عادي

دعوة «الأخضر» للحذر من نشوة الفوز

22:22 مساء
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

منذ سنوات عدة وأنا أدعو المنتخبات العربية الشقيقة التي تشارك في بطولات كأس العالم، بأن ترفع من ذهنها فكرة الذهاب لنهائيات المونديال من أجل المشاركة فقط وإكمال عدد المنتخبات المتواجدة في الحدث العالمي، لاسيما تلك المنتخبات التي أصبحت تمتلك رصيداً جيداً من المشاركات في النسخ الماضية من كأس العالم.

هذه الدعوات استجاب لها المنتخب السعودي أمام منتخب الأرجنتين، الذي يعد من بين المنتخبات التي رشحها النقاد وأهل الشأن الكروي إلى التنافس على لقب مونديال قطر والذي يتواجد فيها ساحر الكرة العالمية ميسي، إذ تمكن الأخضر من التغلب على منتخب عالمي سبق له الظفر بكأس العالم مرتين، وهذا البلد يمتلك في تاريخه وحاضره اثنين من أبرز اللاعبين الذين لمسوا كرة القدم وهما الراحل مارادونا الذي ظفر بلقب مونديال المكسيك عام 1986 وميسي الذي يسعى لختم مسيرته الكروية مع المونديال بخطف لقبه. لاعبو الأخضر السعودي وبسبب الدعم النفسي والثقة الزائدة التي منحها لهم مدربهم الفرنسي تعاملوا بواقعية مع المباراة ولم يلعبوا في الدفاع واستخدام أسلوب ابعاد الكرة كيفما اتفق، بل قاموا بمجاراة المنتخب الأرجنتيني وتهديد مرماه بشكل مستمر، وهذا الأمر عزز من ثقتهم العالية بقدراتهم، وبالتالي تمكنوا من تحقيق مفاجأة مدوية شغلت العالم بأسره وستبقى متداولة حتى بعد نهاية المونديال.

ما أريد قوله للمنتخب السعودي الشقيق، أن مباراة الأرجنتين أصبحت في ذمة التاريخ، وسيفخر بها كل لاعب شارك فيها لسنوات وعقود طوال مقبلة، لكن يجب أن نغادر هذه المباراة ولا نجعل من فرحة الفوز التاريخي تقتل أحلامنا كجمهور عربي مساند للأخضر السعودي، إذ ان المتعارف عليه أن المنتخبات العربية تستطيع في بعض الأحيان مجاراة المنتخبات العالمية المرشحة لخطف لقب المونديال وقد تتغلب عليها كما فعل المنتخب الجزائري في مونديال إسبانيا عام 1982 عندما هزم المنتخب الألماني بهدفين مقابل هدف بعد عرض كروي شيق جداً لم يزل خالداً في الذاكرة، وكما فعل المنتخب السعودي عندما فاز على منتخب الأرجنتين بالنتيجة ذاتها. لكنها بالمقابل تخسر أو تتعادل في مبارياتها اللاحقة مع منتخبات أقل مستوى من المنتخبات التي تغلبت عليها!، وهذا بسبب نشوة الفوز التي تجعل البعض يصاب بالغرور والتعالي ويعتقد أنه ضمن التأهل إلى الدور التالي، وهذا فخ كبير يجب ألا يقع فيه المنتخب السعودي.

التخلص من هذا الفخ ممكن جداً ويتمثل بالاستعداد الجيد والواقعي لمباراتيه المقبلتين أمام منتخبي بولندا والمكسيك، إذ بإمكان الأخضر السعودي أن يحقق الفوز بالمباراتين إذا سار بذات الأسلوب الذي اتبعه في مباراته مع الأرجنتين، واعتقد أن القائمين على المنتخب السعودي يسعون جيداً إلى تحقيق هذين الفوزين، لأنهما سيرفعان من طموحات الأخضر للمضي بمشوار أطول في مونديال العرب، ولكن إذا لم يتحقق الفوز في المباراتين أو في أحداهما، فأن على الأخضر السعودي أن يزيد من همته لتجنب الخسارة، لأن منتخبات المجموعة بما فيها منتخب الأرجنتين لم تزل تمتلك فرصة التأهل إلى الدور الثاني، وهذه الفرصة المتاحة أمام الجميع ستزيد من مصاعب المنتخب السعودي، لأن المنتخبين البولندي والمكسيكي بكل تأكيد قد تغيّرت حساباتهما السابقة تجاه الأخضر السعودي بعد ملحمته التاريخية أمام الأرجنتين.

ما أحب أؤكد عليه، هو أن المنتخب السعودي قد أعطى جرعة قوية جداً للمنتخبات العربية للبدء بمنافسة المنتخبات العالمية والتفوق عليها، وهذه الفرصة يجب ألا تهدر من قبل لاعبي منتخبات قطر، تونس، المغرب، بل لابد أن تكون حافزاً قوياً لانطلاق كروية عربية نحو العالمية.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/354y7dex

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"