عادي
«الخليج الرياضي» يستعيد قصة الصعود «المعجزة» من سنغافورة إلى إيطاليا

«عدنان ياب جول» وفتح الطريق إلى المونديال

00:05 صباحا
قراءة 7 دقائق
المغفور له بإذن الله الشيخ زايد يستقبل بعثة المنتخب بعد الصعود إلى كأس العالم

الشارقة: عصام هجو

تأهل منتخب الإمارات لكرة القدم إلى مونديال 1990 كان أشبه بالمعجزة، وفي كل محطة منه قصة تستحق أن تُروى، حين حقق الجيل الذهبي المستحيل للتواجد في كأس العالم.

كانت الأمور تعاكس «الأبيض»، استقالة اتحاد كرة قدم، وتعيين لجنة مؤقتة، وبداية متعثرة في التصفيات أمام الكويت، تراجع أهداف الأسطورة عدنان الطلياني، وإيقاف «تحفة الخليج» عبد الرزاق إبراهيم، وإصابات، وعلى الرغم من كل ذلك لم يكن المستحيل إماراتياً، وتحقق الحلم.

«الخليج الرياضي» يروي قصة التأهل المعجزة، بلسان الذين عاشوا تلك المرحلة، وصنعوا تفاصيلها، والبداية مع عدنان الطلياني:

يدين منتخب الإمارات بالتأكيد للاعب القرن عدنان الطلياني بتحقيق حلم التأهل إلى مونديال 1990 في إيطاليا، بعدما سجل هدفين حاسمين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى النهائيات، الأول في المباراة الأخيرة أمام الكويت في الدور التمهيدي، والثاني في مرمى كوريا الجنوبية في الدور الحاسم.

1
عدنان الطلياني

كان عدنان الطلياني الهداف التاريخي ل «الأبيض» صائماً عن التسجيل، لفترة طويلة، وشارك في تصفيات مونديال 1990 وهو بحالة معنوية سلبية، بسبب غيابه عن هز الشباك.

كانت البداية للإمارات في منافسات المجموعة الثالثة ضمن الدور التمهيدي؛ حيث خسر «الأبيض» أمام الكويت 2-3، وسجل زهير بخيت الهدفين، ثم فاز على باكستان 5- صفر ولم يسجل الطلياني مجدداً، وجاءت مباراة الإياب أمام الكويت التي كانت تملك 6 نقاط من 3 مباريات ( كان الفوز يحتسب بنقطتين في ذلك الوقت) مقابل نقطتين للإمارات من مباراتين.

كانت الأعصاب مشدودة في المباراة الحاسمة أمام الكويت، وانتهى الشوط الأول بالتعادل صفر- صفر، وصادف أن أصيب زهير بخيت، لتطالب الجماهير بإشراك عدنان الطلياني، الذي نزل وسجل هدف الفوز في الدقيقة 62 بعد عرضية من عبد الرحمن محمد هيأها خالد إسماعيل برأسه إلى الطلياني الذي سدد قنبلة في الشباك، ووقتها صرخ المعلق المخضرم علي حميد بكلماته الشهيرة «عدنان ياب جول.. ياب جول»، للدلالة على كسر أسطورة الإمارات للنحس بعد طول غياب.

فاز منتخبنا على باكستان مجدداً 4-1، ليتأهل إلى الدور الحاسم في سنغافورة بفارق الأهداف عن الكويت، بعد التعادل برصيد 6 نقاط لكل منهما.

التأهل من سنغافورة

وفي الدور الحاسم في سنغافورة تعادل منتخبنا مع كوريا الشمالية صفر- صفر في المباراة الأولى، وفاز على الصين 2-1 في الثانية (سجل غانم مبارك والطلياني الهدفين) ثم تعادلنا مجدداً مع السعودية صفر- صفر، وقطر 1-1( سجل الهدف مبارك غانم)، ليخوض «الأبيض» مباراة حاسمة مع كوريا الجنوبية التي كانت ضامنة للصعود إلى كأس العالم، وتبقت البطاقة الثانية.

1
عدنان الطلياني يحتفل

افتتحت كوريا الجنوبية التسجيل في الدقيقة الثامنة، لكن عدنان الطلياني سجل برأسه أغلى هدف في تاريخ الإمارات، ومع فوز قطر على الصين 2-1 بمعجزة في آخر دقيقتين، صعد «الأبيض» إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، بعدما جمع 6 نقاط بفارق نقطة عن قطر ونقطتين عن الصين والسعودية.

