«راشد» والقمر

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في فبراير/ شباط 2021، سجلت الإمارات أول إنجازاتها الفضائية، يومها لفتت الأنظار إليها كنموذج للدولة القوية، وللإرادة الصلبة، وللتفاني في العمل من أجل الوصول إلى الهدف، وتحقيق نجاح عالمي يرفع اسم هذه الدولة عالياً، أكثر فأكثر. وقتها نجحت الإمارات في رفع اسمها إلى حيث تقف الدول الكبرى، والقادرة على التحليق في الفضاء، وتوسيع مساحة العلوم والأبحاث لديها، وفي العالم، من خلال الوصول إلى المريخ، عبر إطلاق «مسبار الأمل». 
 اليوم تشهد الإمارات حدثاً علمياً جديداً، يحقق لها أيضاً نقلة نوعية علمية، وسيمهد الطريق للمزيد من مهام استكشاف الفضاء، وسيسجل التاريخ إطلاق «المستكشف راشد» في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في أول رحلة عربية إلى سطح القمر. الإمارات التي تخطو منذ سنوات بكل ثقة وثقل نحو الابتكار والتقدم العلمي في مختلف المجالات، لاسيما مجال الأبحاث واستكشافات علوم الفضاء العالمية، مستعدة لخوض تجربة علمية جديدة مع «المستكشف راشد» الذي تم تصميمه وتطويره بأيادٍ إماراتية بالكامل، في مختبرات مركز محمد بن راشد للفضاء، والهدف منه: دراسة بلازما القمر، والإجابة عن تساؤلات تتعلق بغبار القمر وسطح القمر، والتنقل على هذا السطح، وكيفية تفاعل المواد المختلفة مع حُبيبات التربة هناك. 
 استكشاف القمر، مهمة إماراتية ننظر إليها جميعاً بتفاؤل كبير، وأمل في تحقيق نجاح كبير، سواء في الوصول إلى سطح القمر، أو في تقديم الفائدة العلمية المرجوة للعالم وللعلم؛ والمفروض أن يقوم «المستكشف راشد»، بدراسة خصائص التربة على سطح القمر، والصخور والجيولوجيا، وحركة الغبار، والبلازما، والغلاف الكهروضوئي.. ولأنها اكتشافات جديدة، فهذا يعني أن مهمة الإمارات اليوم هي «واحدة من أكثر المهمات الفضائية ترقباً».
 «نحن والقمر جيران» غنت فيروز التي هنأها العالم العربي، أمس، بعيد ميلادها السابع والثمانين، وردّدنا من بعدها وغنينا لهذا الجار المضيء، وبعد أيام ستبدأ رحلة الإمارات الأولى لزيارة الجار العزيز، والاطمئنان على أحواله، والاستفادة من طبيعته، واختلاف سطحه عن سطح الأرض؛ زيارة تقوم بها الإمارات ليستفيد منها كل العلماء والباحثين حول العالم، وستزيد من رصيد هذه الدولة في مجال علوم الفضاء، خصوصاً أن «راشد» سيتنقل في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، ويلتقط بيانات وصوراً نادرة، والمفروض أن يرسلها إلى محطة التحكم الأرضية في «مركز محمد بن راشد للفضاء»، فضلاً عن قيام المستكشف باختبار أجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، والهدف معرفة مدى قدرتها على العمل في بيئة مختلفة عن الأرض.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpbfa785

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"