حذّر كبير الاقتصاديين في أليانز، محمد العريان، من أن التنبؤات بحدوث ركود قادم مُرجّحة للغاية، وبأنه لا توجد أدلة كافية على أن الانكماش القادم سيكون قصيراً وضحلاً.
وقال العريان في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»: «آمل ألا ينتهي بنا المطاف في ركود، إذ يتسرع الناس بالقول: لا تقلقوا. إذا انتهى بنا المطاف في ركود فسيكون ذلك قصيراً وسطحياً. إلا أني أقول لهم: ابقوا منفتحي الذهن أكثر».
وأشار العريان إلى أوجه الشبه بين الدعوات إلى ركود معتدل وإصرار بعض المراقبين، ومنهم الاحتياطي الفيدرالي، على أن جموح التضخم «ظاهرة عابرة»، وأنه منذ ذلك الحين، تخلى مسؤولو المركزي الأمريكي عن هذا الوصف، ليصل بنا التضخم إلى أعلى مستوى له في 41 عاماً في يونيو/ حزيران الفائت، وسط ما قال النقاد إنه استجابة سياسية بطيئة من قبل الفيدرالي. وهنا لفت العريان إلى أن الآراء الحالية بشأن الركود ربما ترتكب خطأً مماثلاً.
في السياق ذاته، أوضح خبراء آخرون أن الأسس الاقتصادية القوية يمكن أن تدعم الولايات المتحدة في مواجهة الانكماش المؤلم. وأنه على الرغم من الزيادات الحادة التي طبّقها الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة، لا يزال سوق العمل قوياً، ولا تزال الميزانيات العمومية للأسر والقطاع الخاص صلبة. كما لاحظ بعض الاقتصاديين، مثل جيريمي سيغل، أن التضخم غالباً ما يتأخر عن الإحصاءات الرسمية، ما يعني أن الأسعار المرتفعة قد تكون أقل من الأرقام المعلن عنها.
لكن العريان رد على هذه الآراء بالقول، إن الأساسيات القوية ليست بالضرورة «حتمية». وفي مقال رأي لصحيفة «فاينانشال تايمز»، الاثنين، حذّر مجدداً من أن الإصرار على أن الانكماش الاقتصادي سيكون خفيفاً، كان مجرد رد على الظروف الاقتصادية «المقلقة». لكن في واقع الأمر تكافح الولايات المتحدة بالفعل، مشكلة تضخم مصحوب بالركود.
وتوقع رئيس كلية «كوينز» بكامبريدج أن يظل التضخم عالقاً عند مستويات 4% بسبب الاحتجاجات المستمرة في الصين ضد إجراءات الإغلاق الصارمة، والتغيرات في عولمة الاقتصاد، الأمر الذي فاقم فوضى سلاسل التوريد. وأضاف أن السندات الأمريكية تظهر أيضاً بوادر خلل وظيفي، ما قد يخلق مشاكل استقرار في النظام المالي، ويحفز التقلبات. وبينما يعتقد أن الركود لم يكن حتمياً ولن يكون سيئاً مثل عام 2008، حثّ العريان الأسواق على الاستعداد لعدد من السيناريوهات المحتملة.
