عادي
أوراق قضائية

وهم الفوز

22:34 مساء
قراءة دقيقتين

كتب: محمد ياسين

استهلت فتاة أوروبية يومها باتصال من آسيوي يزفّ إليها خبر فوزها بنصف مليون درهم، على الفور أنهت الفتاة الاتصال بعد طلبها من المتصل عدم إزعاجها مرة أخرى، دقائق وتلقت اتصالاً من سيدة أخرى، تطلب منها الانتظار على الخط، وعدم إنهاء المكالمة حتى تخبرها بفوزها بجائزة كبرى من شركة توصلت إليها عبر برنامج يختار الفائزين فيه عشوائياً.

لم تقتنع الفتاة بما أخبرتها به السيدة وزميلها الذي زفّ إليها الخبر في اتصال سابق، وحاولت شكر المتصلة على اهتمامها، وأنها غير راغبة في الحصول على الجائزة المزعومة، ولكن المتصلة كانت مصرّة على تقديم معلومات عن أسرتها لإقناع الفتاة بفوزها، وأخبرتها برقم هاتف والدها في موطنها واسم والدتها.

واصلت الفتاة الاستماع إلى المتصلة، وبدأت تقتنع بما سردته المتصلة، التي طلبت منها إرسال بعض المستندات الخاصة بها، حتى تتمكن من استكمال طلب الفوز وتحصيل الجائزة. فأرسلت إليها المستندات المطلوبة، وطلبت منها إرسال بعض الرسوم الإدارية عبر شركة صرافة، باسم آسيوي زودتها ببياناته.

في اليوم التالي، ذهبت الفتاة إلى الصرافة، وحولت 9 آلاف درهم باسم الآسيوي، كما طلبت المتصلة. لم تشك الفتاة في وقوعها في فخ عصابة، اتخذت الاحتيال والنصب مهنة. وفي اليوم التالي تواصلت معها المتصلة نفسها، وطلبت تحويل مبلغ ضرائب على مبلغ الجائزة؛ حيث إن الشركة التي تمنح الجائزة في دولة تخضع لنظام الضرائب، فحولت الفتاة 17 ألف درهم، على دفعات للشخص نفسه.

استمر التواصل بين الفتاة والمرأة، لإنهاء إجراءات الجائزة المزعومة وتسلمها قيمتها المالية الكبرى، إلّا أن المرأة طلبت مزيداً من الأموال؛ فتيقنت الفتاة التي نسجت أحلامها على مبلغ الجائزة، أنها ضحية، واحتال عليها المتصلان، وخسرت 26 ألف درهم رصيدها، بدلاً من حصولها على نصف مليون درهم.

قصت الفتاة ما تعرضت إليه لضابط الشرطة في بلاغ رسمي، وقدمت مستندات تفيد بتحويلها أموال إلى الآسيوي والمرأة، بعد زعمهما بفوزها بجائزة كبرى. فحوّل البلاغ إلى قسم مكافحة الجرائم، الذي تمكن من تحديد هوية مستلم الأموال.

لم يمرّ وقت طويل حتى تمكنت الأجهزة المختصة من القبض على الآسيوي، وفي التحقيقات نفى معرفته بما تعرضت له الفتاة أو تواصله معها، وأفاد بأنه موظف يعمل في شركة يملكها شخص من جنسيته، وأنه كان يتقاضى 2000 درهم راتباً شهرياً، نظير قيامه ببعض المهام التي يكلف بها.

استمر الآسيوي في إنكار التهم، وأرشدهم إلى مكان الشركة التي كان يعمل فيها؛ حيث تم قبض على المرأة التي اعترفت بعملها لدى آخر هارب، يستدرج الأشخاص بخبر جائزة كبرى وهمية، ويستولي على أموالهم، فدانتهما المحكمة وقضت بحسبهما وتغريمهما قيمة المبلغ المستولى عليه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y8ter5z5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"