عادي

الأطفال في مكبات النفايات الرقمية

22:59 مساء
قراءة دقيقتين

د. منى تهلك

في العقد الأخير، شهد العالم تطورات كبيرة وغير مسبوقة في مجالات الاتصالات وتقنياتها المتعددة، رافقتها سلسلة ابتكارات لأجهزة الاتصالات الحديثة، والتي تعد ثورة في هذه الصناعة. وتبعاً لهذا التطور نمت ثقافة تغير جهاز الهاتف، مع كل طراز جديد، ومع تنامي هذه الطبيعة الاستهلاكية، تزايدت نفايات أجهزة الاتصالات والحواسيب ونحوها، وتزايدت النفايات التي باتت تعرف بالنفايات الرقمية، وهي جزء من النفايات الصناعية، والتي تعتبر في مجملها خطيرة وتحتاج إلى المهارة والتخصص العلمي والمهني لمعالجتها.

حسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية تحت عنوان: «الأطفال ومقالب النفايات الرقمية، التعرض للنفايات الإلكترونية وصحة الأطفال»، «فإن النفايات الإلكترونية التي أنتجت على مستوى العالم، في عام 2019م تقدر بنحو 53.6 مليون طن، وأن نحو 82.6 % منها أي 44.3 مليون طن من النفايات الإلكترونية لعام 2019 لم توثق، بينما ما تجمع ووثق وأعيد تدويره بطريقة صحيحة وعلمية لم يتجاوز 17.4 % أو 9.3 مليون طن من النفايات الإلكترونية فقط، من المتوقع أن يزيد ناتج النفايات الإلكترونية، على مستوى العالم، ليصل إلى 74.7 مليون طن بحلول عام 2030».

ومع هذا التنامي والتزايد في النفايات الرقمية، فإن كثيراً من مكبات تلك النفايات يعمل فيها أطفال في مقتبل العمر، يتعرضون لمختلف أنواع الإصابات والأمراض الخطيرة، حيث جاء في التقرير نفسه أنه «ينخرط حوالي 152 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة في عمالة الأطفال، ومن بينهم 18 مليون طفل يعملون في القطاع الصناعي الذي يشمل معالجة النفايات. يشارك حوالي 73 مليون طفل على مستوى العالم في أعمال خطرة، كما يعمل عدد غير معلوم منهم في القطاع غير الرسمي لإعادة تدوير النفايات».

وكما هو واضح، فإن هناك نسبة كبيرة جداً من قطاع النفايات الإلكترونية خارج عن المعالجة العلمية والفنية اللازمة، وهو ما يعتبر مرتعاً ومكاناً لتواجد عمالة الأطفال. ومن هنا، يصبح هؤلاء الأطفال في خطر حقيقي، حيث تحاصرهم أمراض خطيرة بكل ما تعني الكلمة، والمطلوب جهد عالمي حقيقي، وتضافر دولي لمكافحة النفايات الرقمية. ولعل أفضل حل هو الاستثمار، وذلك من خلال إنشاء صناعة موازية تستفيد من تلك النفايات، وتحقق من خلالها الربح وعوائد مالية كبيرة.

هذه النفايات الإلكترونية تعتبر كنزاً بكل ما تعني الكلمة، حيث تدخل معادن ثمينة في صناعة تلك الأجهزة، يمكن استخلاصها والاستفادة منها، ولعل في هذا حل حقيقي لهذه المشكلة العالمية.

استشاري أمراض نساء وولادة مدير تنفيذي مستشفى لطيفة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3dytrkvu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"