عادي
احتفالات المغرب تعمّ العالم بالتأهل إلى ثمن نهائي المونديال

المغرب يكتب التاريخ بـ «يد واحدة وقلب واحد»

22:52 مساء
قراءة 3 دقائق
حشود هائلة من المشجعين تحتفل في الرباط

كانت «العائلة» الوصفة السحرية لعودة المغرب إلى ثمن نهائي كأس العالم في كرة القدم بعد انتظار طويل دام 36 عاماً، رافقتها «روح معنوية قويّة» قادت «أسود الأطلس» إلى صدارة مجموعة «الموت» التي ضمت كرواتيا وبلجيكا وكندا.

واحتفل المغاربة، ومعهم العرب، بهذا التأهل التاريخي، حيث نزلت مسيرات تحمل الأعلام المغربية، في المغرب وأوروبا وكندا وأمريكا، إضافة إلى الجمهور القطري الذي حضر مباراة الفوز على كندا 2-1 في الدوحة.

ظل إنجاز الجيل الذهبي لكرة القدم المغربية في الثمانينات عندما بات «أسود الأطلس» أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور الثاني في مونديال المكسيك 1986، خالداً في الأذهان، وكان ملهماً لجميع الأجيال التي تلته حتى نجح رفاق «العائد» إلى عرين الأسود حكيم زياش في تكراره، أمس الأول الخميس.

سرّ التأهل

أكد ذلك أشرف حكيمي مدافع باريس سان جيرمان، أفضل لاعب في المباراة ضد كندا، بقوله «حلمت بتحقيق ما فعله الجيل الذهبي للمنتخب المغربي، ولذلك بكيت حين تذكرت عائلتي والجماهير وكل ما فعلناه من أجل هذه اللحظة».

وأضاف «نحن لسنا فريقاً فقط، نحن عائلة ولدينا مجموعة جيدة سواء من يلعب أو من لا يلعب، لدينا عقلية جيدة».

بدوره قال المدرب وليد الركراكي «أنا عشت تلك الفترة، وذلك الجيل منحني الإلهام للعب كرة القدم، والدفاع عن ألوان المنتخب. اليوم نجحنا في جعل بعض الأطفال يحلمون بالمستقبل وتحقيق الأفضل، ولهذا السبب كرة القدم جميلة».

وأضاف «عدت إلى الطفولة لأقول إنني عشت ملحمتَي 1986 و1998، وتذكرت أيضاً أننا أصبنا بخيبات أمل، وفي كل مرة لا يكون مصيرنا بأيدينا في المباراة الأخيرة، وندخل في حسابات معقدة تتوقف على نتائج منتخبات أخرى. كان هدفنا هو تفادي هذه الحسابات وجعل الأمور بين أيدينا».

وخالف أسود الأطلس التوقعات في مجموعة رشح فيها الجميع كرواتيا وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، وبلجيكا ثالثتها لحسم البطاقتين المؤهلتين إلى الدور الثاني.

وكرّر الجيل الحالي ما فعله سلفه بقيادة عزيز بودربالة ومحمد التيمومي وعبد المجيد الظلمي وبادو الزاكي، عندما تصدّر المجموعة السادسة بالذات، أمام العمالقة إنجلترا وبولندا والبرتغال، ولكن برصيد خمس نقاط، قبل أن يخرج بخسارة مؤلمة أمام ألمانيا الغربية صفر-1 في الدقيقة 89 من ركلة حرة مباشرة.

وقال حكيم زياش نجم تشيلسي: «كنا نعلم منذ البداية أن طريقنا سيكون صعباً، لكن لعبنا بتكتيك واضح، وبذلنا جهداً كبيراً، وكنا على قلب رجل واحد ويد واحدة من أجل التأهل لثمن النهائي».

البدء من الصفر

تركيز الركراكي على «العائلة» لم يأت من فراغ، بل كانت تميمة نجاحه مع فريق الوداد البيضاوي وتتويجه معه بالثنائية الموسم الماضي «الدوري المحلي ودوري أبطال إفريقيا»، إنجاز رفع أسهمه لاستلام منصب مدرب المنتخب قبل أشهر قليلة على انطلاق العرس العالمي.

تكسير الحواجز

أكّد الركراكي أن التواصل بينه وبين اللاعبين رائع جداً، واستشهد بلقطة نهاية المباراة عندما جمع اللاعبين للحديث إليهم، وفي نهايتها انهالوا بالضرب على صلعته.

وقال «اللاعبون يتفاءلون خيراً بلمس صلعتي، وربما تجلب لهم الحظ. قلت لهم ان يستمتعوا بالتأهل، وسألتهم عما إذا كانوا لا يزالون متعطشين إلى الانتصارات».

وأبرز «كنت لاعباً في صفوف المنتخب، ولم ألعب أبداً في كأس العالم، فشلنا مرتين في الجولة الأخيرة من التصفيات، وبما أننا نؤمن بقضاء الله وقدره، قلت إنه ربما سأحظى بها كمدرب وأدخل التاريخ مع هذا الفريق، هذا رائع وأنا اليوم أسعد رجل في الكرة الأرضية».

وختم الركراكي بأنه مدين لرئيس الاتحاد المغربي على الثقة التي وضعها فيه قبل شهرين من انطلاق المونديال ومجازفته بتعيين مدرب محلي «لم يكن العديد من الأشخاص، الرأي العام وبعض الصحفيين، يؤمنون بقدرته على تحقيق أفضل النتائج بالنظر إلى قلة خبرته».

وقال «الحمد لله أثبت أن الخبرة لا تعني شيئاً في كرة القدم، والأمر يتعلق بحواجز يتم وضعها حتى نحرم العديد من المواهب من إثبات كفاءتها. أنا بطبعي مقاتل، وهدفي تكسير هذه الحواجز ليس من أجلي، ولكن من أجل الشباب الموهوبين القادمين. لدينا أطباء جيدون ومهندسون ورياضيون وصحفيون جيدون. يجب أن نبدأ بمنح الثقة للنخبة القادمة لبناء بلادنا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3b56jhjy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"