عادي

الفنون.. طريق «سجايا الشارقة» إلى المستقبل

21:44 مساء
قراءة 5 دقائق
من عروض سجايا المسرحية
من عروض مسرح سجايا
سجايا عروض مسرحية
عروض مسرحية بسجايا

* د.عدنان سلوم: تعزيز مفهوم اللغة والنطق السليم وجهد كبير في التصميم الإبداعي

* الجازية الزعابي: سجايا بيتي الثاني، أشعر فيه بالتحقق والثقة بالنفس وحرية التعبير

* هناء الشوملي: «الفريج 2020» تناقش قضية اختلاف الأجيال في إطار فكاهي


تحقيق: مها عادل

تعتبر الفنون، أداة حيوية لتهذيب النفس، وتثقيف العقل والارتقاء بالمشاعر والوجدان، كما أن تعليم وتدريب الشباب والنشء على إتقان هذه الفنون وصقل مهاراتهم الإبداعية، واكتشاف طاقاتهم، وتطويرها، من شأنه أن يصنع كوادر مدربة على تحمل المسؤولية، تتمتع بالثقة بالنفس، والقدرة على التعبير عن الذات بكفاءة، تمتلك مهارة التواصل الإيجابي مع المجتمع، وهذا هو الدور الذي أخذته مؤسسة سجايا فتيات الشارقة على عاتقها لاكتشاف مواهب المنتسبات لها، وتدريبهم، وشحذ طاقاتهم الإبداعية بمجال الفنون المسرحية والأدائية، وتطوير مهاراتهم، ليصبحوا قادة مستنيرين يمثلون بلادهم.

يطلعنا د.عدنان سلوم، خبير الفنون المسرحية بسجايا، على أهمية تدريب الفتيات على فنون التمثيل والمسرح، قائلاً: «منتسبات سجايا فتيات الشارقة جزء من مشروع ربع قرن للمسرح وفنون العرض، الذي يستهدف جميع منتسبي مؤسسات ربع قرن، (أطفال الشارقة، سجايا فتيات الشارقة، ناشئة الشارقة، الشارقة لتطوير القدرات)، وهذا المشروع فيه مجموعة من البرامج بمستويات معرفية متعددة تنمو مع النمو المعرفي للمنتسبة واستعدادها لتلقي مهارات ومعرفة أكثر، وهذه البرامج بدورها تحتوي على ورش متعددة منها تأسيسية في المسرح وفنون العرض، ومنها تخصصية تحترم ميول المنتسبة، سواء كان ضمن مهارات الأداء أو التصميم أو الكتابة أو القيادة، ما ينعكس على شخصية المنتسبة فكرياً وجسدياً، ويعزز حضورها في المجتمع، ويزيد تفاعلها مع أقرانها».

يتابع: «نلعب مع المنتسبات، ونتحاور معهم، ونكتشف ما يفكرون فيه، وما يحتاجون من مهارات، للتعبير عن أفكارهم، فهناك تدريبات على مهارات الأداء الحركي والصوتي، وهناك تدريبات على مهارات بناء الجسد، ليصبح ذا حضور فاعل، وهناك اشتغال على البنية الصوتية للمنتسبة لتعزيز مفهوم اللغة والنطق السليم، ونبذل جهداً كبيراً في التصميم الإبداعي من أزياء، ديكور، إضاءة، إكسسوار وعرائس خيال ظل، ولدينا تدريب على الارتجال لتنشيط المخيلة والخيال، لهذا، تؤهل حزمة الورش المسرحية المنتسبة المرور من الفكرة إلى النص ومن النص إلى العرض ومن العرض إلى مواجهة الجمهور، وكل هذا التدريب والممارسة يعزز مهارة الفعل الجماعي».

ويضيف د.سلوم: «الهدف الأساسي تنمية الخيال لديهم وفسح المجال لديهم لتعزيز مفهوم التعبير والحضور، وهنا نحن ننطلق بالمسرح من مفهوم التنمية إلى التنمية البشرية، تنمية الإنسان الذي هو هدفنا، ويأتي التفكير والإبداع والإنجاز في سياق اهتمامنا بهذه التنمية، وانطلقنا في مشروع المسرح وفنون العرض من دورها أن تصنع إنساناً فاعلاً حاضراً مثل: بناء شخصية المنتسبة معرفياً وجسدياً، اللباقة وحسن التعامل مع الآخر، إجادة اللغة العربية الفصحى نطقاً ونحواً، تدريب على قوة الملاحظة والنقد البنّاء والتذوق الحسي، تشجيع المنتسبة على معرفة القضايا الاجتماعية التي تحيط بها، تمكين المنتسبة من القيادة والعمل ضمن الفريق والتفاعل الإيجابي مع الآخرين، تمكين المنتسبة من توصيل المعلومة المكتملة بطريقة مفهومة، تدريب المنتسبة على التحلي بالصبر والإرادة واحترام الآخر، تشجيع المنتسبة على تحقيق هدفها وتعزيز قدرتها على إيصال رسالة للجمهور».

صناعة القادة

عن آليات العمل على تشكيل شخصيات قيادية ناجحة من الفتيات مستقبلاً، يؤكد د. سلوم أن «من خلال المسرح نصنع قائداً، والقائد مسرحي، قائد لأي قطاع آخر يختاره في حياته العملية والنقاط التي ذكرناها سابقاً هي مواصفات للشخصية القيادية، ووحده المسرح يستطيع الغوص فيها وينقلها للمنتسبة من خلال التمارين المسرحية والألعاب الدرامية وتقنيات الإبداع المسرحي، فالمخرج يقوم بدور قائد يقود فريق عمل».

