الشباب والمعرفة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

هل تعلم أن الشباب يعد الضمانة الحقيقية، لاستدامة التقدم والنهضة والبناء في مختلف المجتمعات والبلدان، باعتباره وقوداً للمستقبل؟ فإذا تم توظيف طاقاته وقدراته وتوجيه مهاراته بشكل صحيح، ومنهجية مدروسة، توالت بسواعده إنجازات ونجاحات لا تضاهى في مختلف المجالات.
وهنا تكمن أهمية انخراط الشباب في مجالات المعرفة، وتفعيل دوره، ودعم قدرته والاستفادة من مؤثراتها، فالمعرفة تعد القاعدة العريضة التي يُبني عليها الحراك التطوري، وباتت المحرك الرئيسي للنمو المستدام، والدعامة الأساسية لتقدم الأمم وازدهارها، والمصدر للثروات التي لا تنفد.
الإمارات أدركت دور الشباب المؤثر حاضراً ومستقبلاً، فأعدت خططاً واستراتيجيات، واستحدثت منهجيات لدمجه في مختلف مجالات وقطاعات المجتمع، وحققت حراكاً فاعلاً نحو إقامة اقتصاد مؤثر عالمياً، بسواعد أجيال ركيزتها الأساسية الإبداع والابتكار، وسلاحها الحقيقي المعرفة، لمواجهة الأزمات ونفاد الموارد، لكن كيف فعلتها الإمارات؟
جاءت آليات التحرك لإدماج الشباب في عمليات نقل وتوطين المعرفة منذ سنوات، في شكل سفينة تبحر وتتحرك نحو المستقبل «مجتمع المعرفة»، وتحمل على متنها الشباب، وقاعدتها تمثل البنى والعمليات والمؤسسات الأساسية والموارد المالية والاقتصادية والتشريعية والدعم المجتمعي.
وبين قاعدة السفينة، ومن على متنها مجموعة من الأدوات التي تضمن فاعلية الشباب في عمليات نقل وتوطين المعرفة؛ إذ اشتملت على مخصصات مالية، وتخطيط، وانفتاح وتواصل، وترجمة، ورقمنة، ومتابعة وتقويم، وشراكات عالمية وإقليمية، وتحفيز ودعم، فضلاً عن الحوكمة الرشيدة، وبنظرة عابرة نستطيع اليوم أن نكتشف أين وصلت السفينة؟
«ملتقى شباب المعرفة» الذي تنظمه مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، للمرة الأول برعاية وحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وعضو مجلس دبي، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يومي 6 و7 ديسمبر المقبل «حضوراً»، ويومي 8 و9 من الشهر ذاته «افتراضياً»، يعد خطوة جديدة مهمة لتمكين الشباب من مفاصل المعرفة.
في الواقع تأخذنا مكونات الملتقى ومضمونه وأهدافه، إلى منصة جديدة تجمع قطبي التنمية المستدامة «المعرفة والشباب»؛ إذ يركز إطار عملها على تحفيز الإبداع المعرفي لدى الشباب، في دلالة جديدة على قوة الاستثمار في المعرفة بحضور أساسي للشباب وتمكينه، لمواجهة التحديات الراهنة والمخاطر المستقبلية، وبناء أجيال متسلحة بمهارات المعرفة والقيم، منفتحون على العالم ومنتمون للوطن اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً.
رؤى الإمارات المستقبلية، ركزت على برامج مدروسة، تُنفذ في آن واحد في مجالات متعددة منها التعليم، والبحث العلمي، والاتصال، والاقتصاد والتكنولوجيا، وفق إجراءات متناسقة ومتكاملة، وما نراه اليوم ثمار المعرفة التي غرست بذورها الإمارات منذ سنوات، وحققت تحولات عميقة تمس مناحي الحياة، وباتت مكتسبات مهمة للاقتصاد والمجتمع.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y7k36b9y

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"