه سرعان ما سقط أرضاً بعد أول لكمة من صاحب الوزن الثقيل.

سيناريو المباراة عكس صراعاً فوق حلبة، فسعى منتخبنا إلى التكتل الدفاعي والصمود أمام مرمى خالد عيسى، لكن عندما «شاغب» هجومياً، تلقى العقاب بتلقي الهدف الأول من 3 تمريرات ساحرة، بدأها المبدع دي ماريا، إلى «الأسطورة» ميسي الذي صنع على طبق من ذهب إلى الفاريز ليسجل هدف الافتتاح.

كرنفال كروي

كل الفوارق ترجمت في مجريات الشوط الأول، خاصة مع غياب الالتحامات البدنية بين لاعبي منتخبنا ونجوم التانغو، حتى بدا اللقاء أقرب إلى بروفة تدريبية أدى به الضيوف «كرنفال» كروياً وفواصل من الاستعراضات الفنية التي كان هدف دي ماريا الثاني أحد لوحاتها، وعاد دي ماريا ليسجل الثالث، قبل أن يسجل «بيكاسو كرة القدم» ليونيل ميسي الرابع بحركة ماركة ميسي بعد فاصل مهاري تجاوز به دفاع منتخبنا الوطني بحركة واحدة قبل أن يسدد كرة بالقدم اليمنى هدفاً، فرح به كل عشاق منتخب التانغو، بل وكل عشاق النجم الذي يقف على مشارف التاريخ في الدوحة من أجل البحث عن درة التاج بالفوز باللقب الذي قد يجعل منه «أسطورة الأساطير» في عالم المستديرة الصغيرة.

كلمة المنطق

وقال المنطق كلمته، حين صال المنتخب الأرجنتيني وجال طوال الدقائق ال 45 الأولى من زمن المباراة، التي نجح من خلالها بتسجيل رباعية أكد بها جاهزيته الفنية لخوض العرس الكروي العالمي، كما حافظ بها على سجله اللامع برفع رصيده إلى 36 مباراة دون خسارة، ليقترب من معادلة الرقم التاريخي للمنتخب الإيطالي (37 مباراة دولية دون خسارة).

تغيير نوعي

وبدا لاعبو منتخبنا أقرب إلى فريق «للمراقبة» طوال الدقائق الأولى من زمن المباراة حيث غابت الخطورة والفعالية، بل فشل منتخبنا في بناء هجمة أو صناعة فرصة، لولا بعض المحاولات الخجولة من حارب عبد الله سهيل الذي كان وحده علامة فارقة في الشق الهجومي لمنتخبنا، بينما استسلم علي مبخوت لرقابة أوتومندي وبدا أقرب إلى ضيف شرف في الليلة الكبيرة.

ومرة أخرى يثبت حارب عبد الله أنه قصة في كرة الإمارات تستلزم صقلها، قبل أن تضيع في متاهات احترافنا الأقرب إلى الهواية، وقد سبق لحارب ان سجل في مرمى كوريا الجنوبية وأستراليا التي أرهق دفاعها، ثم كان الوحيد بسرعته القادر على مجاراة مدافعي الأرجنتين وتغلب على أسمائهم العالمية في هجمتين واعدتين، ثم سدد كرة في العارضة التي اهتزت طويلاً على وقع قوتها.

وإذا كان من الصعب جداً، الحكم على مستويات بعض اللاعبين بسبب الفارق الكبير بينهم وبين المنافسين القادمين من كبرى الأندية العالمية، فقد وضح بما لا يدع مجالا للشك أن «الظهيرين» باتا من المشاكل الأساسية في قائمة منتخبنا الوطني رغم الخيارات والتغييرات، بل و«الإبداعات» التي يقوم بها المدرب الأرجنتيني أروابارينا الذي يدرك بشكل جلي أن مركز الظهير الأيسر بات «أم المشاكل» في تشكيلة منتخبنا دون أن يجد حتى الآن اللاعب المؤهل لشغل هذا المركز الذي أصبح حكراً على اللاعب المقيم في غالبية الفرق.

وأمام ضعف الخيارات، لجأ أروابارينا إلى القيام بتغييرات جوهرية في مستهل الشوط الثاني الذي كان به منتخبنا هو صاحب الأداء الأكثر جرأة، فهاجم وسدد وحاول وكاد أن يصيب مرمى الحارس إيميليانو مرتين لولا تدخل العارضة بكرة حارب وتألق الحارس ومعه الدفاع الذي أنقذ مرماه من هدف محقق للاعب كايو.

ولعل الخسارة التي شكلت درساً، أوضحت الفارق الشاسع بين كرة الإمارات والكرة الأرجنتينية، لكنها في الوقت نفسه شكلت فرصة للاعبين من أجل خوض اختبار على أعلى مستوى، واكتشاف قدرات كل منهم أمام عمالقة اللعبة.

وأكدت المباراة على العديد من المكاسب التي كان حارب سهيل أبرزها، بعدما اجتهد وتحرك وشاكس وقاتل وسدد دون أن يوفق في دخول تاريخ منتخبنا كأول لاعب يهز شباك «التانغو»، بينما كان علي صالح مكسباً جديداً في الحصة الثانية مع فابيو ليما الذي أشعل الجبهة اليمنى بالتحركات التي قام بها واللمسات التي أوجدت ثغرات في دفاع المنتخب الضيف.

وتحمل الدفاع عبء الهجمات الأرجنتينية، وقدم شاهين عبد الرحمن مع خليفة الحمادي أداء صلباً على مستوى الحد من خطورة ميسي حيناً أو الفاريز أحياناً، لكن المنافس عرف دائما كيفية استغلال أنصاف الأخطاء ليعاقب منتخبنا وليزور شباك خالد عيسى.

وكان عبد الله رمضان اللاعب صاحب البصمة المميزة في وسط الميدان، فنال مكافأة الحصول على قميص ميسي عقب المباراة، بعدما قدم لمحات أكد بها نجوميته وموهبته، وإن احتاج إلى أكثر من تدخل أمام منافس بقيمة باريدييس.

وكان قميص ميسي هدف أكثر من لاعب، لكن عبد الله رمضان هو من كسب الرهان بعدما طلبه بعد مرور دقائق على بداية اللقاء عندما كان لاعب وسط الجزيرة إلى جانب «الأسطورة».

ناقوس خطر

وكشفت المباريات الثلاث الأخيرة التي خاضها منتخبنا أمام منتخبات «لاتينية» عن ضعف كبير على مستوى الشق الدفاعي، حيث تعرض مرمى المنتخب ل 10 أهداف في 3 مباريات، بعد الخسارة أمام الباراغواي بهدف، وأمام فنزويلا برباعية، ومن ثم خماسية الأرجنتين.

وستكون مباراة كازاخستان فرصة جديدة أمام لاعبي الأبيض من أجل التعويض والبحث عن انتصار يعيد البسمة لجماهيره.

شكر لمجلس أبوظبي الرياضي

كانت كلمة شكراً لمجلس أبوظبي الرياضي، هي السائدة لدى كل المراقبين والمتابعين والجماهير، بعدما أسهم المجلس في تأمين إقامة هذه المباراة التي شهدت متابعة ورصداً وردود فعل عالمية، قياساً إلى أهميتها لمنتخب الأرجنتين أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب العالمي الكبير، إلى جانب تواجد النجم ليونيل ميسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2shvh4b4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"