عادي
طوره باحثون من جامعة خليفة في أبوظبي

جهاز جديد يكشف التلف الكلوي قبل التشخيص السريري بـ 6 أشهر

00:41 صباحا
قراءة 3 دقائق

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

طور فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، جهازاً جديداً قادراً على كشف التلف الذي قد يصيب الكلى عند المريض لحظة تلقيه العلاج الكيميائي، أي قبل التشخيص السريري لتلف العضو بمدة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أشهر.

وضم الفريق البحثي الدكتور ماورو بيرييرا من قسم الفيزياء في جامعة خليفة، بالتعاون مع باحثين من جامعة لوباتشيفسكي الحكومية في روسيا ومعهد فيزياء الأنظمة الدقيقة في روسيا وجامعة مونبلييه وأكاديمية التشيك للعلوم.

وأوضح الفريق أن العلاج الكيميائي القائم على البلاتين يستخدم لمعالجة مجموعة متنوعة من أمراض السرطان كسرطانات الرئة والثدي والمبيض والقولون، حيث تسهم مركبات البلاتين في إتلاف الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين «دي إن إيه» داخل الخلايا السرطانية لإيقاف انتشارها، إلا أنه تظهر في معظم الأحيان بعض المضاعفات الجانبية الخطِرة على المريض نتيجةً للعلاج.

وبينوا أنه قد تؤدي جميع العلاجات الكيميائية السامة للخلايا، بما في ذلك الأدوية التي تحتوي على البلاتين، إلى العديد من الآثار الجانبية الشديدة نظراً لضعفها في القدرة على التمييز بين الأنسجة المسرطنة والأنسجة الطبيعية، حيث تسبب العلاجات التي تتلف الكلى ما يعرف ب (التسمم الكلوي)، أما العلاجات التي تتلف الكبد فتؤدي إلى ما يسمى ب (التسمم الكبدي)، وفي هذا الصدد، يمكن للأشعة الضوئية «تيراهيرتز» أن تلعب دوراً مهماً في الكشف المبكر عن تلف الأعضاء، وتشهد ضوئيات «التيراهيرتز» تطوراً سريعاً في الفترة الأخيرة بفضل زيادة وفرة المواد الجديدة والمصادر والأدوات الكاشفة.

وقال الدكتور ماورو: «ركزنا في دراستنا على أحد الجوانب الواعدة والتي يمكن أن تصبح تطبيقاته من التطبيقات الأكثر فاعلية مستقبلًا وهو الأيضية والتي تعد دراسة منهجية للمركبات الكيميائية الناتجة عن عمليات الأيض في الخلايا».

وأضاف: ترتبط النواتج الأيضية ونسب تركيزها بشكل مباشر مع التفاعلات الكيميائية الحيوية وحالة الخلايا والأنسجة والأعضاء، ما يوفر الفرصة لتطوير تقنيات جديدة في مجال التشخيص وتحديداً تحليل المركبات الكيميائية الناتجة عن عملية الزفير والسوائل الحيوية كالدم واللعاب والبول التي يمكن من خلالها الحصول على معلومات مهمة حول الأمراض.

وأردف: يعتبر الكشف عن إشارات الفشل الكلوي في المراحل الأولية من العلاج الكيميائي البلاتيني أمراً نادراً، حيث تظهر التغيرات في المعايير الكيميائية الحيوية بعد فترة تتراوح من 4 إلى 6 مراحل علاجية أو من 4 إلى 6 أشهر بعد البدء في العلاج.

وفي هذا الإطار، توصل الفريق البحثي إلى مجموعة من المركبات العضوية أو ما يُعرف ب (النتريل) التي تظهر بعد عمليات العلاج الكيميائي وتزداد كميتها نتيجةً للتلف الكيميائي الحيوي في الكبد عقب العلاج الكيميائي البلاتيني، ولا يمكن الكشف عن تلف الأعضاء في الجسم بشكل فوري بعد العلاج بالاستعانة بالوسائل الطبية المتوفرة في الوقت الحالي، لكن يمكن أن نضع مادة النتريل تحت الفحوص المنهجية واسعة النطاق لتكون خياراً فعالًا للكشف عن التسمم الكلوي في مراحل مبكرة من العلاج.

وأسهم الباحثون، بالاستعانة بأشعة تيراهيرتز، في تتبع الضرر الواقع على الكبد والكلى خلال عملية معالجة السرطان عن طريق رصد مستويات مركبات النتريل في بول المريض.

وذكر الدكتور ماورو، أن استخدام تقنية «التيراهيرتز» يتيح التحليل بأربعة معدلات تردد مختلفة تسهم في تقييم مجموعة واسعة من المواد السائلة، ونهدف من خلال هذا المشروع إلى تطوير تقنية قياسية طيفية متخصصة، حيث يتميز جهازنا بفاعلية كبيرة، لكنه يعتمد على مجموعة معقدة من المكونات التي تحد من إمكانية التحكم بالترددات وتسهم في رفع الكلفة الاقتصادية وزيادة استهلاك الطاقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/26wnmdfu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"