عادي
«حوار أبوظبي للفضاء» ينطلق برعاية رئيس الدولة 5و6 ديسمبر

«الفضاء الإماراتي» جهود عالمية لتعزيز الاستدامة البيئية ومواجهة التغيّر المناخي

18:13 مساء
قراءة 6 دقائق

أبوظبي:«الخليج»

اتخذت دولة الإمارات، منذ مرحلة التأسيس، من الاستدامة في كل القطاعات، منهجاً راسخاً لمسارات التنمية الشاملة، ما ينسجم مع مبادئ الخمسين ومئوية الإمارات 2071 وكل الاستراتيجيات التنموية لدولة الإمارات.

وتتجاوز جهود الإمارات في الحفاظ على استدامة البيئة ومواجهة التحديات الناتجة عن التغير المناخي، الأرض لتعانق الفضاء بمشاريع إماراتية فضائية، تنتج كمية كبيرة من البيانات التي ترصد حجم التغيرات التي تدخل على البيئة من أجل المساعدة في وقف الهدر البيئي.

ويناقش «حوار أبوظبي للفضاء» الذي ينطلق يومي 5و6 ديسمبر، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قضايا الاستدامة التي تعدّ محوراً رئيسياً في الحدث العالمي، الذي سيركز على دور قطاع الفضاء في تقديم حلول للتحديات التي يشكلها تغير المناخ.

وتمتلك الإمارات عدداً من المشاريع الفضائية المتخصصة في رصد المستجدات التي تطرأ على الأرض، ما وضعها في مرتبة متقدمة بين الدول التي تمتلك مشاريع توفر بيانات ترصد التغير المناخي وتعدّ أحد أهم التحديات التي تواجه العالم في الوقت المعاصر.

وتؤكد هذه المشاريع أن دولة الإمارات تدرك جيداً، أن استدامة الأنشطة الفضائية في المستقبل، شرط رئيسي لتحقيق أقصى فائدة من تكنولوجيات الفضاء، خاصة برصد التغيرات التي قد تطرأ على الأرض، للإسهام في الحدّ من المشكلات الناتجة عن التغير المناخي في العالم، ما يصب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تعدّ أحد مرتكزات «مئوية الإمارات 2071» التي تسعى إلى جعل الإمارات الدولة الأفضل في العالم، عبر ترسيخ بيئة تضمن للأجيال الحالية والقادمة، العيش في أمن واستقرار ورفاه.

ونستعرض في التقرير الآتي، عدداً من المهام الفضائية التي تصدت لها دولة الإمارات، وتستهدف دراسة الظواهر المناخية المختلفة والإسهام في تعزيز الاستدامة البيئية في المنطقة والعالم.

«سرب».. رصد على مدار الساعة تستهدف الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، إطلاق مهمات فضائية علمية ملهمة تساعد في مواجهة المشكلات التي تواجه العالم، ويأتي على رأسها تحدي تغير المناخ، حيث تدرك الإمارات جيداً، حجم التداعيات الناتجة عنه، على مستقبل البشرية بعد أن برزت تداعياته أخيراً بشكل كبير، وأخذت في التأثير في حياة الإنسان العادي، لذلك لم تألُ الإمارات جهداً ولم تدخر مالاً في سبيل مواجهة هذه التداعيات، عبر مشاريع فاعلة، على رأسها البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرادارية للاستشعار عن بُعد «سرب» الذي يستهدف تطوير سرب من الأقمار الرادارية، التي تعمل على تقديم تصوير راداري على مدار الساعة، وفي مختلف الأحوال الجوية.

ويستعين هذا المشروع بتكنولوجيا متطورة تعمل على تصوير الأرض ليلاً ونهاراً وفي مختلف الأحوال الجوية، وبدقة متر واحد، ما يساعد على تطوير تنافسية الدولة في قطاع الفضاء، والحفاظ على البيئة من عوامل التغير المناخي التي قد تضرب بها.

وتلبي منظومة الأقمار الاصطناعية مختلف الاحتياجات الاقتصادية والبيئية، ما يدعم تنافسية الإمارات واقتصادها الوطني، عبر تبني تكنولوجيا فضائية متطورة تخدم مختلف القطاعات الحيوية بالدولة.

-------- «مسبار الأمل».. منصة عالمية لأبحاث علمية مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، واحد من أهم المشاريع الإماراتية التي تستهدف دعم استدامة البيئة ومواجهة التغير المناخي، وتتعدد المهام المنوطة بمهمة المسبار، حيث تستهدف تكوين فهم أعمق عن التغيرات المناخية على سطح المريخ، ورسم خريطة توضح طبيعة طقسه الحالي عبر دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي.

كما يسعى إلى دراسة تأثير التغيرات المناخية في المريخ في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي، عبر بحث العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية.

ويتعاون فريق عمل المشروع، مع المجتمع العلمي العالمي لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة، ودراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، والتي تُشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء.

«ساس» للتطبيقات الفضائية.. برنامج لتحويل التحديات إلى فرص يسعى برنامج «ساس» للتطبيقات الفضائية الذي أطلقته وكالة الإمارات للفضاء في 2021 إلى إيجاد حلول لتحديات الاستدامة العالمية، وتعزيز الشراكات والاستثمارات المحلية والعالمية الفاعلة في صناعة الفضاء، وبناء ثقافة وخبرة وطنية عالية في الفضاء.