عودة الذكريات

«الخليج الرياضي» عاد بذكريات كأس العالم في حديث مع لاعب القرن عدنان الطلياني الذي يرفض مقولة إنه كان المساهم بالتأهل إلى المونديال، ذلك أن الأمر يعود إلى الفريق كله، وهنا نص الحوار:

* ماذا يعني التأهل لكأس العالم للاعب كرة القدم؟

اللاعب دائماً تكون محطته الرئيسية التي يقدم لها كل شيء لبلوغ قمة المجد هي كأس العالم، فاللعب في المونديال هو المستقبل والتاريخ والهدية للاعب على المجهود الذي بذله في مسيرته الكروية، وعلى الأقل يمكن أن يعدها اللاعب هدية العمر والمكأفاة، فأجواء المونديال غير ومذاقه مختلف عن كل بطولة أخرى على مستوى كل الألعاب الرياضية، ومهما نلت من بطولات يبقى كأس العالم هو قمة القمم في مشوارك؛ حيث يتكلم عنك كل العالم وينتظر ظهورك ويترقب مشاهدتك، ودولتك وقارتك تعرفك في حال تأهلت، وبعد التأهل تصبح تحت مجهر العالم كله، كأس العالم من دون شك يتمتع بأجواء خيالية تحلق بالإنسان إلى مكان بعيد، والتأهل إلى هذه البطولة يعد مصدر فخر لك كلاعب، ومصدر فخر لوطنك وجمهور بلدك، وهي كبطولة مختلفة كلياً عن البطولات القارية، وأهم من كأس أمم أوروبا أو آسيا وغيرها.

* كيف تصف تجربتك مع المونديال؟

- كما قلت لكم الأجواء يصعب وصفها، وأجواء المونديال مختلفة كلياً عن أي أجواء أخرى، كان شعورنا كلاعبين خلال مشاركتنا في المونديال لا يوصف، ويصعب التعبير عنه بكلمات، هناك تحس بقيمتك كلاعب، فكيف الأمر وأنت تحمل شعار دولتك في أهم حدث رياضي على وجه الأرض.

* يقال إنك السبب في التأهل بهدفيك في الكويت وكوريا الجنوبية؟

- لا، التأهل يُحسب للجميع، الكل قاتل لأجل الوصول إلى الهدف، وأنا كنت لاعباً ضمن مجموعة محظوظة بتحقيق الصعود، وقد كوفئنا كجيل رائع بالتأهل.

الدور الحاسم

* كيف تصف الأجواء قبل السفر إلى سنغافورة لخوض الدور الحاسم؟

- منذ اللحظة الأولى للسفر إلى سنغافورة كنا على قلب رجل واحد، وتعاهدنا أن نقاتل لأجل كتابة التاريخ، وبعد التعادل في مباراتنا الأولى أمام كوريا الشمالية أصبح لدينا إصرار عجيب على التأهل، وكان شعور الجميع داخلياً أننا نستطيع الصعود، وبدأنا بإجراء الحسابات بأننا إذا حصدنا 6 أو 7 نقاط سنتأهل، ومن هنا بدأ الطموح يكبر والرغبة ترتفع، وكلما حققنا نتيجة جيدة حتى ولو كانت تعادل، كانت الرغبة تزداد والمعنويات ترتفع.

* ماذا حصل بعد التعادل مع كوريا الشمالية؟

فزنا بعدها على الصين ورفعنا رصيدنا إلى 3 نقاط، لأن الفوز في السابق كان بنقطتين والتعادل بنقطة، وبعدها أصبحت اللعبة لعبة حسابات دقيقة ولم يتبق لنا سوى كوريا الجنوبية، إضافة إلى منتخبي السعودية وقطر وقد كانا في مستوانا تقريباً، وكنا نشعر بأننا أفضل، ويمكن أن نفوز عليهما أو نتعادل على الأقل، كانت الثقة كبيرة في أنفسنا؛ لذلك ارتفعت الطموحات من محطة إلى أخرى، وسارت الأمور وفق ما نريد ووفقنا بفضل الحسابات التي كنا نتعامل بها، وبفضل الإصرار والعزيمة بتحقيق الهدف، فقد كانت هناك اجتماعات خاصة بيننا كلاعبين وكل تركيزنا كان على أننا نستطيع أن نكتب التاريخ ونبلغ قمة المجد الكروي بالوصول إلى نهائيات مونديال 1990، وكنا نمتلك التفاؤل والإصرار بالتعاون بين جميع المجموعة وبدعم كبير وتوجيهات سديدة من القيادة الرشيدة، ووقفة كبيرة وقوية من سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان.

