تستحق القراءة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

نشعر بقوة انتشار التكنولوجيا ومؤثراتها في مناحي الحياة.. متغيرات كثيرة وتطورات متسارعة نشهدها في مختلف القطاعات، لا سيما التعليم؛ إذ نجد كمّاً هائلاً منها في مفاصل العملية التعليمية، فتارة تخاطب الطالب ومهاراته، وطوراً تستهدف المعلم ومهنيته، وحيناً تركز على القيادة التربوية.
تطورات التكنولوجيا وتنوعها أثر في اختيارات الطلبة، واتجاهات المدارس بشكل كبير، والتي باتت تركز على استخدام الأساليب الرقمية في التعليم، عوضاً عن «التقليدية»، لا سيما خلال فترة جائحة كورونا التي شكّلت اختباراً حقيقياً لجميع منابر العلم حول العالم.
لم يكن اللافت هو انتشار التقنيات فحسب؛ بل هناك زيادة في نمو قطاع تكنولوجيا التعليم والفصول الدراسية الذكية في الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا، ليصل إلى 44.623 مليار دولار في عام 2022، وتوقعات الخبراء تأخذنا إلى نمو القطاع إلى 120.408 مليار دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ 21.78%.
جمع المنتدى العالمي للتعليم لحلول ومستلزمات التعليم خبراء وأكاديميين وتربويين ومختصين في تكنولوجيا التعليم، لاستشراف مستقبله في ظل عصر الذكاء الاصطناعي، وتقنيات «الميتافيرس» التي شغلت العقول في ميادين العلم مؤخراً بمختلف فئاتها، بدءاً بالطالب مروراً بالمعلم، وصولاً إلى القيادات التربوية.
في الواقع كان الخبراء في مهمة جديدة لدعم أصحاب القرار في مختلف الدول، لمواكبة مستجدات تكنولوجيا «الميتافيرس» التي تقدم مجموعة هائلة من فرص التعليم، وكيفية إعداد الطلاب لتلك التقنيات، فضلاً عن موقعها على خريطة التعليم في الوقت الراهن ومستقبلاً، وقصة حياة «الميتافيرس» من الفصل الدراسي إلى التواصل الجماهيري.
معظم المعالجات والحلول التي استضافتها طاولة الخبراء في غاية الأهمية؛ إذ ترسم ملامح مستقبل التعليم، في كلمات موجزة تؤكد أن التكنولوجيا باتت جزءاً أصيلاً من منظومات التعليم ولا يجوز إغفالها، والرقمنة مستقبل التعليم القادم، و«الميتافيرس» معارف وعلوم يصعب حصرها، والتعليم لم يعد دفتراً وقلماً وكتاباً.
وعلى الرغم من تمكين التكنولوجيا وتعدّد أشكالها، فإن المعالجات رافقتها بعض التحذيرات، أبرزها الانتباه إلى طغيان التكنولوجيا على قواعد التعليم الأساسية للتعليم؛ إذ قد تؤثر في التحصيل التعليمي للطلبة في مختلف مراحل التعليم.
وكانت القراءة والكتابة ضمن تحذيرات الخبراء للكوادر التدريسية وأولياء الأمور في عصر التعليم بالتقنيات، حيث إن التوازن في عملية التعليم والتعلم بين الوسائل الأساسية والتكنولوجيا «ضرورة» تجنّبنا الفجوة في مهارات المخرجات القرائية والكتابية.
نعم التكنولوجيا وسيلة مهمة في التعليم والتعلم، ولكن ينبغي أن نتعاطى معها كوسيلة للحصول على المعرفة، ومصدر للإثراء العلمي والتعليمي للطالب وليست المعرفة ذاتها، وعلينا الانتباه إلى رسائل المنتدى التي تستحق القراءة والفحص والدرس لتعليم أبنائنا، وفق طرائق مدروسة وممنهجة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2d4mvs3n

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"