عادي

كامالا هاريس تؤكد الالتزام الأمريكي «الثابت» تجاه الفليبين

12:04 مساء
قراءة 3 دقائق

مانيلا - (أ ف ب) 
أكدت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس لرئيس الفليبين التزام الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده، وذلك خلال زيارة تهدف إلى مواجهة توسع نفوذ الصين، وتعزيز العلاقات التي شهدت توتراً على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان في الأرخبيل الواقع بجنوب شرق آسيا.
هاريس هي أرفع مسؤول أمريكي يزور مانيلا منذ انتخاب فرديناند ماركوس في يونيو/حزيران، بمؤشر على تزايد التقارب بين الحليفين بعد سنوات من التوتر في عهد الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي القريب من بكين.
والتقت هاريس أيضاً نظيرتها الفليبينية سارة دوتيرتي، ابنة الرئيس السابق الذي استدعت حربه الدامية على المخدرات تحقيقاً دولياً في انتهاكات مفترضة لحقوق الإنسان.
وقالت هاريس لماركوس في مستهل المحادثات في القصر الرئاسي بمانيلا: «نقف معكم في الدفاع عن القواعد والأعراف الدولية المتعلقة ببحر الصين الجنوبي».
وأضافت أن «هجوماً على القوات المسلحة الفليبينة، وعلى سفن أو طائرات في بحر الصين الجنوبي، من شأنه أن يفعّل التزام الولايات المتحدة الدفاعي المشترك.. هذا التزامنا الثابت تجاه الفليبين».
ومن ناحيته قال ماركوس، إنه «لا يرى مستقبلاً للفليبين لا يتضمن الولايات المتحدة».
وترتبط الولايات المتحدة بعلاقة طويلة ومعقدة مع الفليبين، ومع عائلة ماركوس الذي حكم والده المستعمرة الأمريكية السابقة لعقدين بدعم من واشنطن الذي اعتبرته حليفاً في فترة الحرب الباردة.
توترت العلاقات بين البلدين خلال حكم دوتيرتي، وفي 2016 وصف دوتيرتي باراك أوباما بأنه «ابن عاهرة»، على خلفية تحذيرات بأن الرئيس الأمريكي آنذاك سيسائله بشأن حرب المخدرات المثيرة للجدل.
وتسعى واشنطن الآن إلى تعزيز تحالفها الأمني مع مانيلا في ظل الرئاسة الجديدة.
ويشمل ذلك معاهدة دفاع مشترك واتفاق تعاون دفاعي معزز يعود إلى العام 2014 ويُعرف اختصاراً بـ EDCA ويتيح للجيش الأمريكي تخزين معدات وإمدادات دفاعية في خمس قواعد فليبينية.
كما يسمح للقوات الأمريكية بالتناوب في الخدمة في تلك القواعد العسكرية.
وتوقف العمل بالاتفاق خلال عهد دوتيرتي، لكن الولايات المتحدة والفليبين تعهّدتا بتسريع تطبيقه في مواجهة توسع نفوذ الصين.
وقال مسؤول أمريكي لصحفيين طالباً بعدم كشف اسمه قبل اجتماع هاريس بماركوس: «حددنا مواقع جديدة، وبدأنا عملية مع الفليبين لوضع اللمسات الأخيرة عليها».
وستتوجه هاريس الثلاثاء إلى جزيرة بالاوان في بحر الصين الجنوبي؛ حيث تتنازع الصين السيادة على مساحات في البحر مع الفليبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام.
وتجاهلت الصين تحكيماً دولياً في 2106، قضى بأنه لا أساس قانونياً لمطالبتها تلك.
كما تلتقي نائبة الرئيس الأمريكي حرس السواحل على متن إحدى أكبر السفن العسكرية في الأرخبيل.

  • التزام أمريكي

وتأتي زيارة هاريس إلى الفليبين في إطار جهود أمريكية لإزالة أي شكوك بشأن التزامها بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، في وقت تنشط الصين في توسيع نفوذها الإقليمي.
كما تأتي عقب اجتماعين منفصلين للرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته هاريس، بالرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي.
وأكدت هاريس على رسالة بايدن المتمثلة في أنه «يتعين علينا المحافظة على خطوط التواصل مفتوحة من أجل إدارة التنافس بين بلدينا بشكل مسؤول»، وذلك خلال اجتماعها بالرئيس الصيني على هامش قمة منتدى التعاون لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، حسبما ذكر مسؤول في البيت الأبيض.
وفيما قد تثير زيارتها إلى بالاوان انزعاج الصين، فإن الولايات المتحدة ستحقق مكاسب أكثر بتوجيه رسالة طمأنة إلى الفليبين، على ما يرى غريغ بولينغ، مدير مؤسسة «مبادرة الشفافية البحرية لآسيا» ومقرها في الولايات المتحدة.
وقال بولينغ إن «الفليبين ستكون مطمئنة أكثر مقارنة بانزعاج الصين».
ورداً على سؤال بشأن زيارتها إلى بالاوان قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، إن الوزارة وفيما لا تعترض على الاتصالات الأمريكية في آسيا «إلا أنها ينبغي أن تؤدي إلى السلام والاستقرار الإقليميين، ويجب ألا تقوض مصالح الدول الأخرى».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vmmux6v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"