عادي

كيف تتصرف بعد رفض مديرك ترقيتك؟

21:34 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: هشام مدخنة
يمكن تشبيه رفض طلب الترقية داخل العمل بالعلقم الذي يصعب تناوله، أو الألم الذي يطول شفاؤه، وخاصة عندما يأتي مباشرة من رئيسك أو مديرك في العمل. وبهذا الخصوص أضاءت «سي إن بي سي» على بعض النقاط والحقائق ذات الصلة أملاً في دفع الأشخاص إلى مزيد من التفاؤل بمستقبلهم المهني، وبأن كلمة «لا» لا تعني بالضرورة نهاية العالم.

وعطفاً على ذلك، قالت ديبي سو، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن تيبل» المتخصصة بحجوزات المطاعم: «يجب أن تكون لديك المثابرة في العمل، وأن تتمسك حقاً بما تريد. لا يمكنك أن تطلب ترقيتك بلا معنى أو بشكل غير مدروس، عليك أن توازن بين المثابرة والاستراتيجية وفهم الجو العام».

تعرف سو هذا الشعور تماماً. فهي مثل الكثيرين، انصدمت عدة مرات بكلمة «لا أو«الرفض» في مسيرتها المهنية قبل أن تحصل أخيراً على مبتغاها من ترقيات أو مناصب جديدة. وساعدتها حالات الرفض هذه في تحديد صيغة موثوقة لتحويل«لا» إلى«نعم»، أو على أقل تقدير، إلى شيء قريب من ذلك. كما تقول.

في هذا التقرير، تشرح سو الاستراتيجية المثالية للقيام بهذا الأمر، وكيف يمكنك استخدام هذه التقنيات لتحمي نفسك من إحباط أكيد بعد سماع رفض طلبك بالترقية من رئيسك أو مشرفك المباشر في العمل:

1- كن مثابراً.. لكن استراتيجياً

لا تدع «لا» تدمر ثقتك بنفسك وتمنعك من الطلب مرة أخرى، تقول سو:«ليس بالضرورة أن تكون «لا» كلمة جارحة وصعبة، فقد تعني في كثير من الأحيان «ليس بعد» أو «لا، ولكن ماذا لو عملت كذا وكذا؟»

أيضاً، استخدم الرفض كفرصة لجمع التعليقات والتأمل فيها وإجراء تحسينات وفقاً لذلك قبل المحاولة مرة أخرى. فالأمر لا يتعلق بعدد المرات التي تطلب فيها الترقية من مديرك، بل بما فعلته، وما هي الأدوار الجديدة التي أتقنتها، منذ آخر مرة طلبت فيها ترقيتك.

في حال رفض رئيسك في العمل طلبك للترقية لأنك تفتقر إلى الخبرة في مجال معين على سبيل المثال، فاعمل على معالجة هذا الضعف قبل السؤال مرة أخرى. وهنا يمكنك أن تطلب من أحد الزملاء الحصول على نصائح معينة، أو أن تحضر دورة تدريبية تسد من خلالها مواضع النقص والضعف في ذاك المجال قبل العودة إلى رئيسك في العمل.

وعندما تكون مستعداً، تنصح سو بإخبار مديرك: «هذه هي الطريقة التي تحسنت بها، وهذا ما أنجزته منذ آخر مرة. أنا أكثر استعداداً وتأهيلاً الآن لأني حصلت على المهارات التي قلت إنني أفتقدها من قبل».

كذلك، إذا كنت تعتقد أنك مؤهل بشكل صريح لهذا الدور، فحاول أن تُكوّن حجة أقوى حول سبب استحقاقك له. حدد بوضوح سبب أهليتك، أو على الأقل أنك قريب جداً منها، وبأنه لماذا سيكون قراراً ذكياً أن يختارك مديرك في العمل.

2- تأكد من أن طلبك معقول ومُتاح

بحسب سو من «أوبن تيبل»، يُعد تأطير طلبك للترقية بما يتناسب واحتياجات شركتك أمراً مهماً ومساعداً جداً. فربما تطلب ملء منصب أو دور شاغر بالفعل، وربما يحالفك التوفيق وتطلب العمل بمشروع في قسم مختلف يحتاج موظفين إضافيين. هذا جيد حتى الآن، ولكن المهمة ستصبح أكثر صعوبة إذا طلبت من مديرك المباشر أو رئيس الشركة خلق دور جديد تماماً مفصّل لك وحدك.

وإذا لم تتمكن من التوصل إلى تفسير واقعي حول كيفية المساعدة في دفع شركتك إلى الأمام من خلال دور جديد، أو إذا لم يُقدّر رئيسك على ما يبدو المسؤوليات التي تود طرحها على الطاولة من موقع منصبك (المفترض)، فهذا يعني أنه قد حان الوقت ربما للبحث عن فرصة في مكان آخر.

وبهذا الصدد، تضيف سو، «حاول البحث عن شركات أخرى يمكنها أن تقدم لك ما تحتاجه لتحقيق تلك الأهداف».

3- تجربة شخصية

في عام 2013، كانت سو المدير الأول للأسواق الجديدة في شركة البحث عن السفر «كاياك» Kayak. وكانت الشركة في ذلك الوقت تبحث عن نائب رئيس للمساعدة في إدارة منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فتقدمت سو لهذا المنصب. لكن مديرها، وهو الرئيس التنفيذي للشركة آنذاك، قال صراحة «لا»، والسبب أنه كان يبحث عن مرشح أكثر خبرة. تُدرك سو أنها لم تكن تمتلك الخبرة الكافية لتشغل منصب نائب الرئيس، لكن مؤهلاتها الأخرى تتوافق مع مسؤوليات الدور، وكانت تعلم أن الشركة بحاجة إلى شخص ما لملء هذا الشاغر. لذلك استمرت في الضغط من أجل ذلك، مركزة على طرح الأفكار التي تدور حول مهاراتها ذات الصلة والمنوطة بالمنصب.

فتقدمت من جديد، وتضمن عرضها المنقّح هذه المرة تجربتها في إطلاق أسواق جديدة لقوارب الكاياك في بلدان مثل البرازيل وكندا وبولندا، وقدرتها على التحدث بلغة الماندرين. وتستذكر سو قولها لرئيسها: «لماذا لا تجرِّبني؟ ولك الحق في تنحيتي إذا لم ينجح الأمر».

وهذا ما حدث بالضبط، تشير سو، إذ رقاها الرئيس التنفيذي إلى «كبيرة المديرين» في المنطقة، ثم بعد عام عيّنها رسمياً في منصب نائب الرئيس. لتختم تجربتها الذاتية بالقول: «ما يهم حقاً هو ما تفعله بعد «لا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3vvxayu3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"