هدف التأهل

* كيف كان شعورك وأنت تسجل هف التأهل في مرمى كوريا الجنوبية؟

- بكل صراحة أنا لم أؤهل منتخب بلادي؛ بل كنت فرداً من أفراد المجموعة المتماسكة والمنسجمة والمتناغمة التي وصلت بمنتخبنا إلى مصاف المنتخبات المونديالية التي فرضت نفسها في نهائيات كأس العالم 1990، وكان التأهل بمنزلة تكريم وتتويج لجهود الجميع، وشعورنا كان لا يوصف في تلك اللحظات التاريخية التي واكبت الإنجاز كنت تشعر كلاعب وقتها أن «الدنيا ما تشيلك ولا تسعك من الفرحة» بعد نهاية المباراة التي بموجبها بلغنا كأس العالم.

استقبال زايد

* ما أبرز ذكرياتك عن تلك المرحلة؟

- من الأمور والذكريات الراسخة والتي لا تنسى لنا ولجميع أبناء الدولة يوم استقبال المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لنا، واستقبالات الحكام والشيوخ، وفرحة سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان راعي المنتخب المونديالي، وتواجده مع المنتخب في كل مكان، هذه أمور لا تنسى، وستظل في ذاكرتنا كجيل وكلاعبين وكرياضيين بصفة عامة، ونفخر دائماً بأننا كنا جزءاً من هذا التاريخ الحافل والمميز.

* وماذا عن مونديال 2022؟

- لقد رأينا ماذا يعني كأس العالم لأي لاعب، وكما لاحظ الجميع أن كل اللاعبين في مختلف المسابقات العالمية كانوا يسعون لعدم التعرض للإصابة؛ لذلك فإن اقتراب المونديال أثر في عطاء النجوم واللاعبين الذين ستشارك منتخباتهم في النهائيات، وطبيعي جداً أن يقل عطاء النجوم في الأندية، لأنهم يتطلعون إلى كتابة تاريخ، ويريدون أن يسوقوا لأنفسهم في أكبر سوق عرض عالمي لكرة القدم، وإذا فاتت الفرصة لأي لاعب من خلال الإصابة أو أي ظرف آخر قد لا يتأهل منتخب بلاده في المرة القادمة، وقد لا يتواجد هو؛ لذلك هي مرة في العمر قد لا تتكرر، وكل الأمنيات أن نشاهد منتخبنا في المونديال القادم 2026.

* ما توقعاتك للمنافسة في مونديال 2022؟

- اللقب لن يخرج عن القوى العظمى في كرة القدم، أو المنتخبات الكبيرة والتقليدية مثل البرازيل وإسبانيا والأرجنتين وفرنسا وألمانيا، والبرتغال أيضاً تمتلك منتخباً جيداً، وعلى العموم الكل سيقاتل، لأنهم يريدون تذوق حلاوة وقيمة ومعنى التتويج ببطولة كأس العالم وطعم الاحتفالات مع جمهورهم.

* رسالتك إلى الجمهور؟

- أولاً وقبل كل شيء أتمنى أن تكون مباريات المونديال مصدر متعة واستمتاع باللعب الجميل لكل عشاق المستديرة في العالم، وأتمنى أن نشاهد مهارات جديدة وخططاً وأساليب تجذب المشاهد، ورسالتي إلى الرياضيين في الدولة بأنه يجب أن نتابع بكل حواسنا ونعيش الحدث العالمي الكبير لأجل الاستفادة، واتباع الخطط والخطوات التي أوصلت هذه المنتخبات إلى هذه المكانة كي نكون نحن معهم أو في مقدمتهم في النسخة القادمة، ويجب أن نعمل لتحقيق هدفنا وتحقيق طموحنا من الآن، عندنا هنا في الإمارات جمهور ذواق يحب الكرة، وهم يختلفون في تشجيعهم لعدد من المنتخبات، فهناك من يحب الكرة البرازيلية وهناك من يشجعون الأرجنتين، أو يفضلون منتخبات الكرة الأوروبية مثل البرتغال وألمانيا وفرنسا وبلجيكا، وعلى فكرة منتخب إيطاليا يمتلك جماهيرية كبيرة في الوطن العربي، وعلى الرغم من أنه غير مشارك ولم يتأهل فيجب أن نمنحه حقه.

* ما الطقوس التي تتبعها؟

- أفضل مشاهدة المباريات في المنزل مع الأسرة والعيال والأقارب في كثير من الأحيان وأحياناً تكون لدينا جلسات كمجموعة من قدامى اللاعبين أو الرياضيين، لأن المونديال كما أسلفت مناسبة رياضية لكل عشاق الكرة في العالم.

1
عدنان الطلياني
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4zzucttj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"