عادي
شهد ختام أعمال المؤتمر العالمي «بيئة المدن» في الفجيرة

محمد الشرقي يشهد ختام المؤتمر العالمي "بيئة المدن - الفجيرة 2022"

14:42 مساء
قراءة 5 دقائق
1

الفجيرة: محمد الوسيلة
شهد سموّ الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة صباح أمس، ختام أعمال المؤتمر العالمي «بيئة المدن»، الذي أقيم برعاية صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة تحت شعار «تطبيقات المدن الذكية المستدامة والمرنة».
حضر ختام المؤتمر، الشيخ سيف بن حمد بن سيف الشرقي، رئيس هيئة المنطقة الحرة، والشيخ محمد بن حمد بن سيف الشرقي، المدير العام لدائرة الحكومة الإلكترونية، والشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، رئيس اتحاد الإمارات لبناء الأجسام و اللياقة البدنية، ومريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وسعيد الرقباني، المستشار الخاص لصاحب السموّ حاكم الفجيرة، ومحمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري، والدكتورة أميرة الحسن، رئيسة مكتب مجلس التعاون الخليجي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والمهندس داوود الهاجري، المدير العام لبلدية دبي، رئيس مركز البيئة للمدن العربية، وسالم الزحمي، مدير مكتب سموّ ولي عهد الفجيرة، والمهندس محمد الأفخم، المدير العام لبلدية الفجيرة، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر، ومديرو البلديات بالدولة، وجمع من المديرين والمسؤولين بالفجيرة.
المدن الذكية
وأكّد سموّ ولي عهد الفجيرة، ضرورة الاطلاع والتعرف المستمر إلى المتغيرات التي يواجهها قطاع الاستدامة في العالم، وقياس تأثيرها في المدن ونموّها السكاني، مشيراً إلى توجيهات صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بأهمية طرح الاستراتيجيات وعرض الممارسات العالمية التي تعنى بالمدن الذكية، وبحث سبل استدامتها، بما يخدم توجّهات دولة الإمارات ورؤيتها في هذا المجال الحيوي.
وأشاد بمستوى الموضوعات وأوراق العمل التي استعرضها المؤتمر وطرحت للنقاش خلال جلساته. مثمّناً دور اللجنة المنظمة للحدث في استقطاب الخبرات العالمية وتبادل المعلومات التي تخدم قطاع المدن الذكية واستدامتها مستقبلاً.
وشارك في المؤتمر الذي نظمته بلدية الفجيرة ومؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية ومركز البيئة للمدن العربية بالتعاون مع بلدية دبي ومنظمة المدن العربية في «فندق ومنتجع البحر» بالفجيرة، نحو 900 ضيف من 25 دولة.
 وتحدث في جلساته الحوارية على مدار ثلاثة أيام نخبة من الخبراء ورواد قطاع المدن الذكية المستدامة ومسؤولي العمل البلدي وأصحاب الاختصاص.
ورحب المهندس محمد سيف الأفخم، في كلمته في الحفل بالحضور، مشيداً بأعمال المؤتمر الذي حظي بمشاركة واسعة لنخبة من الكفاءات المحلية والعربية والعالمية، تحاوروا مستعرضين تجاربهم عبر أوراق علمية لامست تجارب متميزة وقصص نجاح متنوعة ومبتكرة، لأفضل الممارسات العالمية في الاستدامة.
وأكد أن الفجيرة وبتوجيهات صاحب السموّ حاكم الإمارة، ورعاية ومتابعة سموّ ولي العهد، تعمل في هذا الاتجاه لإيجاد الحلول الذكية ومواكبة التطورات، بعد أن أطلقت البلدية ومؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية مجموعة من التطبيقات الذكية لتقديم خدماتٍ ميسرة لإسعاد المتعاملين بما يتواءم مع مسيرة التحوّل الذكي والتنمية الحضارية الشاملة لدولة الإمارات.
تحديات كبيرة