ويتابع: «ما الممثل إلا قائد يتمكن من ضبط وقيادة أفكاره ولغته وأحاسيسه، وينطبق الأمر على جميع التخصصات المسرحية التي تخوضها المنتسبة. ونحن برامجنا ومشاريعنا ومسابقاتنا مفتوحة لكل المنتسبات، والمراحل المتقدمة ستفرز مجموعة من المتميزات والمراحل المعمقة ستفرز مجموعة من الموهوبات، وأهم برامجنا هي برنامج الفنون المسرحية في ثلاثة مستويات، ويضاف له مستويات معمقة عند الضرورة، وكذلك الأمر بالنسبة لبرنامج فنون العرائس، حدثنا برنامجاً معاصراً يستهدف خريجي سجايا فتيات الشارقة مع تطوير وهو برنامج لقياديي المسرح، وهناك مسابقات وجوائز عدة، منها مسابقات الكتابة المسرحية وجائزة الإبداع المسرحي، ولدينا مشروع مجتمعي بعنوان «مسرح الفرجان»، تحت شعار «أسرة تحب المسرح»، منفتح على كل الفئات العمرية من ساكني مدن ومناطق وفرجان إمارة الشارقة».

وبهدف الاطلاع على حجم استفادة المنتسبات من هذه البرامج والأنشطة تحدثنا الجازية الزعابي، من منتسبات سجايا عن تجربتها، قائلة: «أنا منتسبة لمسار المسرح، والتحقت بالمركز منذ العام الماضي، وشعرت بحالة من الإيجابية والنشاط والحماس على الإبداع، وهذه الروح كانت سبباً لاستمراري بالحضور حتى الآن، وزادت من حرصي على الاستفادة، وأصبحت سجايا بيتي الثاني، أشعر فيه بالتحقق والثقة بالنفس وحرية التعبير، فقد تحقق هدفي من الالتحاق بها، واستطعت توظيف مهاراتي في نشاط مفيد وتطوير موهبتي وشحذ طاقتي الإبداعية».

وتضيف الجازية عن سبب اختيار مجال المسرح بالتحديد: «منذ كنت طفلة، لديّ شغف تجاه المسرح، ومولعة بقراءة النصوص المسرحية، وحضور المهرجانات في الشارقة، وعندما التحقت بسجايا، وجدت أن أبواب المسرح مفتوحة ترحب بجميع المواهب، وتحتضنهم تحت مظلة الثقافة وحرية التعبير، فسارعت بالانضمام وكلي فخر أني أنتمي إلى فريق المسرح، وتبلورت استفادتي عبر حضور الورش التي أضافت لي الكثير على الصعيد الفني والثقافي والشخصي أيضاً، ما ساعدني على اكتساب مهارات شخصية وحياتية مثل، تنظيم الوقت والتعاون والعمل بروح الفريق والتحدث بطلاقة».

«الفريج» 2020

من أبرز الفعاليات التي قدمتها سجايا فتيات الشارقة مؤخراً، عرض مسرحية «الفريج» 2020، والتي شارك بها 20 طالبة منهم 12 ممثلة على المسرح و8 فتيات خلف الكواليس، وحققت نجاحاً واستحساناً كبيراً عن عرضها بالشارقة.

وللتعرف على أهم ملامح العرض، تقول المخرجة هناء الشوملي: «تناقش المسرحية قضية اختلاف الأجيال والنزاعات التي لا تزال تتكرر في عقول البشر مع اختلاف العصور والأعمار، وتبحث الأحداث بالعرض عن الأسباب والدوافع التي تسبب هذه الفجوة بين الأجيال والمشاكل المترتبة عليها، ويحرص العمل على تقديم قضية تهمّ الشباب بسيناريو جذاب، وفي إطار فكاهي ويقدم رسالة توعية بتقديم الحلول».

وتضيف: «يبدأ العرض بفتاة تقف وسط المسرح تلعب لعبة إلكترونية ثلاثية الأبعاد، ثم تدور أحداث المسرحية حول صراع بين جيلين، ويتبين لنا أن الجيل القديم رغم بساطته، إلا أنه مخزون للقيم والمبادئ الراسخة الأصيلة، ومن السهل التعامل معه ودمجه في الواقع المعيش، تعرض هذه الأفكار من خلال الفتاة التي تنقلنا معها من زمان لآخر، ومن مكان لغيره، خلال لعبة الواقع الافتراضي. وحالياً نحن بصدد التدريب على المستوى الثالث من الإنتاج المسرحي، والذي يندرج تحت اسم الإخراج والتقنيات الإخراجية، وهو من آليات تطوير المهارات، ثم نعيد عرض مسرحية الفريج 2020، لكن بمستوى أعلى بإضافة تعديلات وتغييرات تقوم بها الفتيات أنفسهن».

ورش مسرحية

تكشف الشوملي عن أهم آليات تطوير مهارات الفتيات بالمسرح: «نحرص على تقديم ورش مسرحية بأسلوب ورؤية تحظى بنوع من الجدية الممزوجة بالمرح المحبب للطالبات، لتكون مكاناً يشبه المدرسة وتعمل على التعليم والتدريب وتوجيه الطاقات والمواهب الموجودة وتحويلها للمسار الصحيح، ومن ثم إلى خشبة المسرح؛ لأنه من الطبيعي أن يكون هنالك تفاوت في مستويات وأفكار الطالبات بمجال المسرح، ومع التدريب والانضباط سوف يصلون بشكل ممنهج لمستوى يمنحهم الثقة في الوقوف على المسرح بشكل جاد ومسؤول يليق بهيبة المسرح».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48e7nmpa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"