يوم العزة والوفاء

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

غداً تعود الذكرى. غداً نقف أمام قبورهم وفي ساحات المدارس والمؤسسات، وفي كل مكان، إجلالاً وتقديراً ووفاء. غداً نجدد التحية لمن رحلوا شهداء يقدمون لبلادهم أثمن ما يملكون بلا خوف ولا تردد، بل بكل حب وكرم وشهامة.
 غداً يوم الشهيد الإماراتي، يوم العزة والكرامة، ويوم لا نتذكر فيه الشهداء بالكلام عنهم وتعداد أسمائهم والوقوف دقيقة صمت فقط، بل الأهم أننا نحيي ذكراهم في هذا اليوم من أجل أن نعلّم صغارنا معنى الفداء والوفاء، معنى السمو بالنفس والارتقاء بحب الوطن وأهله، والارتقاء بفهمنا لمعنى الوطنية لدرجة الانخراط في صفوف المدافعين عن هذه الأرض وأمنها وأهلها وحدودها، بكل ما يملكون وأثمن ما يملكون. 
 يوم نعلّم فيه صغارنا أن من يهب حياته لوطنه، يحمل كل صفات النبل والكرم، وأن حب الوطن لا يتجسد بشعارات فارغة، بل ينبع من الداخل، وينمو في العقل ويتغلغل في المشاعر فيشكل صورة عن الوطن تلتحم بصورة الأم والأب، ويصير الوطن قطعة من القلب، نخاف عليه خوفنا على والدينا، وعلى أطفالنا، ندافع عنه دفاعنا عن بيتنا وعزتنا وكرامتنا، نحميه ونسهر عليه سهرنا على أبنائنا.
 يوم الشهيد يعنينا جميعاً، وليس محصوراً بأهالي الشهداء فقط، يوم نكرم فيه هؤلاء البواسل من خلال زرع نفس المبادئ والقيم التي عاشوا وفدوا وطنهم وهم متمسكين بها، في نفوس وعقول صغارنا كي يمشوا على نفس درب «الوطنية السامية»، فيكبروا رجالاً أوفياء مخلصين مدافعين عن وطنهم، عاملين يداً بيد من أجل بناء مستقبل ينعم في ظله وربوعه كل الأجيال الجديدة والقادمة.
 حين نقف دقيقة صمت إجلالاً ونرفع العلم لذكرى الشهداء في يومهم، في المؤسسات الحكومية والخاصة وفي المدارس والجامعات في كل إمارات الدولة، وحين نحتفل بعيد الاتحاد ال51 في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول، تعزيزاً لقيم الوحدة ويشارك في الاحتفالات كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة من مختلف الجنسيات بجانب أهل وأبناء الإمارات، فإنما نقدم صورة عن إمارات الوفاء والعطاء والوحدة والتضامن، تماماً كما أرادها مؤسسوها الأوائل.
 كل القيم التي قامت على أساسها هذه الدولة، هي نهج يسير عليه كل إماراتي، والأجمل أنها قيم ومبادئ انتقلت إلى كل من حطّ على أرض الإمارات وعاش في ربوعها فمشى بشكلٍ تلقائي تحت هذه المظلة ووفق هذا النهج بكل حب وتقدير، وبغض النظر عن الجنسية التي يحملها، يجد نفسه منتمياً إلى الإمارات، أسيراً لحبها، محترماً لقوانينها، سعيداً بالعيش فيها. وهذه الصورة هي من الثمار الطيبة التي زرعها الأولون، ورواها الشيوخ ومسؤولو الدولة، وسهر على رعايتها أولادها الأوفياء فنبتت في قلوبنا جميعاً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y6b8ye5v

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"