عادي

البناء بالطين.. عراقة الماضي واستدامة المستقبل

22:35 مساء
قراءة دقيقتين

يرجع تنوع العمارة الطينية لظروف مناخية متعددة وعوامل اجتماعية وثقافية وتاريخ غني بممارسات معمارية طينية معتمدة في مختلف بقاع العالم. وخير دليل على متانة هذه المادة وقدرتها على الصمود هو العدد الهائل من الأبنية الترابية التاريخية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

وقال طارق جمعة البلوشي مسؤول خدمة الزوار بقلعة الجاهلي في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: «في الإمارات، عثر في منطقة هيلي في مدينة العين على مجموعة من أقدم المباني الطينية التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي حيث عثر فيها على ما يعتقد أنها مستوطنات لها هياكل دائرية الشكل تعود لفترة أم النار (2500-2000 ق.م)».

وأوضح أن ما يميز العصر الحديدي في العين هو الازدهار الذي شهدته النشاطات الزراعية والصناعية، وتوسع رقعة المنطقة السكنية، وقد وجدت بيوت طينية في بعض القرى الصغيرة في منطقة هيلي والرميلة، في حين قدمت الحفريات التي أجريت مؤخراً تحت مركز القطارة للفنون دليلاً دامغاً على وجود نشاطات زراعية وصناعية تعود للعصر الحديدي. كما كشفت التنقيبات الأثرية التي أجريت في العين خلال السنوات الأخيرة عن عدد كبير من المباني الطينية التي يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية المبكرة.

وبين البلوشي أن المباني الطينية في مدينة العين تتجاوز حوالي 100 مبنى متعدد الاستخدامات، مشيراً إلى أن الطين يعتبر عازلاً طبيعياً فهو في الشتاء دافئ وفي الصيف بارد.

وذكر أن رواج عمليات البناء بالطين أخذ في الانحسار مع منتصف القرن العشرين بسبب تطور مواد البناء الصناعية، مشيراً الى أن الوعي المتزايد بقضايا العمارة المستدامة خلال الأربعين سنة الماضية أدى إلى إعادة إحياء الاهتمام بتقنيات البناء بالطين وأصبح البناء الطيني خياراً اقتصادياً ومستداماً مهماً بالنسبة للمجتمع الدولي الآخذ في التوسع والتنامي وأصبح كذلك تعبيراً عن الهوية الخاصة بالثقافات المعمارية.

وأشار البلوشي إلى أن دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي تحرص على الحفاظ على التراث الثقافي المحلي الذي تزخر به الإمارة خاصة العمارة الطينية من خلال إحياء الاهتمام بتقنيات البناء بالطين أثناء عملية الترميم التي تقوم بها للحفاظ على المباني الطينية في مدينة العين.(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5xcrwu5m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"