ويمثل البرنامج بارقة أمل جديدة تساعد على تطوير حلول لتحديات الاستدامة العالمية، ويتضمن عدداً من المبادرات، بما فيها مبادرة الأمن الغذائي وتغير المناخ، والمراقبة البيئية والغطاء النباتي، والطاقة والبنية التحتية.

ويستهدف تعزيز الدعم للشركات الناشئة والباحثين ومراكز الأبحاث لتطوير تطبيقات قائمة على بيانات الأقمار الاصطناعية، وذات قيمة تجارية، وترويج استخدام بيانات الأقمار الاصطناعية وتعزيز الطلب على خدمات القيمة المضافة من التطبيقات الفضائية، وتحفيز الابتكار وتشجيع الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص.

كما أعلنت وكالة الإمارات للفضاء، فوز فريق شركة «فارمن» الإماراتية، شركة ناشئة متخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد، بجائزة تحدي «التغير المناخي»، الذي أطلقته أخيراً بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، ضمن برنامج حلول الفضاء «ساس» للتطبيقات الفضائية.

«مزن سات».. قمر إصطناعي بأيدٍ طلابية يسعى مشروع «مزن سات» إلى تطوير القدرات المحلية المتقدمة في البحث والتطوير والتصنيع لتكنولوجيا الفضاء. ويؤكد أن قضايا البيئة في الإمارات لا تشغل اهتمام قيادة الدولة فقط، بل تدخل كذلك اهتمام كل فئات المجتمع وعلى رأسهم الطلبة، الذين صمموا هذا القمر وطوروه، الذي أطلقته وكالة الإمارات للفضاء، بالتعاون مع جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، من أجل دراسة الغلاف الجوي للأرض.

ويستعين «مزن سات» بثلاثة أجهزة علمية هي المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجهات القصيرة الذي يعمل على دراسة توزيع غازات الانبعاث الحراري في الغلاف الجوي، إلى جانب كاميرا رقمية «RGB» تعدّ أداة علمية لتوضيح عملية الاستشعار عن بُعد ودعم دقة الإرشاد الخاص بالمقياس الطيفي.

أما الثالث، فيتمثل في أنظمة الدعم الفرعية «BUS» التي تتكون من الهيكل الميكانيكي والطاقة والحاسوب الرئيسي للقمر وأنظمة الاتصالات ونظام التوجيه والتحكم.

ويستخدم هذا القمر في قياس كمية غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون وتوزيعهما في الغلاف الجوي باستخدام جهاز علمي يعمل بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة وبالتحديد بين (1000-1650 نانو متر).

ويستفيد الطلبة من البيانات التي يرسلها القمر في كثير من الدراسات العملية منها على سبيل المثال، إجراء دراسات عن ظاهرة المدّ الأحمر على سواحل الدولة التي تؤثر سلباً في البيئة المائية والثروة السمكية.

مجمع البيانات الفضائية أطلقت وكالة الإمارات للفضاء «مجمع البيانات الفضائية»، منصةً رقميةً لجمع البيانات الفضائية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع، بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية.

وتهدف مبادرات المشروع إلى توفير منظومة ابتكارية لبيانات وتقنيات الفضاء لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية، وزيادة الاعتماد على الفضاء لمواجهة التحديات الوطنية والبحث عن الحلول عبر الفضاء، وزيادة عدد الشركات الفضائية وبراءات الاختراع، واستقطاب أفضل المبتكرين.

ويندرج المجمع، ضمن سلسلة المشاريع التحولية التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات ضمن جهودها لتجسيد توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الرامية إلى التركيز على خلق الاقتصاد الأنشط والأفضل عالمياً.

«دي إم سات 1» «دي إم سات 1» أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي لبلدية دبي، بالتعاون مع «مركز محمد بن راشد للفضاء»، ويهدف إلى توظيف تكنولوجيا الفضاء وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز منظومة الرصد البيئي في الدولة، ورصد تراكيز الجسيمات العالقة في الغبار، وتراكيز الغازات المسببة لظاهرة التغير المناخي ثاني أكسيد الكربون والميثان وبخار الماء.

و«دي إم سات» فرصة استثنائية لبناء قدرات بحثية وفنية جديدة في البحث العلمي البيئي المحلي، وفتح آفاق جديدة لتسخير تكنولوجيا الفضاء في خدمة القطاعات البيئية، وتحقيق الاستدامة، واستشراف مستقبل الواقع البيئي في دبي، فضلاً عن بناء قدرات بحثية وفنية جديدة في البحث العلمي البيئي المحلي، ويتعزز بتعاون بلدية دبي الوثيق مع الجامعات الإماراتية للاستفادة من مخرجات القمر الصناعي، وما يوفره من بيانات تمكنهم من إجراء البحوث المختلفة عليها.

منصة عالمية يذكر أن حوار أبوظبي للفضاء يهدف إلى جعل الإمارات منصة عالمية تلتقي فيها الجهود المشتركة بين كل القطاعات المعنية بالفضاء، حيث يعمل على توحيد الرؤى والأفكار واستعراض أهم التحديات، والخروج برؤية مشتركة وموحدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/24uhaae5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"