رغم الفرحة العارمة التي رافقت الفوز التاريخي لإسبانيا على كوستاريكا بسباعية نظيفة في مستهل مشوار «لا روخا» في مونديال قطر 2022، بدا المدرب لويس إنريكي حذراً من المبالغة في التفاؤل لاعتباره أن «المديح يضعفك».
وكشرت إسبانيا عن أنيابها في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة بأداء هجومي يجسد روح ال«تيكي تاكا» التي اشتهر بها المنتخب وبرشلونة.
وبانتظار المبارزة بين إسبانيا وألمانيا الأحد في الجولة الثانية، قام رجال إنريكي بالمطلوب منهم وأكثر، حاسمين النقاط الثلاث في الشوط الأول بعدما أنهوه بثلاثية نظيفة قبل أن يضيفوا أربعة في الثاني، مانحين بلادهم أكبر فوز في تاريخ مشاركتها في النهائيات (الأكبر سابقاً كان 6-1 على بلغاريا عام 1998).
وأعرب إنريكي عن سعادته بهذا الانتصار الرائع الذي تحقق بعدما «كنا استثنائيين في الاستحواذ على الكرة، في إنهاء الهجمات وأوفياء إلى نفس الفكرة (الكروية) التي رافقت المنتخب الوطني لأعوام طويلة»، في إشارة منه إلى ما يعرف ب«تيكي تاكا» الذي اشتهر به برشلونة وتبناه المنتخب منذ أيام المدرب لويس أراغونيس في 2008.
لكن مدرب برشلونة سابقاً كان حذراً من «الاسترخاء المبالغ به. قد يعتبره البعض أفضل أداء في البطولة حتى الآن، ما يجعلنا المنتخب الذي يريد الجميع إسقاطه».
أرقام خاصة
وقدمت إسبانيا، أداءً استثنائياً الأربعاء بكافة المعايير ونجح لاعبوها في الشوط الأول ب537 تمريرة في رقم لم يحققه أي منتخب منذ 1966 وفق «أوبتا» للإحصاءات، منهية اللقاء ب1043 تمريرة ناجحة مع نسبة استحواذ بلغت 81.8 في المئة، وهي الأعلى في تاريخ النهائيات.
وبعدما أصبح عند 18 عاماً 110 أيام، أصغر لاعب يدافع عن ألوان إسبانيا في بطولة كبرى (كأس العالم أو كأس أوروبا) في التاريخ، دوّن غافي بالهدف الخامس لإسبانيا اسمه في تاريخ النهائيات كأصغر لاعب يسجل في كأس العالم منذ أسطورة البرازيل بيليه (17 عاماً و249 يوماً) خلال نهائي 1958 ضد السويد (ثنائية في الفوز 5-2).
وبات نجم برشلونة كذلك ثالث أصغر هداف في تاريخ النهائيات بعد بيليه الذي كان يبلغ 17 عاماً و7 أشهر و27 يوماً حين سجل ضد ويلز في 19 يونيو 1958، والمكسيكي مانويل روخاس الذي كان يبلغ 18 عاماً و3 أشهر ويومين حين سجل في 19 يوليو 1930 ضد الأرجنتين.
لاعب فريد
وعلق غافي على دخوله التاريخ، قائلاً «إنه أحد أفضل أحلامي. لم أتخيل ذلك في حياتي. أنا سعيد جداً».
وتابع: «لم أكن أعلم أنني أصبحت ثالث أصغر لاعب يسجل هدفاً في المونديال، ومن دواعي فخري تحقيق هذا الرقم، وزميلي كوكي (لاعب أتلتيكو مدريد) يخبرني دائماً أنني سأدرك كل هذا مع مرور السنين». وبدا إنريكي واثقاً أن النجم الشاب سيصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم، قائلاً «إنه لاعب فريد من نوعه. لاعب مختلف لأنه... في الثامنة عشرة من عمره لكنه يملك شخصية لاعب مخضرم».
وتابع «نحن سعداء لوجوده في فريقنا ونعتقد أنه سيكون أحد أفضل النجوم في عالم كرة القدم»، مشيراً إلى أنه يتوقع من غافي مواصلة تطوره بالقول «آمل أن يلعب كل مباراة أفضل من التي سبقتها وأن يحاول اللعب بعدوانية أكثر مع الكرة ومن دونها».
كما نال لاعب وسط برشلونة بيدري الكثير من المدح، حتى إن أسطورة منتخب كولومبيا السابق كارلوس فالديراما قال عن بيدري «إنه لاعب من العيار الثقيل على الرغم من صغر سنّه، وآمل في أن اجتمع به لكي يعلمني كرة القدم التي يلعبها حيث إنه يلعب بعمر لاعب يفوق عمره الحالي».
من جهته، وصف جيمي كاراجر، مدافع ليفربول السابق، لاعب الوسط الإسباني بيدري نجم برشلونة بأنه «لاعب المونديال حتى الآن» لأنه حتى لو لم يسجل هدفاً في السباعية على كوستاريكا، لكنه كان يدير اللعب ويشد الخيوط في الوسط.
وفشلت كوستاريكا في تسديد كرة واحدة على شباك إسبانيا، فيما قال مشجعو إسبانيا إن «الماتادور مرعب منذ البداية»، لكن قال آخرون: «المواجهات الثقيلة تأتي لاحقاً».
ومازح جراييم سونيس (69 عاماً) لاعب اسكتلندا السابق قائلاً: «كان بمقدوري اللعب أفضل من كوستاريكا».
