عادي

وداع مشرف لعرب المونديال

15:04 مساء
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

مجرد المشاركة في نهائيات كأس العالم، هو حلم للكثير من الاتحادات الكروية والمنتخبات الوطنية، لأن التواجد في بطولة بحجم المونديال يمثل دليلاً واضحاً على التقدم الكروي في البلد الذي تساعده الظروف للعب في المونديال.

في مونديال العرب الحالي المقام في قطر، تواجدت 4 منتخبات عربية، خرجت منها 3 وهي مرفوعة الرأس، فالمنتخب القطري الذي كان أول منتخب يودع المونديال الحالي، وكذلك حصل على سبق لم يسبقه أي منتخب آخر في العالم باعتباره أول بلد ينظم المونديال ويخرج من الدور الأول بعد أن تعرض إلى 3 خسارات متتالية، عوّض بالتنظيم الرائع للمونديال الصورة غير المرضية التي كان عليها المنتخب القطري.

المنتخب السعودي الذي كان قد أحدث مفاجأة مدوية وكبيرة جداً في أوساط الكرة العالمية عندما تمكن من هزيمة المنتخب الأرجنتيني بقيادة أسطورة الكرة العالمية ليونيل ميسي في أولى مبارياته، كان المنتخب العربي الأوفر حظاً للتواجد في الدور الثاني، بل تصاعدت طموحات العرب باحتمال تواجده في دور الثمانية وربما أبعد من ذلك، وهذه الطموحات لم تأتِ من فراغ، بل جاءت من العرض الكروي الكبير الذي قدّمه «الأخضر السعودي» ضد ميسي ورفاقه، لكن هذه الطموحات أعاقتها الخسارة أمام منتخب بولندا بهدفين دون مقابل، كذلك كان للإصابات التي تعرض لها عدد من نجوم المنتخب السعودي الأثر الكبير في مستواه الفني والبدني.

الخسارة أمام بولندا لم تغلق ملف طموحات «الأخضر» في التواجد في الدور الثاني من المونديال، إذ كان يتطلب منه التغلب على المنتخب المكسيكي ليضمن بطاقة التأهل، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، حيث تفوق المنتخب المكسيكي حتى على نفسه وهو يهاجم المرمى السعودي بطلعات متواصلة تمكن من خلالها من تسجيل هدفين جميلين، بينما أنقذ الحارس السعودي الكبير محمد العويس مرماه من أهداف أخرى، وألغى «الفار» ومساعد الحكم هدفين آخرين، ليغادر المنتخب السعودي المونديال وهو مرفوع الرأس.

وبرغم تلك المغادرة، فقد حقق المنتخب السعودي إنجازاً تمثل في تسجيل لاعبه سالم الدوسري هدفين في المونديال ليساوي زميله نجم المنتخب السعودي السابق سامي الجابر ونجم المنتخب التونسي وهبي الخزري في عدد الأهداف التي سجلوها في نهائيات كأس العالم، ولكل منهم ثلاثة أهداف، ليتصدروا قائمة الهدافين العرب في المونديال.

المنتخب التونسي الذي كان قد حقق أول فوز للمنتخبات العربية في نهائيات كأس العالم في أول ظهور له في مونديال الأرجنتين عام 1978، ظهر بصورة جيدة، وقدّم في مباراته الأخيرة أمام حامل لقب المونديال في النسخة الأخيرة منتخب فرنسا صورة رائعة جداً وتمكن من إلحاق الهزيمة به بهدف رائع سجله نجمه الموهوب وهبي الخزري، وكان قريباً من التأهل إلى الدور التالي لولا الحسابات المعقدة في المجموعة التي منحت المنتخبين الفرنسي والأسترالي فرصة التأهل إلى الدور التالي، ليخرج المنتخب التونسي من مونديال قطر وهو مرفوع الرأس.

ما حققه المنتخبان السعودي والتونسي في مونديال قطر يمثل نقلة نوعية للمنتخبات العربية، حيث منح نجاحهما، وكذلك نجاح المنتخب المغربي، الذي هو الآخر لا يمكن إغفال مشاركته المميزة والتي نتمنى أن تتكلل بالتأهل إلى الدور الثاني، بل والذهاب أبعد من ذلك في المونديال الحالي، بقية المنتخبات العربية الفرصة للتفكير الجيد في منافسات المنتخبات الكبيرة ومجاراتها وحتى التفوق عليها في النسخ المقبلة من بطولات كأس العالم، لأن ما تحقق لغاية الآن هو أمر في غاية الروعة، برغم أن طموحات الجماهير العربية كانت أكبر من ذلك عبر تمنيها تواجد منتخب عربي في الدور الثاني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mremb44j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"