الوطن

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

كل التواريخ جميلة وتاريخ الوطن لا أجمل منه، حين تنتشى البيوت فرحة، وترفرف الأعلام فوق الأسطح مزهوة  حين يخضب يد فتاة صغيرة بالحناء ويشدو صوت الساحات بالنشيد، حين تتمايل السفن في البحر مسرورة، وتتجاذب أشرعتها البيضاء حديث البدايات وفخر اليوم، حين نصبح ونحن نبتسم ونعانق السماء فخراً وامتناناً، وتمتلأ قلوبنا حياة واطمئناناً، تتجادل في أرواحنا من الأهم ومن فينا يأتي أولا فيأتي الصوت من عمق شريان الحياة صادحاً: يبقى الوطن أولاً وأخيراً، دائماً وأبداً.
2 ديسمبر، يأتي بعد أيام لنجدد العهد، ونكتب الوعد ونفاخر بيد قادتنا المجد، يأتي احتفاء واحتفالاً واستعداداً للغد، في يوم للتاريخ حين رفع صوت المذياع وأعلن الاتحاد، وأسدل ستار الفرقة والغربة في صوت الترديد «عاش اتحاد إماراتنا»، وتأكيد «نفديك بالأرواح يا وطن»، في صدى «عشت لشعب» يعتز بدينه، بهويته وعروبيته «دينه الإسلام هديه القرآن»، ولجيل يناول جيلاً بعد جيل العز والاستعداد لإكمال المسير. نحتفل في هذا اليوم وكل يوم بأننا على أرض يحبها كل من يقيم عليها، ويفاخر بها القاصي والداني، على أرض الكبرياء وآباء شجعان وقصص تروي كتباً وأزماناً.
الوطن هو الاسم الأوحد في قلب الإماراتي والمقيم، الاسم العالي في قمة الشموخ والأسطورة، وطن لا يُستبدل ولا يُهان، وطننا الإمارات عهد الأجداد، وأمانة مكتوبة في وثيقة الميلاد، وطن الصبح والمساء وتغريدة العشاق وهواء للمحب المشتاق، بازدهاره وتطوره، بمركزه الأول واستباقيته، بسعادة أهله وجملة الإنجازات، بكل ما مضى وسيأتي سنكبته، وطناً يمضي بقيم التسامح والتعايش والحب وجسور السلام. لوطننا أقول: لن نوفيك مهما أدينا وعملنا حقك، وحق قيادة أولتنا كل اهتمام، كنا المركز والأساس منذ إعلان الاتحاد وما زلنا، وسنبقى نعاهد الله ثم قادتنا أننا نمضي على نهج الأجداد وسيرة القادة في العطاء والتعلم، في المبادرة وتجاوز حدود اليوم والمكان.
لوطني في يومه وكل يوم: لا تكتبك قصائد الشعراء ولا يعرف كيف يؤرخك قلم عجز حبره عن احتواء كل تفاصيلك المعروفة وغير المعروفة، لا تكتب لأن الوجود يحتفي بك والكون يزهو بك، والأفلاك تخاطبك، وكل من يعاديك يخافك، وأنت خط أحمر، سيرة وأرضاً وشعباً. لوطني: سنحتمي بك ولك نحابي ونحمي حماك، ونعيد الاحتفاء أعواماً قادمة، لكل من سهر وأدى وقدم لهذا الوطن تحية امتنان واحترام ووسام نقدمه في سطور الكلمات، للملايين التي تعيش بيننا وتعاوننا على ازدهار وطننا نقول: شكراً لأنكم تعطون أيضاً بحب، ولكل من يزورنا، وطننا بيت كبير يحتوي الغريب والقريب ويهديك الأمن والأمان، ويسعد بلونك ودينك وصورتك التي لا تتنافى مع قيمنا وهويتنا. لوطني في 2 ديسمبر: أنت في القمة وستبقى القمة راحتك ومكانك.
كل عام ووطني وأنتم بخير
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8wsbp8

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"