عادي

كيف سيخسر الصحفيون في حال توقف «تويتر» ؟

22:11 مساء
قراءة 3 دقائق

في أقل من 15 عاماً، أحدثت منصة تويتر تغييراً جذرياً في عمل الصحفيين. فمن ناحية إيجابية تتيح لهم مصادر ومعلومات عدة، لكنها قد توفر من جانب آخر رؤية مشوّهة عن الواقع وتحمل خطراً في الانغلاق داخل فقاعة.

ومنذ استحواذ الملياردير إيلون ماسك على تويتر، يحيط الغموض بمستقبل الشبكة الاجتماعية التي يستخدمها الصحفيون بصورة شائعة، ويتصفحها يومياً 237 مليون مستخدم.

ويقول نيك نيومان من معهد «رويترز» للصحافة، إن «عدداً كبيراً من الأشخاص سيجدون صعوبة في التخلي عن المنصة؛ لأنها تشكّل جزءاً مهماً جداً في عملهم».

وكان الخبير البريطاني في مجال الإعلام يعمل في «بي بي سي» عندما أُطلق موقع تويتر عامي 2008 و2009. ويقول: «بمجرد إنجاز مراحل إطلاقه الأولى، بدأ الصحفيون يستخدمونه بشكل كبير».

وعلى هامش مهرجان «ميديا أن سين» في باريس، يؤكد المدير المسؤول عن التحرير في المعهد الوطني الفرنسي للمواد السمعية والبصرية أنطوان باييه، أن استخدام تويتر ينطوي على «تناقض كبير».

ومن بين التغييرات التي أحدثتها تويتر في عمل الصحفيين، تسهيل تواصل هؤلاء مع الجهات التي توفر لهم معلومات، سواء من الخبراء أو السياسيين.

ويقول نيومان مبتسماً إن «تويتر شكلت نسخة جديدة من رولوديكس»، وهي حاملة دوارة لبطاقات عناوين وأرقام الهواتف كان يستخدمها الصحفيون قديماً ويضعونها على مكاتبهم.

ولم تعد وسائل الإعلام الجهة الأولى التي تعلن عن حدث ما للجمهور؛ إذ غالباً ما كان يسبقها مستخدمون في تويتر يفيدون بوقوع أي حدث طارئ (هجوم، حادث سير).

ويرى نيومان أن «ذلك تسبب في تطوير دور الصحفيين الذي أصبح يتمثل أكثر في التحقق من المعلومات» التي تنتشر بداية في تويتر.

وبما أن المؤسسات والسياسيين والمشاهير أصبحوا يستخدمون تويتر بصورة أكبر، كان من الضروري للصحفيين رصد تغريدات هؤلاء.

وعلى المستوى الشخصي أتاح تويتر لبعض الصحفيين «إبراز أنفسهم بصورة منفصلة عن المؤسسات التي يعلمون لديها»، وفق ما يقول الباحث المختص في الإعلام لدى جامعة بتلر الأمريكية ستيفن بارنارد.

وبعد النجاح الذي حصدته المنصة في بداياتها، بدأت تطالها انتقادات.

وعام 2019 رأى الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز فرهاد مانجو في مقالة أن «تويتر تدمر الصحافة الأمريكية»، مشيراً إلى أن المنصة تعزز إثارة الجدل والاستياء الفوري من دون النظر إلى الأمور من زوايا أخرى.

ويبرز انتقاد آخر تعرضت له تويتر بصورة متكررة، ويتمثل في أن الأشخاص الذين ينتمون إلى الفئة الاجتماعية المهنية الميسورة والنشطاء، يحظون في المنصة بتمثيل أكبر من ذلك الواقعي، ما يوفر نظرة تجاههم ليست تلك السائدة بالنسبة لأغلبية الأشخاص، مع خطر اعتماد فكرة عن الصحفيين بعيدة من الواقع.

ويشير ماثيو إنغرام، وهو مختص في وسائل الإعلام الرقمية لدى مجلة «كولومبيا جورناليزم ريفيو» الأمريكية، إلى أن «التركيز على تويتر يؤدي إلى تشويه الطريقة التي ينظر بها الناس ومن بينهم الصحفيون إلى العالم»، مضيفاً أن ذلك «يعطي انطباعاً بأن بعض التصرفات والآراء منتشرة أكثر مما هي عليه في الواقع».

ويلفت نيومان إلى أن «هذا الأمر مثل مشكلة في غرف التحرير».

ويقول بارنارد: «آمل أن يكون الصحفيون يدركون هذه النقطة».

أما باييه فيعتبر أن «المسألة ليست بالضرورة في أداة التواصل بحد ذاتها؛ بل في الحدود التي نضعها أو نمتنع عن ذلك خلال استخدامها».

ومن بين الانتقادات التي تعرضت لها تويتر، «توفيرها للصحفيين سيلاً من المعلومات المضللة والتنمر بطريقة لم تُحصل قط سابقاً»، وفق إنغرام.

وبعد عمليات تسريح جماعية لموظفين في تويتر عقب قرار اتخذه إيلون ماسك الذي لا يخفي استخفافه بالصحفيين، ظهرت مخاوف من توقف تويتر عن العمل.

وعلى الرغم من اعتبار بارنارد أن ذلك أمر مستبعد، يشير إلى أن «الصحفيين وإلى جانب موظفي تويتر أنفسهم، سيكونون من بين الفئات الأكثر تضرراً» في حال توقف تويتر عن العمل.

ويرى إنغرام أن على الصحفيين «العودة إلى طرق عملهم التقليدية في ما يتعلق بالبحث عن المعلومات والإفادة بها، وإيجاد وسائل أخرى للتواصل مع المتابعين. وربما سيكون ذلك أمراً جيداً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/43xnzbw9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"