تهديد الطفولة

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

الطفل، وردة الحياة، التي تزيد المجتمع جمالاً، ببراءته وعفويته، تكبر مع الأسرة أحلامه، لتصبح واقعاً معيشاً، إذا وجد الرعاية والاهتمام اللذين يعبران به إلى شط الأمان في عالم لا ينقصه من القساوة شيء. وبما أن لكل قاعدة استثناء، فقد اختارت دولة الإمارات  التي تنحاز إلى الخير في كل شيء، وينعم فيها المجتمع بمختلف شرائحه على اختلاف أعمارهم بكامل الرعاية، بقانون حفظ لهم حقوقهم  أن تبقى ذلك الأنموذج الجميل في كيفية حماية الأطفال، وتوفير مختلف سبل الرعاية لهم، كي ينعموا بالسعادة في حياة كل ما فيها جميل في دولة القانون عنوانها.
الإمارات التي شاركت العالم الاحتفال ب«يوم الطفل العالمي» الذي أعلنته الأمم المتحدة في عام 1954، ليكون مناسبة دولية يُحتفل بها في 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، لتعزيز الترابط، وتنمية الوعي بين أطفال العالم، وتحسين رفاههم، أحيت هذا اليوم برصيد كبير من إنجازات رعاية الأطفال وضمان حقوقهم؛ حيث سخرت طاقاتها، للاستثمار فيهم منذ نعومة أظفارهم، ليصبحوا عناصر فاعلة في المجتمع حين يشتد عودهم.
لقد بذلت حكومة دولة الإمارات جهوداً كبيرة، لحماية وتعزيز حقوق وسلامة الأطفال في مختلف الميادين والمرافق؛ حيث خصصت خطوطاً ساخنة، لحمايتهم وتسهيل عمليات الإبلاغ عن حالات الاعتداء عليهم، كما فعّلت عملية الإبلاغ الإلكتروني عن طريق موقع مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، وأطلقت تطبيق «حمايتي»، فضلاً عن إصدار قانون اتحادي باسم «وديمة»، تشدد من خلاله على حق الطفل في الحياة والبقاء والنماء، وتوفير كل الفرص اللازمة لتسهيل ذلك، وحمايته من كل مظاهر الإهمال والاستغلال، وسوء المعاملة، ومن أي عنف بدني ونفسي.
هذه الجهود الحكومية، يجب أن تجاريها جهود مجتمعية، في ظل العالم المتغير الذي نعيشه، والذي يطل علينا كل مرة بتحديات جديدة، تتربص بالأطفال شراً، ولعل التكنولوجيا تعد أخطرها؛ حيث أفقدت الأطفال براءتهم بأجهزة ذكية، غسلت أدمغة الكثير منهم بمحتوى تطبيقاتها، فعوضاً عن ألعاب الطفولة التي كبرنا عليها، ولا نزال نحتفظ بجمالها في ذاكرتنا الحبلى بالأحداث، أصبحت الهواتف والأجهزة الذكية السبيل الوحيد للترفيه عند أطفالنا؛ لذا يجب على أسرهم تقويم تصرفاتهم، وتحسين هواياتهم حتى لا يفقدوا براءتهم، ويكبروا قبل أوانهم، ويحرقوا مراحل عمرية هي الأجمل في حياة الإنسان.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdfm7vkr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"