عادي

بلجيكا تودّع الجيل الذهبي وتنتظر النجوم الشابة بعد رحيل مارتينيز

13:20 مساء
قراءة 3 دقائق

الدوحة: (أ ف ب)

كان يوم الخميس، على عشب استاد أحمد بن علي في الريان، سوداوياً بالنسبة للكرة البلجيكية، التي شهدت نهاية حقبة جيل ذهبي ورحيل أحد مهندسي نهضة «الشياطين الحمر» المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز، بعد الخروج من الدور الأول لمونديال قطر.

وقبل أربعة أعوام، كان الجيل الذهبي لبلجيكا في أوج عطائه، ووُضِعَ على رأس لائحة المرشحين للفوز باللقب العالمي الأول في تاريخ البلاد، لكن المشوار لم يصل إلى نهايته، وتوقف عند دور الأربعة على يد فرنسا التي توجت لاحقاً باللقب.

دخل كيفن دي بروين ورفاقه إلى المونديال القطري وهم يدركون أنها الفرصة الأخيرة لمحاولة الارتقاء إلى مستوى سمعتهم بين أفضل لاعبي القارة والعجوز.

لكن المغرب فعل فعلته وأسقط رجال المدرب مارتينيز في الجولة الثانية 2-0، ما جعلهم مطالبين بالفوز في الجولة الأخيرة، الخميس، على كرواتيا، إلا أن هذا الأمر لم يحصل فاكتفوا بالتعادل وانتهى المشوار.

مباشرة وبعد انتهاء المباراة التي أهدر روميلو لوكاكو في ثوانيها الأخيرة فرصتين ذهبيتين لخطف بطاقة التأهل، أعلن مارتينيز أنه سيغادر المنصب الذي استلمه عام 2016.

وقال بتأثر كبير إن «هذه المباراة كانت مباراتي الأخيرة مع المنتخب. حان الوقت كي أتنحّى».

وأضاف المدرّب البالغ 49 عاماً: «الآن نهاية تعاقدي بالفعل، لم أقدّم استقالتي. اتخذت هذا القرار قبل كأس العالم، منذ 2018 كانت هناك العديد من الفرص كي أتراجع، ولكنني قررت أن أواصل. لكن الآن حان الوقت لأن أتنحى؛ لأن أقبل أن هذه المباراة هي الأخيرة. كان الأمر سيحدث مهما حصل، حتى لو توّجنا».

كان وداعاً مريراً لهذا المدرب، لكنه لن يكون الراحل الأخير عن المنتخب الذي سيخسر على الأرجح الكثير من عناصره الحالية، وأبرزهم كيفن دي بروين الذي ألمح إلى نهاية حقبة الجيل الحالي، بإقراره أن كأس العالم في قطر ستكون على الأرجح الأخيرة له.

وفي تشكيلة من النجوم تضم إلى جانب دي بروين، الحارس المتألق تيبو كورتوا، والقائد إيدن هازارد والدبابة البشرية لوكاكو، تُصنّف بلجيكا واحدة من المرشحين البارزين في المونديال.

وكان الفوز الودي على هولندا (4-2) عام 2012، بمثابة نقطة التحول لهذا الجيل؛ إذ ارتقى مذّاك إلى مستوى المنتخبات المنافسة.

وبعد التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم 2014، خسرت بلجيكا أمام الأرجنتين، لكنها تقدمت خطوة إلى الأمام بعدها بأربع سنوات، بتأهلها إلى نصف النهائي وخسارتها أمام فرنسا (حاملة اللقب) في ما اعتبر، حتى الآن، كأفضل نتيجة في حقبة كان منتظراً أن يحقق «الشياطين الحمر» خلالها الكثير.

وبالنسبة لمنتخب يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل للقب، لم يكن الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا في نسختي 2016 و2020 مجزياً بما فيه الكفاية، ما أدى إلى تصنيف بلجيكا على أنها «ضعيفة الإنجاز».

وفي تقييم لاذع لفشل المنتخب بالفوز بأي لقب، شكّك المدرب السابق لبلجيكا جورج ليكنز في عقلية فريق مارتينيز.

وقال ليكنز: «بدون لقب، صعدنا إلى المركز الأول في تصنيف فيفا (الاتحاد الدولي)، لكن هذا المركز لا يعني شيئاً».

ويضيف: «عندما لا تجرؤ على القيام ببعض الأمور، لن تمتلك شيئاً. هذه العقلية، وإرادة الفوز غير موجودة في مجموعة مارتينيز».

ومع بلوغ الأغلبية العظمى من نجوم بلجيكا مرحلة الثلاثينات، يبدو أن مونديال قطر كان آخر محطات هذا الجيل.

وبينما تمثل المواهب الناشئة مثل لويس أوبندا (22 عاماً)، وشارل دي كيتلار (21 عاماً) وأمادو أونانا (21 عاماً)، الأمل لمستقبل مشرق لبلجيكا، يبدو أن نجوماً حاليين مثل دي بروين، وهازار (31 عاماً)، وكورتوا (30 عاماً)، وتوبي ألدرفايرلد (33 عاماً)، ويان فيرتونغن (35 عاماً)، وأكسل فيتسل (33 عاماً)، ودريس مرتنس (35 عاماً) سيعتزلون، أو سيقدمون أفضل وآخر ما لديهم بحلول كأس العالم المقبلة عام 2026.

وكان مارتينيز يأمل في عامه السادس مدرباً لبلجيكا، أن يحفّز شعور دي بروين بعدم خوضه نهائيات كأس العالم مرة أخرى، بقية اللاعبين الذين بلغوا أيضاً الثلاثين من العمر، لكن هذا الأمر لم يحصل وباستثناء الفوز الباهت على كندا (1-0) لم يقدّم المنتخب شيئاً يذكر في مشاركة للنسيان.

وبالنسبة لمارتينيز، فمن المؤسف أن تنتهي الأمور بهذه الطريقة لأن هذا الجيل يستحق «الاحترام والإعجاب».

وعلى الرغم من هذه الحسرة، رأى ثورغان هازارد أنه «عندما ينتهي شيء ما، فتكون هناك بداية شيء آخر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/33pk43s6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"