عادي
«مؤتمر دبي» يسلط الضوء على أهمية النزاهة والتكنولوجيا

440 مليار درهم تجارة الإمارات من المعادن الثمينة في 9 أشهر

17:37 مساء
قراءة 5 دقائق
ثاني الزيودي خلال كلمته التلفزيونية
أحمد بن سليم يلقي كلمته في المؤتمر
ديفيد تايت

دبي: فاروق فياض

نمت تجارة دولة الإمارات من المعادن الثمينة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2022، بنسبة قوية 18%، لتتجاوز حاجز الـ 440 مليار درهم ( 120 مليار دولار أمريكي) بحسب ما أكده د. ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية.

وأكد الزيودي خلال كلمته التلفزيونية على هامش الدورة العاشرة من «مؤتمر دبي للمعادن النفيسة» الذي ينظمه «مركز دبي للسلع المتعددة»، - مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي لتجارة المعادن الثمينة، مؤكداً التزام الإمارات، المصنفة سابعةً عالمياً في الواردات والخامسة في الصادرات، بأعلى المعايير الدولية. حيث تشكّل الشفافية والرقابة والتنظيم القوي؛ عوامل رئيسية للارتقاء بمكانة دولة الإمارات الريادية والموثوقة والتنافسية عالمياً في مجال التجارة العالمية للذهب.

وأضاف الوزير الزيودي: «تعزز الجهود المستمرة لكل من وزارة الاقتصاد ولجنة سوق سبائك الذهب الإماراتية التابعة لها، مكانة الإمارات في قلب تجارة الذهب العالمية، بالإضافة إلى ضمان تبني أعلى المعايير الدولية عبر كافة المجالات الرئيسية مثل التمويل والتوريد المسؤول للذهب».

ثاني الزيودي: «الاقتصاد» تعزز مكانة الدولة في تجارة الذهب عالمياً

واختتم «مركز دبي للسلع المتعددة»، أعمال الدورة السنوية العاشرة من «مؤتمر دبي للمعادن الثمينة»، والذي أُقيم في دبي بالشراكة مع وزارة الاقتصاد، حيث ركزت نسخة هذا العام من المؤتمر على أربعة موضوعات رئيسية وهي: مستقبل تجارة المعادن الثمينة، وتعزيز نزاهة المصادر، وتمويل تجارة المعادن الثمينة، وإعادة ضبط مؤشرات الأسعار العالمية.

واستقطب المؤتمر عدداً كبيراً من التجار والهيئات التنظيمية والصناعية والبورصات لمناقشة هذه الموضوعات، مع التركيز بشكل خاص على ضرورة مواصلة تعزيز نزاهة المصادر في صناعة المعادن الثمينة. ويؤدي كل من معيار الإمارات للتسليم الجيد التابع لوزارة الاقتصاد ولوائح العناية الواجبة للتوريد المسؤول للذهب التي تم تحديثها مؤخراً؛ دوراً بالغ الأهمية في تشكيل مستقبل تجارة الذهب في دولة الإمارات والصناعة ككل، حيث يتعين على جميع شركات تكرير الذهب وغيرها من المنشآت الخاضعة للرقابة العاملة في الدولة تلبية المعايير وأفضل الممارسات العالمية.

وركز المتحدثون والوفود المشاركة كذلك على إمكانية استخدام الترميز ليس فقط لجعل تداول الذهب أكثر شفافية وقابلية للتتبع، ولكن أكثر سهولة أيضاً.

وعشية انعقاد المؤتمر، أعلن المركز عن شراكة مع «كومتيك جولد» لرقمنة تداول الذهب من خلال ترميز المعدن الثمين وربط كل ترميز بضمانات منصة «ترايد فلو» التابعة للمركز، مع تمكن المتداولين من شراء الذهب ابتداءً من جرام واحد فقط.

أحمد بن سليم: 150 مليار دولار تداولات 7 ملايين عقد للذهب في 2021

وقال أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، والرئيس التنفيذي لبورصة دبي للذهب والسلع: «تؤدي دولة الإمارات دوراً محورياً في تشكيل مستقبل صناعة المعادن الثمينة، وجعل تجارة الذهب والمعادن الثمينة أكثر شفافيةً ونزاهةً وقابليةً للتتبع. حيث سلط المؤتمر هذا العام، الضوء على حاجة المنخرطين في السوق من أنحاء العالم إلى تبني التقنيات الناشئة مثل الترميز والبلوك تشين، والتي تمتلك إمكانية تغيير طريقة تجارة المعادن الثمينة ودفع النمو المستدام طويل الأجل لهذه الصناعة».

وأضاف ابن سليم: تستعد دولة الإمارات لاستضافة «COP 28» في مدينة دبي إكسبو في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023. ويتوافق المركز، مع كل هذه القيم ويتماشى بشكل وثيق مع الرؤية الاستراتيجية لدبي والإمارات، نحن ملتزمون بتعزيز صناعة المعادن الثمينة، ليس فقط محلياً، ولكن على المستوى العالمي، وقد شهدنا تقدماً هائلاً خلال فترة قصيرة.

