محطة عيد الاتحاد

00:40 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

الاحتفال بعيد الاتحاد سنوياً هو محطة لقراءة 3 معطيات. تقف الدول والشعوب عند أعيادها الوطنية لتسترجع تاريخها وأسس إنشاء الدولة. وتقف لتقيم المرحلة الراهنة وما تحقق من إنجازات وطنية أساسية تجعل الفارق واضحاً لدى الشعب وتطلعاته. وتقف لتضع الخطط للمستقبل، وكيفية تسخير التراكم التاريخي والإنجاز الحاضر لتشكيل الغد بما يخدم البلاد.

وها نحن نحتفل بعيد الاتحاد. مرت السنون، لكننا نحس بالقادة المؤسسين للاتحاد بيننا. لا يمر يوم في دولتنا الفتية إلا ونحن نستذكر دور حكماء الدولة في تأسيس الاتحاد في مرحلة مهمة من تاريخ المنطقة، حكمتهم حمت أرضنا وصانت سيادتنا وصنعت التاريخ الذي نفخر به ونسترجعه اليوم. أسس راسخة اختطها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع رفاق الدرب، هي ما صنع التاريخ.

نقف اليوم لنجري مقارنة عميقة بين حال الإمارات وحالة الآخرين. لم يتعرض العالم إلى أزمات متعاقبة ومصيرية مثلما يشهد اليوم. لكن أي مراقب سيخلص إلى استنتاج أن دولة الإمارات، بقيادة واعية واقتصاد متين وشعب مؤمن، استطاعت أن تواجه جميع التحديات وتقف الآن في مصاف الدول الكبرى التي لا تزيدها العواصف إلا إصراراً على العطاء والتمسك بالقيم والبناء على أسس متينة للاستمرار.

ونقف اليوم لنرى المستقبل من أمامنا. ديناميكية القيادة في التعامل مع واقع سياسي واقتصادي إقليمي وعالمي متغير تجعل خطط المستقبل مشاريع تنتظر التنفيذ وليست مجرد آمال. نلتفت فنرى العالم ينظر إلى مبادرات الإمارات في مختلف المجالات ليحاكيها ويقلدها. الأمن والبناء والرؤية المستقبلية وإصرار القيادة وتجاوب الشعب، كلها عوامل ترسم مستقبلاً زاهراً لبلادنا.

في القلب من هذا الإنجاز الذي نحتفل به في عيد اتحادنا هي القيادة وحكمتها وتفانيها في خدمة البلاد والشعب.

الاحتفال بعيد اتحاد الإمارات يرمز إلى أهمية إيجاد الحس الوطني بداخل كل مواطن إماراتي، وتنمية الشعور بالوفاء والولاء لصناع الاتحاد ممن أسسوا هذا الوطن العريق الشامخ، وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ففي هذا اليوم يجدد الإماراتيون معاني الإنجاز والنهضة والأصالة تحت راية قيادتهم الرشيدة، ويسعون إلى تعزيز قيم من الخير والتسامح والسلام والأمان والتعاون.

الإمارات تحتفل في هذه المناسبة بمرور 51 عاماً من صناعة السعادة والطمأنينة على شفتي كل من يسكن في أرضها من المواطنين والمقيمين. إن الاحتفال بهذا اليوم الكبير يجدد في قلوبنا حبنا لتراب هذه الوطن الغالي، وأنه يجب علينا ترجمة حبنا لوطننا بالأفعال وليس فقط بالأقوال. والمطلوب منا جميعاً هو الإخلاص في الأمور التي نقدمها لوطننا.

الإمارات قدمت لنا الكثير، فهي الأم الحاضنة لأبنائها، وإن ما نقدمه لها هو أقل بكثير من قدر بلادنا، من هذا المنطلق ندعو الجميع إلى تضافر الجهود والعمل بيد واحدة قوية لخدمتها والحفاظ على مكتسباتها، فكل منا له واجبات إن كانت مع أفراد عائلته وزرع حب الوطن والانتماء والولاء أو من مكان عمله. بلادنا قوية بنا وبحبنا لها، فالإنجازات أصبحت إحدى سمات هذا الوطن المعطاء، والفضل لله ولقيادتنا التي تؤمن بأهمية دعم الإنسان.

هنا يجب أن نقف مع أنفسنا ونسأل: ماذا قدمنا لهذا الوطن، انظر إلى عائلتك الصغيرة هل غرست حب بلادهم في قلوبهم؟ هل علمت أبناءك ماذا يعني لك الوطن؟ هل يعلم أفراد عائلتك عن مسيرة الإمارات منذ الزمن القديم إلى يومنا الحالي؟ وكيف يجب أن نحافظ على مكتسباتها وسمعتها؟

إننا نقف كالصف المرصوص أمام احتياجات وطننا الغالي. حب الوطن مرتبط بنبض القلوب، بالعمل المخلص، بالتفاني من أجله، بالعمل الجماعي، بروح المبادرة والعطاء والتعاون. حب الوطن مرتبط بدعم كل جهود قيادتنا، فكل ما يصدر من قرارات نثق بنتائجها الطيبة، وخلال مسيرتنا في هذا الوطن جنينا ثمار تلك القرارات المثمرة، ودورنا اليوم الدعم والسعي لتحقيق النجاح والازدهار.

خلال فترة قصيرة تمكّنت الدولة من وضع حجر الأساس لأبرز القطاعات التي أسهمت في رفعة الدولة؛ نذكر منها: القطاع التعليمي والصحي والاقتصادي، وفي إطار استراتيجيات طموحها للارتقاء بالمستوى المعيشي في الدولة ومنح أبنائها الرفاهية ورغد العيش، بذلت القيادة الرشيدة منذ بداية اتحاد الإمارات جهوداً كبيرة للارتقاء بتلك القطاعات.

واليوم تتطلع الإمارات لأن تكون في الصفوف العالمية الأولى. كافة الإمكانيات متوفرة، والمواطن الإماراتي اليوم يقف بكل فخر في مختلف المجالات العالمية؛ حيث إن قيادتنا سعت ونجحت في تمكين المواطن الإماراتي وتزويده بمختلف الإمكانيات والقدرات التي تؤهله لتحقيق هذا النجاح، إن كان ذلك في مجال علم الفضاء أو الطاقة أو الأمن أو الكثير من المجالات. كل عام والإمارات في ازدهار وتقدم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4crnm4hb

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"