النصيحة التي يدعمها الواقع

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
تعد عمليات التطوير الذهني والمعرفي، حيوية ومهمة، في مختلف مراحل حياتنا، وإن كانت عملية التعلم وزيادة المخزون المعلوماتي والمعرفي، تختلف من مرحلة إلى مرحلة أخرى، لأن ما يحكم كل مرحلة عمرية، عدة عوامل؛ هي: السن، التعليم، الحاجة، الاستعداد النفسي، الحضور العقلي والحماس، ولا ننسى متطلبات وحاجات اللحظة الزمنية التي نعيشها، على سبيل المثال إن كنا على مقاعد الدراسة، فإن الحاجة إلى حضور العقل، والتعلم، والحرص على الاجتهاد، حاجات مُلحة، ولا تقبل التسويف، أما في بيئة العمل، فإن التطور المهني، وزيادة الخبرات والمهارات بطبيعة العمل، تبقى هدفاً لا غنى عنه.
بصفة عامة، هذا يوضح تلازم واستمرار حالتي التعلم وزيادة المعرفة، خاصة في هذا العصر، لأننا نشهد ونلاحظ أن التحديثات والمبتكرات الجديدة التي تدخل إلى عالمنا متتالية ويومية، فالتطور التقني وما يرافقه من ثورة اتصالية، وحضور أقوى لشبكة المعلومات العالمية، تتقاطع مع واقعنا المعيشي اليومي، وهي ماثلة، واللحاق بها تحد لكل واحد منا. من هنا يجب التنبه للأخطاء التي نقع فيها، والتي قد تحد من تطوير النفس، أو تمنع تنمية القدرات الذاتية، أو لا تسهم في تنامي المواهب، أو تعيق زيادة المعلومات والمعارف. من دون أدنى شك أننا جميعاً، معرضون للخطأ، ومن دون أن ندرك، قد نقع في سلبيات متعددة، تمنع وتحد من الإيجابية، ومن تلقي الفائدة الحقيقية، وفي أحيان نحن أنفسنا قد نفكر بطريقة خطأ تماماً، تعيق التطور، وتمنع المعرفة من التحليق إلى جانبنا، وتشتت الذهن وتبعده عن الفائدة الحقيقية. مثل اجترار الماضي، وجعله واقعاً حياتياً في حاضرنا؛ حيث يؤثر هذا الماضي فينا نفسياً، وفي اللحظة نفسها يشغل حيزاً كبيراً من عقلنا، ويتعبنا عاطفياً، بينما المعضلات والعقبات الماثلة في حاضرنا، تحتاج إلى الحضور الذهني، وإلى قوتنا العاطفية، والتي قد نضعفها، بتشتيت أنفسنا، باستحضار وقائع وذكريات من الماضي، لا مبرر للتفكير فيها، ولا فائدة من تذكرها.
من الأخطاء التي يقع فيها البعض، أيضاً، التوقف عن تطوير نفسه، وعدم ملء الثغرات المعرفية التي يفتقر إليها؛ وذلك من خلال الدورات التدريبية والورش العلمية التي تنمي المعرفة والخبرة والمهارة؛ حيث يقوم بالاستعاضة عن هذا الحراك العلمي، بالانتظار، وعدم الفاعلية، وكأن معجزة قد تحضر وتغيّر واقعه الحياتي، وهذا بطبيعة الحال، خطأ تام يقع فيه الكثير... لعل أفضل نصيحة، والتي يدعمها الواقع، طور نفسك، وزد من معرفتك بشكل دوري ومستمر.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdehd2xj

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"