عادي
يضيف حفل «دريسدن» إلى رصيد إنجازاته

بلاسيدو دومينجو: أسعدتني شعبية الأوبرا بدبي

23:31 مساء
قراءة 4 دقائق
من حفل دبي أوبرا دريسدن
بلاسيدو يغني بدبي أوبرا

حوار: مها عادل

بلاسيدو دومينجو، على الرغم من تجاوزه الثمانين من عمره، فإنه أيقونة الغناء الأوبرالي في العالم، صاحب لقب «ملك الأوبرا» والذي خاض مشواراً طويلاً من الإبداع والتميز يزيد على نصف قرن من الشهرة، فهو التينور (Tenor)‏، أعلى الأصوات الغنائية الرجالية، الذي غنى على أشهر مسارح العالم، وهو من مواليد إسبانيا عام 1941، يتميز صوته بالتنوع والقوة.

دومينجو واحد من ثلاثة أطلق عليهم «عظماء التينور»، واعتبارهم أعظم من صعد على خشبة المسرح خلال القرن العشرين، إلى جانب زميليه الآخرين، وهما لوتشانو بافاروتي، وخوسيه كاريراس. من كواليس حفل «أوبرا دريسدن بول» في دبي أوبرا، «الخليج» تنفرد بلقاء معه.

يصف دومينجو مشاعره تجاه عودته مرة ثانية لدبي أوبرا، بعد غياب 6 سنوات، قائلاً: «يتملكني شعور بالحنين للمكان الذي شهدت مولده ووقفت على مسرحه للاحتفال بافتتاحه، وأسعدني كثيراً أن أعود إلى أقدم العروض في دبي مرة أخرى، وأواجه جمهورها الواعي متعدد الثقافات. أشعر بسعادة مضاعفة وفخر، لمشاهدة هذا النمو العمراني والثقافي بالدولة، ونرى وسط هذه المدينة النابضة بالحياة، القدر المذهل من ازدهار الموسيقي والمناخ الفني عموماً، وهذا تطور رائع، نفذ في مدة قصيرة بعمر الشعوب؛ لكن هذه دبي التي تقدم للعالم نموذجاً فريداً في النمو والازدهار بكل المجالات».

يعود بلاسيدو بذاكرته إلى الوراء لعام 2016 ليتذكر تجربته بالغناء لجمهور دبي في افتتاح الأوبرا: «أتذكر جيداً أنها كانت تجربة ممتعة في حياتي؛ حيث شهدت حضوراً كثيفاً من الجمهور متعدد الجنسيات، وانضم إلى السكان المحليين جمهور من جميع أنحاء العالم، لحضور الحفل والاحتفاء بصرح فني جديد يضاف إلى رصيد إنجازاتها، فهذه هي دبي المتألقة (ويفتح ذراعيه على اتساعها معبراً عن فخامة الكلمة والمعنى)، كما أذكر حجم النجاح والصخب الإعلامي الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية عن فعاليات الاحتفال بالافتتاح الذي كان تنظيمه مذهلاً وفخماً، وأتذكر أنها كانت أمسية مثيرة وراسخة بذاكرتي».

وعن تجربته بالغناء في حفل أوبرا دريسدن، يقول: «سررت بقبول هذه الدعوة، وكانت مناسبة رائعة لي؛ حيث عملت مرة أخرى مع أوركسترا دريسدن الرائعة فهو امتياز حقيقي؛ إذ إنها تعد من أهم فرق الأوركسترا في العالم، علاوة على ذلك، شعرت بالسعادة لمشاركتي الغناء مع شريكة رائعة على المسرح هي «السوبرانو مارينا ريبيكا»، التي شاركت معها الغناء على المسرح عدة مرات سابقة في إنتاجات جميلة مثل La traviata وSimon Boccanegra. وحققنا العديد من النجاحات، وهذا الحفل يضاف إلى رصيد نجاحاتي وإنجازاتي».

ويشير إلى حرصه على اختيار مجموعة متنوعة ومحببة من الأغنيات لجمهور دبي، مثل أوبرا «زارزويلا»، كما فاجأت الجمهور بتقديم دويتو شهير مع «مارينا ريبيكا» إحياءً وتكريماً لمشروعي الفني أوبريتا ولتعريف الجمهور به أكثر، وساد الحفل مناخ مفعم بالتواصل والتفاعل والطاقة الإيجابية.

وأوضح دومينجو رؤيته لحجم تطور وازدهار المناخ الفني والثقافي في دبي: «طوال حياتي، أخذني عملي في جميع أنحاء العالم واكتشفت ثقافات متعددة، وهذا جانب رائع جداً من عملنا، لكن أكثر ما يسعدني، ويلفت الانتباه بكل هذه السفريات، هو رصد حجم التناغم الذي يحدث بالحفلات مع الجمهور الذي نقدم له العروض، فكل جمهور له طابع، ونحن على خشبة المسرح نستطيع أن نشعر بذلك فوراً؛ لكن في دبي وجدت روحاً خاصة جداً، فعلى الرغم أن هناك مزيجاً متناغماً ومتنوعاً من الثقافات المختلفة، فإن الجميع يندمج في الثقافة المحلية، وهذه ميزة خاصة جداً، يصعب تكرارها ببلاد عديدة حول العالم، وأكثر ما أسعدني بزيارتي الثانية لدبي هو اكتشاف أن فن الأوبرا أصبح أكثر شعبية من أي وقت مضى، وهو ما نحتاج إليه حقاً اليوم لبث حياة جديدة في الفن، خصوصاً بعد أكثر من عامين مظلمين، بسبب الوباء، كما وجدت بها أن الفن والموسيقى والأوبرا ليسوا جامدين؛ بل في تطور مستمر».

وعن تجربته في مشاركة الغناء مع أجيال شبابية، وشعوره حيال ذلك يقول مبتسماً: «أستطيع الآن أن أقول إنني أؤدي فقط مع الشباب؛ حيث إنني سأبلغ من العمر 82 عاماً بعد شهرين بقليل، لكن بغض النظر عن المزاح، الحقيقة أن مشاركتي الغناء مع الشباب، أمر رائع بكل المقاييس، فمشاركة الشباب يقربك من الأجيال الجديدة، وتستمد منهم الحيوية والحماس، كما أنهم يستفيدون مني الخبرة والنصيحة والقدرة على الاستمرارية، والاقتراب من الأجيال الجديدة بفن الأوبرا والمسرح بالنسبة لي مهم، لأنه يمكنني من اكتشاف مواهب جديدة، كما يشجعني على البقاء شاباً».

ويتابع: أكثر ما أفتخر به في حياتي وأحد أعظم الأشياء التي ترضي مسيرتي، هو إطلاق مشروعي الفني الخاص بعام 1996، وهي مسابقة «أوبراليا» الدولية المرموقة للغناء الأوبرالي، والتي ستحتفل العام المقبل بمرور 30 عاماً على إنشائها، فهي وسيلتي لاكتشاف مواهب شبابية جديدة بمجال الغناء الأوبرالي ورعايتهم لضخ دم جديد وإبداعات متواصلة لهذا الفن العريق الذي أعتز كثيراً بانتمائي له، وعلى الرغم من تفاؤلي بوفرة مغنيي الأوبرا، لكنّي واثق من أن «الجمهور هو الذي يقرر من سيكون بافاروتي وكاريراس ودومينجو الغد»، وأبذل جهدي لضمان وجود أجيال مبدعة تحمل لواء الغناء الأوبرالي بعدنا نحن الثلاثة وأنا محظوظ كوني كنت أحدهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/449h8zxc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"