1

في كلمتها خلال الحفل، أعربت مريم المهيري، عن سعادتها بالمشاركة في المؤتمر وأشادت بجهود رئيس اللجنة المنظمة وأعضاء الفريق على دقة تنظيم المؤتمر. وأشارت إلى تزايد أعداد السكان والنمو الاقتصادي المستمر، وتنامي الطلب على الطاقة والمياه والغذاء والبنية التحتية الأساسية ومتطلبات إدارة النفايات، فضلاً عن تأثيرات تغير المناخ والتلوث وخسائر التنوع البيولوجي، التي باتت تشكل جميعها تحديات كبيرة لتأثيراتها في صحة الإنسان وكوكب الأرض، ولفتت إلى أن الإحصاءات تشير إلى أن المدن تستقبل أعداداً كبيرة من السكان، حيث تظهر التقديرات أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون اليوم في المدن، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم الخمسة مليارات نسمة، بحلول عام 2030.
وقالت «في دولة الإمارات أصبح النمو المتسارع للمناطق الحضرية ظاهرة مألوفة، وان النمو المستمر لا يعني أننا نغفل عن الاهتمام بالنظم البيئية. فالاستدامة البيئية إحدى أهم الركائز المتأصلة في ثقافتنا وتقاليدنا وهي جزء من موروثنا المجتمعي الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتابعت من بعده قيادتنا الرشيدة».
وأكدت إن الإمارات بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة بادرت إلى اتخاذ مجموعة من التدابير على مر السنين، لتعزيز الاستدامة وزيادة القدرة على التصدي لتأثيرات تغير المناخ والتحديات البيئية الأخرى، وتحدي ضمان الأمن الغذائي، فمن ناحية السياسات، وضعت دولة الإمارات استراتيجيات وطنية بعيدة المدى تتضمن «مئوية الإمارات 2071»، والخطة الوطنية للتغير المناخي 2050. كما أطلقت مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، واعتمدت المسار الوطني للحياد المناخي والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وتبنت نهج دعم وتوسيع قاعدة الزراعة الحديثة الحضرية المستدامة. ومن شأن هذه الاستراتيجيات أن تنقلنا إلى اقتصاد أخضر ومرن، بإمكانه أن يعزز معدلات خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ويقلل المخاطر المناخية، ويعزز قدرات التأقلم لإنتاج الغذاء باستخدام التكنولوجيا الحديثة التي تعمل على توفير 90% من استهلاك المياه، وترفع الإنتاجية لمعدلات تزيد 4 أضعاف، فضلاً عن سن القوانين والأنظمة الهادفة إلى تعزيز كفاءة استهلاك الموارد.
وأثنت على الجهود التي تبذلها إمارة الفجيرة، لتطبيق وتنفيذ مدن ذكية تراعي حماية الموارد الطبيعية، وتعزز جهود حماية البيئة وتحقيق الاستدامة والرفاه الاجتماعي. ودعت الحضور إلى مشاركة الإمارات في نوفمبر المقبل، في مؤتمر دول الأطراف COP28 الذي تستضيفه الدولة في مدينة دبي.

1

حلول استباقية
وقال المهندس داوود الهاجري «المؤتمر أكد لنا نحن المسؤولين أهمية استشراف مستقبل المدن من هذا المنظور، والإنسان يبقى محور التركيز فهو المحور الأساسي في تطوير المدن وتحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، حيث تعدّ المدن حالياً موطنا لأكثر من نصف سكان العالم وهي مؤهلة للارتفاع، وهو ما يحتم أهمية صياغة حلول استباقية للتحديات المرتبطة بالبنى التحتية والخدمات. والتركيز على استخدام التكنولوجيا في تخطيط وتطوير المدن من المهام الرئيسية الذي يجب التركيز عليها، وتصبح هذه الحلول أ كثر أهمية إذا ما أخذنا في الحسبان بعض العوامل المفاجئة، كالأزمات والطوارئ كما هي الحال مع جائحة «كورونا»، فالمدن التي طوّرت بنية تحتية رقمية مرنة كانت قادرة على الصمود في وجه التحديات، وتعافت أسرع من التي لم تفعل، ونجاح الإمارات في الجائحة كانت من أهم أسبابها النجاح الاستباقي في تطوير البنية التحتية الرقمية.
توصيات
يشار إلى أن المؤتمر أوصى بأهمية العمل على تطوير الرؤى والاستراتيجيات والسياسات والأنظمة والتشريعات والتقنيات التي تدعم التنمية المستدامة والتحول الذكي للمدينة، وأهمية العمل الجاد من أجل صناعة المستقبل السعيد لأفراد المجتمع، وتبني التغيير نحو بيئة مستدامة وتقديم النموذج الأمثل في تحسين مستوى الخدمات المقدمة لسكان المجتمعات، والالتزام بالابتكار والإبداع وريادة الأعمال، وتحقيق مؤشرات نوعية متقدمة في معايير التنافسية المحلية والعالمية، إلى جانب أهمية تبنّي استخدام التكنولوجيا الخضراء الصديقة للبيئة وتطبيقاتها الذكية، والحفاظ على الموارد الطبيعية والاستخدام الأمثل لها، وضرورة بناء نظم الحوكمة وتمكين وتأهيل الموارد البشرية القادرة على التعامل بوعي وإيجابية، مع بناء مدينة مستدامة وذكية ومرنة، وتشجيع التحول إلى الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق والدائري والعمل على تبني سياسات شراء خضراء تعتمد تفضيل الموردين والمنتجات الخضراء الصديقة للبيئة، وتطوير أنظمة المسئولية المجتمعية وما تعنية من عمل وفق رؤية موحدة وتحقيق فرص الشراكة والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، وتشجيع الاستثمار المستدام للمشاريع والمبادرات والخدمات المقدمة لزيادة رفاه وجودة الحياة لأفراد المجتمع وغيرها من توصيات مثمرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bx5vyysw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"