عادي

مابعد الحداثة ظاهرة أنجلو أمريكية

19:37 مساء
قراءة دقيقتين

يشكل مفهوم «الحداثة» و«ما بعد الحداثة» أكثر القضايا إلحاحاً في أدب القرن العشرين وثقافته، ويدور حولهما جدل واسع، ما يبرز الحاجة إلى دليل موثق يلقي الضوء على هذا الموضوع الصعب، وكان اختيار عبد الوهاب علوب كتاب «الحداثة وما بعد الحداثة» بتحرير بيتر بروكر، لترجمته إلى العربية قائماً على حاجة المكتبة العربية إلى مزيد من الدراسات عن هذا الموضوع.

الكتاب يقدم بعضاً من وجهات النظر التي كان لها أكبر الأثر في موضوع الحداثة وما بعد الحداثة، حيث يتضمن الكتاب مقالات ومختارات لعدد من النقاد ومنهم بنيامين، أدورنو، ريموند وليامز، ليوتار، بودريار، جيمسون، ويجمع الكتاب بينهم في مناظرات تمثل ما يدور من نقاش يرتبط بمنظور العالم الثالث وأدب الزنوج والأدب النسوي.

يرى معد الكتاب أن كلاً من «الحداثة» و«ما بعد الحداثة» ظاهرة تميز الثقافة الأنجلو أمريكية والأوروبية في القرن العشرين، في المقام الأول وإن ارتبطت بتنوع من العلاقات المتغيرة بتلك الثقافة، وفي حين تتجه الأولى نحو التقادم والانزواء في أركان الحضارة الغربية نجد الأخيرة تهجر ما تعارفت عليه المتاحف والمعارض الفنية والمكتبات، وفي جعبتها شيء من نصوص وصور، لترتمي في أحضان التقنيات المحلية، وما تتيح من إمكانات وتندفع نحو ثراء الأطر الثقافية الخارجية والتوجهات المتقلبة.

وما هذه إلا مجرد نظرة واحدة إلى «ما بعد الحداثة» والحقيقة أن هذه التسمية تصف ثقافة تتسم بالضحالة والرتابة، وفي الوقت نفسه بتعددية الأنماط، فهي ثقافة فرعية وجدية في آن، وهي بإيجاز تمثل مجتمعاً بكل ما تعنيه الكلمة من تنوع وضحالة وما إلى ذلك من سمات تميز هوسه بشاشة التليفزيون، ولكن هل ما بعد الحداثة صورة جديدة من الحداثة ولدت على هيئة مسلسل تليفزيوني؟ هل هي مجرد صرعة فقدت جدتها بالفعل؟ وهل تعبر عن نمطية ثابتة حالياً أم عن تنوع جديد ونهج مستقبلي؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ypv282y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"