مارلين سلوم
طوفان من المسلسلات يأتيك من كل اتجاه، وبعد أعوام من الشحّ والجفاف في إنتاج الدراما العربية خارج الموسم الرمضاني، انتقلنا إلى النقيض تماماً، حتى لم يعد بإمكاننا اللحاق بكل ما يتم عرضه من أعمال حديثة على القنوات العربية، والمنصات.
نعتبرها حالة صحية شرط أن تكون العملية الإنتاجية هادفة إلى إمتاع الجمهور من دون الهبوط به إلى قاع الاستسهال والاستخفاف، ومن دون أن يجد نفسه أسير منافسات «تجارية» تضع الذوق والمعايير الفنية العالية والجودة خلف ظهرها، وكل ما نعانيه، وعانيناه في السنوات الماضية، خصوصاً خلال المواسم الرمضانية.
الحق يقال، هناك مجموعة من الأعمال تتراوح في التقييم بين الجيد والممتاز، وهناك أعمال لا تعلق في الذهن، وتدرك فوراً أنها مصنوعة لملء الوقت، ولمجرد التواجد على الشاشة. وبين هذه وتلك، نشاهد أحياناً ما يلفت انتباهنا لأسباب معينة، لكن النجاح لا يصل إلى ذروته، ومتعة المشاهدة تبقى ناقصة.
من تلك الأعمال مسلسل «مجنونة بيك» المأخوذ عن المسلسل الأجنبي «كريزي إكس جيرل فراند»، الذي عرضته منصة «شاهد»، من بطولة مريم الخشت وأمير المصري وآدم الشرقاوي وانتصار، ومشاركة مجموعة من الفنانين.. قبل أن نقيّمه ونتحدث عن تفاصيله، نحيّي فريق العمل، خصوصاً الكاتب عمرو مدحت، والمخرج جو بو عيد، وشركة الإنتاج طبعاً، لاختيارهم عملاً شبابياً يحاكي الفئة العمرية شبه المهملة في الدراما العربية، والتي لا تجد من يمثلها ويحكي عن مشاكلها وأحلامها وأفكارها.. سوى نماذج لشخصيات تظهر دائماً في ظل الأبطال الكبار، في أي دراما اجتماعية عائلية.
هذه النقطة الإيجابية تأتي في مصلحة «مجنونة بيك»، وتضاف إلى نقاط أخرى إيجابية فيه، منها الإخراج السلس (جو بو عيد هو المخرج اللبناني الذي شاهدنا له «صالون زهرة» وأعمالاً أخرى مميزة)، الصورة المبهجة بألوانها والإضاءة والحركة.. إضافة إلى اللوحات الغنائية والراقصة الحاضرة في كل الحلقات، وإن كانت تبدو مقحمة أحياناً ومبالغاً فيها، لدرجة أنك مع مرور الحلقات تشعر بملل منها؛ طبعاً المقصود بها تقليد النموذج الغربي في المسلسلات الشبابية، خصوصاً تلك التي تتناول شباناً وفتيات يدرسن الفنون (الغناء والرقص..)، لكنها في بعض الحلقات بدت غير مناسبة.
مستفزة البطلة بشخصيتها المكتوبة على الورق، ومستفز أسلوب كلام مريم الخشت التي تترك الكلام يخرج من فمها كأنه يسقط من لسانها وهي عاجزة عن التقاطه، لا الحروف مشدودة، ولا النطق بها سليم، تماماً كفئة من الفتيات اللاتي يتحدثن «بميوعة» مزعجة؛ بينما بدا الانسجام جميلاً بين البطلين أمير وآدم، وشكّلا دويتو جيداً، علماً بأن أمير المصري يملك من القدرات الكثير ونتمنى أن نراه بطلاً في مسلسلات أقوى، كما أضافت انتصار بدورها خفة دم وكوميديا على الكوميديا.