عادي
عائلة إماراتية تجسد قيم التسامح الديني والإنساني

«ممتاز» مساعدة منزلية من 30 سنة تحولت إلى صاحبة مشروع

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

العين: منى البدوي

جسدت عائلة إماراتية أسمى قيم التسامح الديني، الذي يدعو إلى التعامل الإنساني مهما بلغ الاختلاف؛ حيث استقدمت أم أحمد القمزي عاملة مساعدة قبل أكثر من 30 سنة، لمساعدتها في أعباء المنزل، ووجدت «ممتاز» نفسها تعيش في كنف أسرة مسلمة عربية نشأت على قيم ومبادئ الرحمة والإنسانية فآثرت البقاء بينهم.

بعد مرور عشر سنوات على وجودها عند الأسرة نفسها، اعتنقت ممتاز الديانة الإسلامية، وبقيت تمارس عملها إلى أن بدأت السنوات توهن عظمها، الأمر الذي أدى إلى تراجع قدرتها على العمل، وهو ما جعل عائلة القمزي تجلب أكثر من عاملة منزلية لمساعدة ممتاز، وتحولها إلى مجرد مشرفة على العاملات وليس ذلك فقط، بل قامت الأسرة بعمل مشروع صغير يُسهم في دعمها مادياً، خاصة بعد أن زادت عليها أعباء الحياة.

قال أحمد القمزي، في بداية العقد الرابع من العمر، استقدمت والدتي «ممتاز» والتي كان عمرها آنذاك 22 سنة، وكنت أشاهد أمي وهي تعاملها بمنتهى الإنسانية والرحمة والرأفة، وهو ما انعكس على عطاء ممتاز في العمل داخل المنزل؛ حيث بدأت تهتم بكل تفاصيل حياتنا وراحتنا، وتقوم بواجباتها على أكمل وجه، وتوفر كافة المتطلبات قبل أن نطلبها.

خلال فترة وجودها بدأنا نشعر أن ممتاز واحدة من أفراد الأسرة؛ حيث كانت تعامل جميع أفراد المنزل بحب وعطاء، وهو ما جاء نتاجاً للتعامل الإنساني، وبدأنا نشعر باهتمامها بالتعرف إلى تفاصيل الدين الإسلامي وقيمه، لنفاجأ بعد مرور 10 سنوات برغبتها في اعتناق الدين الإسلامي، وعند الاستفسار منها عن السبب أشارت إلى أن طريقة المعاملة الإنسانية والاحترام بالرغم من اختلافها دينياً وعقائدياً أثار رغبتها في اعتناق الدين الإسلامي.

وأشار القمزي إلى أنه مع مرور الزمن، بدأت ممتاز البالغة الآن من العمر 54 عاماً، تشعر بالوهن بسبب التقدم بالعمر؛ حيث لم تعد قادرة على القيام بكافة أعباء المنزل والأسرة التي تزايد عددها، وهو ما دفعنا لجلب أكثر من عاملة منزلية، لتصبح ممتاز مشرفة عليهن فقط، كما تمّ عمل مشروع صغير لتتمكن ممتاز من زيادة دخلها المادي، خاصة بعد أن زادت عليها أعباء الحياة.

وعبّرت ممتاز التي تتحدث اللغة العربية بمخارج حروف آسيوية، عن سعادتها بوجودها لفترة طويلة في دولة الإمارات، التي نعمت فيها بتعامل إنساني وأخلاقي، مشيرة إلى أنها لم تشعر بالغربة بين أفراد الأسرة الإماراتية، التي نهلت من أخلاقها وتعاملها الديني السمح والإنساني الرفيع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhwwbzb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"