وطن الشموخ

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

عندما يقترن عيد الاتحاد بيوم الشهيد يكون الوطن قد ازداد شموخاً وعزة، لأن أبناء هذه الأرض أعطوها أعز ما يملكون، وقدموا الدم قرباناً لوطن يستحق التضحية والفداء. فنجيع الشهداء هو ملح هذه الأرض الطيبة المعطاء، ونسغ حياة العز والكرامة التي يعيشها أبناء هذا الوطن. فالشهداء هم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر. فالشهادة في سبيل الوطن هي الخلود، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.

وطني الإمارات، في عيد اتحادك تبدو أكثر جمالاً وروعة، ففيك تتجلى كل معاني البطولة والكرامة والشهامة والخير والإنسانية والتسامح، لأنك تعطي بلا حساب، وتقدم للعالم نماذج فريدة كل يوم كيف تكون القيادة التي تخطط وتعمل وتنجز في مختلف مجالات الحياة، وكيف يكون المواطن وفياً لقيادته وخادماً لوطنه يزرع في أرجائه الأمل والحب والولاء ويعطيه ما يستحق من جهد وعمل كي يظل دائماً في الطليعة يتقدم الصفوف بين الأمم، ويبدع في مختلف مجالات الحياة، لا يخاف ولا يتردد طالما أنه قرر ألاّ يعرف المستحيل، ويعمل في يومه وكأنه الغد وبعد الغد.

وطني الرائع أنت.. ننقش حبك على جدران القلب كي تنبض أكثر، وتعطي أكثر، وتنشر الحياة هنا على أرضك وعلى كل أرض، لأنك لست كبقية الأوطان، فأنت المأوى والملاذ والحضن الدافئ المعطاء الذي لا ينضب عطاؤه، ولا يفتر حبه لأبنائه ومقيميه ولكل من يطأ أرضه.

وطني أنت الرسالة التي نحملها إلى العالم أينما توجهنا، كي نعلّمه كيف يكون الحب والوفاء والقيم الإنسانية التي تأسست منذ لحظة قيام الاتحاد على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع إخوانه المؤسسين، وهي الرسالة - الأمانة التي تحملها قيادتنا الرشيدة الآن والتي تترجم حروفها كل يوم بكل جدارة واقتدار، إنجازاً بعد إنجاز في كل ميادين الحياة، في السياسة والاقتصاد والعلوم والتعليم والتنمية المستدامة والصحة والعلاقات الدولية حتى تكاد المؤشرات الدولية تعجز عن اللحاق بما تنجزه الإمارات.

هذا وطني، إنه ليس مجرد تراب ورمل وأبنية ومزارع وحدائق وطرق وأبنية وجبال، إنه كل ذلك وفوقه، إنه قبلتي وقلبي ومجرى دمي. إنه العشق الأبدي الذي لا يجاريه عشق، ووصية الحب والوفاء التي تنتقل من جيل إلى جيل.

هذا وطني.. إنه الكتاب والقلم، والجامعة والمستشفى والبناء والإنجاز وامتلاك أدوات العصر وصولاً إلى الفضاء، إنه يد الخير والعطاء الممدودة على اتساع العالم، الوفي لمحيطه الخليجي وأمته العربية والملتزم بقضاياها.

في عيد اتحادك الواحد والخمسين يا وطني ننحني إجلالاً لأرواح شهدائنا الأبرار، ونبتهل إلى الله أن يديم اتحادنا.. اتحاد العز والمجد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bddnf9e8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"