الرجال العرب السعوديون

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل سنوات، وربما تحديداً في دوري كأس العالم الماضي، كان البعض يكتب عن «شطارة» المعلّقين الرياضيين العرب على المباريات الكبرى في العالم ونجومها الأوربيين والأفارقة ومن أمريكا اللّاتينية، ولكن بعد مباراة السعودية والأرجنتين والفوز الرجولي الذي حققه أبطال الأخضر على عرّابي كرة القدم (الأرجنتين)، أصبحت الكرة العربية واللّاعب العربي موضع تعليق كبار صحفيي الكرة في العالم.
وَضَعَنا الفريق السعودي في المركز، وأسقط عن لياقة الجسد العربي صفة الهامش، لا بل كان بعض الكتّاب العرب يستعير من المفكر عبد الكبير الخطيبي عنوانه «الجسد العربي الجريح» وهو يشير إلى انزواء الكرة العربية إلى رصيف هذه اللعبة العالمية الشعبية، في إشارة إلى أن الجسد العربي الرياضي ومعه أجزاء من الجسد الثقافي ما هو سوى كيان بشري هامشي بين اللياقات الرياضية العالمية التي تحوّل الملاعب، أحياناً، إلى سيمفونيات غنائية خضراء.
جاء الرجال السعوديون وأسقطوا كل هذه المعادلات السلبية التي ربما تحوّلت إلى نمط ذهني ثقافي راسخ في الإعلام الغربي، ومعه نمط آخر أكثر سوءاً وهو أن العربي لا يصلح إلاّ للمال واليخوت، ذلك، أن أي حالة ذهنية عالمية إن كانت رياضية أو اقتصادية أو اجتماعية تجرّ وراءها بالضرورة حالة ثقافية يغذيها الإعلام عادة بالكراهية والاستخفاف والعنصرية العرقية والسياسية في آن. العرب يلعبون كرة القدم بكفاءة أعلى من كفاءة ديوك وشياطين وماكينات هذه اللعبة التي تقوم عليها «دولة» اسمها «الفيفا» تتماهى في رمزياتها الدولية، أحياناً، مع الكثير من دول العالم، وإذا كان ماركس ذات يوم قال «الدين أفيون الشعوب» بتطرّفه الآيديولوجي الأرعن، فإن الرياضة اليوم لا تخدّر، بل، تنشط العقل والجسد، وتبني حواريات للحضارات والثقافات والأفكار تنطلق أساساً من الصورة المباشرة للإنسان في كامل صحته وعافيته ولياقته البدنية والنفسية وهو يركض وراء الكرة، لأنه، رمزياً، يركض وراء الفوز والنجاح، وهو دافع غريزي عند بني البشر..
الفوز نتيجة لأن الدولة السعودية بَنَتْ بالمال والحكمة فريقاً رياضياً اعتز به كل عربي من شمال وطننا إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ye5pn99x

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"