التعلم عملية لا تتوقف

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

العلم والمعرفة نور حقيقي للبشرية بأسرها، وبطبيعة الحال، كلما زادت مجالات هذا العلم واتسعت في أي مجتمع، وكلما تنامى أعداد الأفراد الذين ينخرطون في الحقول العلمية المختلفة، تزايدت الابتكارات والإبداعات، وكان هناك حراك حضاري وتطور متلاحق ومتسارع.
 لذا يعد العلم كنزاً لا مثيل له، فهو ذو تأثير على مستوى الأفراد، وأيضاً على مستوى المجتمعات، ولا يمكن أن تتصور حضارة قامت وانتشرت من دون العلم وروافده المتعددة، فهو بمنزلة المياه التي تروي الأرض، فتنبت الثمار والمحاصيل. يعتقد بعض الناس أن العلم والمعرفة سياجهما، أو جسرهما، المؤسسات التعليمية، على اختلافها، من المدارس والكليات والجامعات، ونحوها، والحقيقة أن هذه المؤسسات منارات خرّجت الملايين من الناس، وهم يحملون شهادات في تخصصاتهم والعلوم التي درسوها طوال سنوات.
 ولها أيضاً تأثيرها الواضح في تقدم البشرية، فهي نظمت العملية العلمية، ووضعت أطراً وقوانين، وفرقت بين من هو متعلم، ومتعلم تعليماً عالياً، وبين آخرين توقفوا في مرحلة ما من مراحل المسيرة التعليمية. ومع كل ما يوجه لهذه المؤسسات من سهام ونقد ليس صحيحاً، في بعض الأحيان، فإنها تقوم بدور حيوي ومهم لا يمكن إنكاره، فضلاً عن تطورها الذي لا يخفى، وهو تطور في مجالات واسعة في العلمية التعليمية وليس في مجال واحد محدد؛ بل يكاد يكون شاملاً، وهذا طبيعي، كون العلم يعد مفتاحاً للتقدم والتطور، فمن الطبيعي أن تكون تلك المؤسسات، وتحديداً مؤسسات التعليم العالي، متطورة وتأخذ بكل جديد مفيد.
لكن من المهم لكل واحد منا التنبه إلى أن عملية التعليم والمعرفة متواصلة، وليست حصراً في مؤسسات التعليم، ولا هي مقيدة بتاريخ انتهاء تتوقف بمجرد الحصول على الشهادة الجامعية مثلاً؛ بل على العكس، يفترض في كل واحد منا، أن يمتلك هاجس التطور وزيادة خبراته ومعلوماته ومعارفه، فالتعلم المتواصل، وأوعية التعلم والمعرفة، في هذا العصر تحديداً، باتت متاحة ومتزايدة ومتوفرة بضغطة زر، ولا أكثر. لذا مجال العلم والمعرفة ومكانهما ليسا في الأروقة والأقسام العلمية في الجامعات والكليات، وحسب؛ بل هما متاحان لكل من يهتم ويدرك قيمة العلم.
المؤسسة التعليمية، مهما كان رأيك فيها، تبقى رسالتها ورؤيتها عامة، وليست مناطة بك وحدك أنت؛ لذا اصنع رسالتك ورؤيتك، وتوجه نحو حقول المعرفة والعلم التي ستجدها في عدة أوعية حديثة مثل المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، ونحوها.
 كل يوم تعلم وزد معرفتك.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7r9fvm

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"