وأوضح: في 2021، تم تداول أكثر من 7 ملايين عقد لدى بورصة دبي للذهب بقيمة 150 مليار دولار بما في ذلك عقود متوافقة مع الشريعة، وعقود تداول ذهب يومية وفورية. وتعامل المركز مع الماس بقيمة 20 مليار دولار خلال النصف الأول الماضي، وأصبحت الإمارات الآن المركز الأول لتجارة الألماس الخام في العالم وهي في طريقها لتحتل المرتبة الأولى للماس الخام والمصقول معاً. وشهد مركز التشفير التابع للمركز، اهتماماً مستمراً وكبيراً منذ إطلاقه في منتصف عام 2021، مع حوالي 14٪ من تسجيلات الشركات الجديدة في 2022 تتعلق بالعملات المشفرة. وهو موطن لحوالي 40٪ من إجمالي الشركات العاملة في القطاع في الإمارات

بيتر شيف: ينبغي تداول السلعة عن طريق الترميز

وخلال المؤتمر، ناقش بيتر شيف، كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين العالميين في «يورو باسيفيك كابيتال»، نهاية هيمنة الدولار، وزوال عملة «بيتكوين» الافتراضية، ومستقبل «البلوك تشين» والعملات المشفرة، وإعادة تسييل الذهب عالمياً، حيث قال: «على الرغم من أن تداول العملات المشفرة أو «البيتكوين» يعد أسهل من تداول الذهب، إلا أن النظر إلى «البيتكوين» كبديل للذهب هو اعتقاد خاطئ وهذا ببساطة لأن «البيتكوين» يفتقر إلى القيمة الجوهرية الملموسة التي يوفرها الذهب.

أضاف شيف: في الواقع، يمكن الاعتماد على نفس التقنيات المستخدمة في تداول «البيتكوين» لتداول الذهب عن طريق ترميز المعدن الثمين، مما يتيح بنفس الوقت الاحتفاظ بالقيمة الفعلية التي يوفرها الذهب. ومن خلال الطريقة ذاتها التي كان يتم استخدامها لتداول الأوراق النقدية التي كانت تمثل أوراق قابلة للاسترداد بالذهب، يمكن تفعيل تقنيات «البلوك تشين» للتداول وتسجيل ملكية الذهب. أنا على يقين بأن هذا هو الاتجاه الذي يجب على النظام النقدي العالمي المضي قدماً من خلاله للتمكن من السيطرة على مختلف أشكال التضخم على المدى الطويل، ألا وهو معيار ذهب مدعوم بتقنية البلوك تشين.

ديفيد تايت: «البلوك تشين» تعزز نمو السوق العالمي

بدوره، قال ديفيد تايت، الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي: «من خلال منظومة Gold247 المستندة إلى تقنية البلوك تشين، نمكن وندعم التعاون عبر سلسلة القيمة بأكملها لتعزيز نمو سوق الذهب العالمي، وذلك من خلال التركيز على ضمان النزاهة وإمكانية الوصول وسهولة الاستبدال. مضيفاً: لدينا التزام مشترك بالعمل بطريقة مسؤولة ومستدامة، ويمكن تحقيق ذلك فقط من خلال العمل المشترك والتعاون عبر القطاع بأكمله. أتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات ومركز دبي للسلع المتعددة لتعزيز تكامل سوق الذهب العالمي».

سبائك ذهبية

كما شهد «مركز دبي للسلع المتعددة» إزاحة الستار عن الإصدار الثاني من عملات السبائك الذهبية الإماراتية. واستُلهمت العملات الأربع الجديدة لعام 2022، والتي سيتم سكها وإتاحتها للشراء في أوائل عام 2023، من الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات على مدار الخمسين عاماً الماضية، وهي انعكاس لماضيها العريق ومستقبلها المشرق.

نقاشات وجلسات

وعلى مدار اليوم، ناقشت الوفود المشاركة تأثير الاتفاقيات التجارية الثنائية ومتعددة الأطراف، والدور المتغير لمؤسسات البنية التحتية للسوق، والإصلاحات من خلال الرقمنة، ودور البنية التحتية التكنولوجية في سوق التجارة والاستثمار الفعلي، والطبيعة المتطورة لمراكز تداول السبائك، وزيادة أهمية التقييس، والنفوذ المتغير في سلاسل التوريد العالمية لمنتجي الذهب الرئيسيين مثل الصين وروسيا.

تناول المتحدثون والمشاركون في المؤتمر عدداً من المخاطر والتحديات العالمية التي تواجه القطاع مؤخراً، ولا سيما الجهود المبذولة عقب الوباء لتكثيف تدابير نزاهة المصادر، وتأثير الأحداث الجيوسياسية مثل النزاعات في مناطق التعدين، والتحديات التي يواجهها المدققون الماليون ومسؤولو الامتثال، والتخفيف من المخاطر في تقارير مصادر ذهب الخردة، وإدارة العقوبات، والدبلوماسية التجارية.

كما ركزت جلسات المؤتمر على تمويل تجارة المعادن الثمينة، وتطرقت إلى دور البنوك والمؤسسات المالية الأخرى، فضلاً عن تعزيز البنية التحتية، ورقمنة الأصول.

واستعرض المتحدثون التدفقات التجارية في دبي وتمويل المجوهرات بتقنية رقاقات تحديد الهوية بموجات الراديو (RFID)، بالإضافة إلى إنشاء سوق إعادة شراء الذهب في بورصة دبي للذهب والسلع. وتناولت آخر جلسات المؤتمر، إعادة ضبط معايير الأسعار العالمية وما إذا كانت هناك حاجة إلى إنشاء معايير جديدة. كما ناقش المتحدثون الأهمية المستمرة لارتباط الذهب والدولار، ونسبة الذهب والفضة في النظام العالمي الجديد، وحالة الاستثمار الحديثة في الذهب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y52w9dva

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"