عادي
اتحاد الكرة السعودي يكشف سر الفوز التاريخي بفيديو «الثعلب»

رونار يستعين بوالدته وميسي لشحذ همم لاعبي «الأخضر»

23:17 مساء
قراءة 3 دقائق
فرحة سعودية بالفوز التاريخي
لقطات للمدرب الفرنسي خلال تحفيز اللاعبين

«أود أن أشكركم لأن اليوم والدتي ستحضر المباراة في المدرجات وهي لم تشاهد كأس عالم قط في حياتها». بهذه الكلمات استنهض المدرّب الفرنسي هيرفيه رونار، همم لاعبي المنتخب السعودي، قبيل مباراة الفوز التاريخي على الأرجنتين (2-1)، ضمن منافسات مونديال قطر 2022.

ولكي يروي خفايا وأسرار هذه المباراة، نشر المنتخب السعودي عبر حسابه على «تويتر» فيديو بعنوان «يوم لا يُنسى»، وثّق فيه اللحظات الحاسمة قبل المباراة، وخلالها، وبعدها.

تبدأ الرواية بجمل قصيرة تُسمع هنا وهناك، عن توقعات المباراة قبيل بدايتها: «منتخب الأرجنتين ممكن يفوز. الله يعين المنتخب السعودي. كل مباريات الافتتاح إحنا (نحن) خسرانين».

منطق كروي

لم يكن رهاناً، بل منطقاً كروياً عندما تواترت الأحاديث عن الدعاء ألا يخسر المنتخب السعودي بنتيجة كبيرة. ستة أهداف؟ عشرة لميسي؟ الله يستر. هكذا كانت أغلبية التعليقات قبيل المباراة.

لكن سفن الإرادة السعودية كسرت رياح المخاوف في نهاية المطاف، للمنتخب الذي أمره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المعروف بحزمه، بأن «استمتعوا».

لا ضغوط «ملكيّة» إذن. ومعنويات أوليّة من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل الذي قال للاعبين قبيل المباراة «سنلعب ضد منتخب كبير، لكن أنتم أيضاً منتخب كبير. أنتم لاعبون مميزون لديكم مهارات ولديكم إمكانات كبيرة جداً».

محاضرة عاطفية

بعدها بدأ الفرنسي محاضرته الحماسية والعاطفية للاعبيه المنصتين قائلاً «أنظر إلى الشخص الذي إلى جوارك في هذه المحاضرة، هل تثق به؟ هل يثق بك؟ نعم. لأنك تعلم أنه سيفعل كل شيء من أجلك وأنت ستفعل كل شيء من أجله».

وأضاف «لذلك نريد التضامن مع بعضنا بعضاً دائماً، أن نثق ببعضنا بعضاً. ليس من السهل أن تبدأ على دكة الاحتياط، لكن دقائق قليلة يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً. كونوا جاهزين، ثقوا باللاعبين الذين سيبدأون أساسيين، ثقوا باللاعب الذي سيدخل بديلاً. عليكم أن تنظروا في وجوهكم بالمرآة في غرفة الملابس قبل الدخول إلى الملعب، وأن تنظروا إلى بعضكم بعضاً، وأن تقول لزميلك أنك تثق به، حتى يعلم أنك تثق به».

الاستسلام مستحيل

استفزّ «الثعلب» رونار الذي استلم تدريب «الأخضر» في يوليو/ تموز 2019 بعد تجربة على رأس الجهاز الفني المغربي ومشاركة في مونديال روسيا خرج فيه من الدور الأول، عاطفة لاعبيه.

وقال «نحن نعرف بعضنا بعضاً الآن بشكل ممتاز، بعد عشرين سنة ستتذكرون كأس العالم هذه، وربما ستلتقي أحدهم في الشارع ويقول لك أنا أذكر هذه المباراة، وكانت مباراة رائعة، نعم هذه المباراة أمامنا، مباراة اليوم.،هذه فرصة حياتكم بعد ذلك سيفوت الأوان». وأضاف «هذا الصباح هناك 35 مليون سعودي يصلّون من أجلكم، وأنتم تعلمون ذلك، بعض من عائلاتكم سيكونون اليوم في المدرجات، وبعضهم خلف الشاشات، لأن الحياة ستتوقف اليوم في السعودية، الساعة الواحد ظهراً (وقت المباراة) ستتوقف. وسيركزون عليكم، هل تتخيلون أن نحني رؤوسنا للأسفل ونستسلم؟ هذا مستحيل».

غاضباً وشرساً في الكلمات السابقة، استعاد رونار بعد ذلك عاطفته بنفسه عندما شارك اللاعبين شعوراً كان تأثيره واضحاً على وجهه.

قال الفرنسي «أمضينا ثلاث سنوات مع بعضنا بعضاً، أود أن أشكركم لأن اليوم والدتي ستحضر المباراة في المدرجات. لم تشاهد كأس عالم قط في حياتها، عمرها 80 عاماً وبسببكم هي هنا».

وقبل دخول الملعب، كان لقائد المنتخب سلمان الفرج دوره في الحديث مع اللاعبين قائلاً بنبرة حاسمة «خلّي النتيجة على جنب هذه في علم الغيب». وأضاف «أنظر إلى الناس الآتية ونحن في الباص. كل الدنيا خضراء. جاؤوا ليسوا من أجلكم، بل من أجل البلد، ونحن نلعب من أجل شعارنا وبلدنا. نحن نلعب ضد 11 لاعباً وليس لاعباً واحداً(ميسي)، إنجوي (استمتعوا) يا عيال إنجوي. مسؤولية بعد كل شيّ، مسؤولية باللعب».

«أجلس وأطأطئ رأسي؟»

بدأت المباراة، وتقدّمت الأرجنتين. هدف للنجم ليونيل ميسي من ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة، وثلاثة أهداف ملغاة. لذا، ظنّ الأرجنتينيون أن المباراة في المتناول، وانتهى الشوط الأول بتقدّم «ألبي سيليستي»، وخروج الفرج مصاباً.

داخل غرف الملابس، كان رونار ساخطاً. جلس على المصطبة وقال «هل أفعل مثلكم الآن يا شباب؟ ها؟ أجلس وأطأطئ رأسي؟».

وتابع «ماذا نفعل هنا؟ صالح (الشهري)؟ هل هذا ضغط؟ يمسك ميسي الكرة في منتصف الملعب أنتم تقفون وتنتظرون الدفاع، تريد ياعلي البليهي أن يخرج من دفاعه ليضغط عليه؟ خذوا هواتفكم وتصوّروا معه لميسي إذا أردتم، لديه الكرة».

فوز كان صعباً في الأحلام، لكنه لم يكن مستحيلاً في أرض الواقع بفضل كلمات رونار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/n59npkwh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"