عادي

الجاران العدوان ماسك وكوك.. تنافس مشروع أم حقد دفين؟

21:48 مساء
قراءة 6 دقائق
1
دبي: هشام مدخنة

هاجم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك شركة أبل هذا الأسبوع بعد تهديدها إزالة تويتر من متجر التطبيقات «آب ستور» التابع لها، بحسب وصفه. متهماً الشركة بكراهية «حرية التعبير». لكن المعلومات تشير إلى أن تطبيق الوسائط الاجتماعية لا يزال متاحاً لأجهزة «آي أو إس»، وليس هناك ما يدل على تعرضه لخطر الحذف من قبل أبل. لطالما هاجم الرئيس التنفيذي ل «تيسلا» و«سبيس إكس» والمالك الجديد الآن ل «تويتر» شركة أبل، مُسلطاً الضوء على مقدار القوة التي لا يزال يمتلكها الطاغوت التكنولوجي على العالم. وما التغريدات الغاضبة الأخيرة من إيلون ماسك، إلا تذكير بسيط بالماضي المشحون بينهما.

والغريب في الأمر أن أبل تجاهلت اتهام أغنى شخص في العالم تماماً ولم ترد على تغريداته، على عكس مناوشاتها المتبادلة السابقة مع فيسبوك.

ومع هذا، لا يزال ماسك معجباً جداً بمؤسس شركة أبل الأول ستيف جوبز. حتى أنه بدأ العمل مع كاتب سيرة الأخير، والتر إيزاكسون، لكتابة سيرته الذاتية الرسمية.

بدأت أحدث موجة من إهانات ماسك لأبل، الاثنين الماضي، حين ادعى في تغريدة أن أبل توقفت في الغالب عن الإعلان على منصة تويتر. محاولاً استفزاز الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك وإقحامه في نقاش عام حول تقليل الإعلانات على تويتر، لكن الأخير لم يرد.

وهنا يلزم القول إن أبل ليست وحدها من قلصت حملاتها على تويتر منذ تولي ماسك زمام الأمور. فبعد أن أنهى الأخير صفقة الاستحواذ القياسية في 28 أكتوبر، وعين نفسه رئيساً تنفيذياً على منصة التواصل الاجتماعي، غمرت المنصة موجة من خطاب الكراهية العنصري المناهض للسود.

وبدأ المالك الجديد بتسريحات كبيرة في القوى العاملة في تويتر. ومنذ ذلك الحين، خسر التطبيق عدداً لا بأس به من المعلنين الثقيلين وعائداتهم المالية أيضاً، بحجة أن ماسك وفريقه الأصغر غير قادرين على الإشراف على المحتوى والحملات الإعلانية على المنصة، ولا على إدارة الأمن السيبراني بشكل مسؤول، وغير ذلك.

ازدواجية المعايير

سواء كان ذلك دقيقاً أم لا، فإن ادعاء ماسك بأن أبل هددت بحجب تويتر من متجر التطبيقات الخاص بها، قد ينال صدى لدى شريحة المطورين الآخرين؛ إذ إن تاريخ عراب آيفون مملوء بالأمثلة على صدامه المستمر مع صانعي المحتوى، وتقديمه القليل من التفاصيل عند إخطارهم بأن تطبيقاتهم معرضة لخطر المعاناة من تأخير التحديثات أو الإزالة من المتجر، كما أن الشركة لا توضح الحلول الشفافة لتلافي ذلك.

كما أن ماسك يشعر بالاستياء أيضاً، شأنه شأن الكثير من مطوري التطبيقات، من رسوم منصة أبل، التي تتراوح بين 15% و30% من إجمالي المبيعات الرقمية. لكنه في المقابل يدافع عن اشتراك «تويتر بلو» أو توثيق الحساب، الذي تبلغ قيمته 8 دولارات شهرياً بالقول إنه قد يكون منتجاً رئيسياً للشركة، وضريبة عالمية على الإنترنت بحكم الواقع، حتى من قبل أن يتولى زمام الأمور في تويتر. وهذا الأسبوع، غرّد ماسك أنه يفضل الذهاب إلى الحرب بدلاً من دفع 30% لأبل، قبل أن يعود ويحذف ما كتبه.

تاريخ طويل من المنافسة

لا يخفى على أحد أن «تيسلا» و«أبل» جارتان في منطقة خليج سان فرانسيسكو، ما يعني أنهما تتنافسان على المواهب لأكثر من عقد من الزمان؛ حيث تحتاج كلتا الشركتين إلى مهندسين ميكانيكيين ومصممين صناعيين وخبراء في علوم المواد والبطاريات ومهندسي برمجيات ماهرين. والآن امتدت تلك المنافسة إلى ولاية تكساس، المقر الجديد للشركتين.

كما أن أبل استثمرت أيضاً بشكل كبير في تطوير تقنية المركبات الكهربائية ذاتية القيادة الخاصة بها. وطرحت منذ أعوام في السوق ما يسمى «Apple Car»، لتكون منافسة تيسلا المباشرة في قادم الزمان.وفي عام 2015، وعندما كانت تيسلا في مهدها، اعتاد ماسك «ساخراً» أن يطلق على شركة أبل اسم «مقبرة تيسلا»، تعليقاً على توظيف الأولى لعدد من مهندسي شركته لاستكمال مشروع سيارتها الكهربائية. وعند سؤاله في مقابلة عامة آنذاك، رد ماسك بالقول: «أفضل مهندسينا؟ لقد قاموا بتوظيف أناس قد طردناهم. نحن دائماً ما نمزح بيننا بوصف أبل ب«مقبرة تيسلا». فإذا لم تستطع النجاح هنا، اذهب للعمل في أبل. أنا لا أمزح».

وبالفعل، انتقل في عام 2018 العشرات من موظفي تيسلا السابقين إلى أبل، بما في ذلك بعض الذين تم تسريحهم. في ذلك الوقت، قال هؤلاء: «تيسلا هي الطريق الصعب، وبالطبع أبل يمكنها دفع أضعاف الأموال لنا».

في الصيف الماضي، واصل ماسك توجيه ضرباته الكلامية لأبل منتقداً كمية الكوبالت، وهو معدن مرتبط بانتهاكات حقوق الإنسان، التي تستخدمها الأخيرة لصنع البطاريات في أجهزتها. في حين دافع عن تيسلا التي حولت جزءاً كبيراً من مركباتها إلى نوع من البطاريات يسمى LFP، أو بطارية فوسفات حديد الليثيوم، بدلاً من الكوبالت. ومع ذلك، لم ينجح في القضاء على الحاجة إلى الكوبالت تماماً حتى الآن.

لاحقاً في مكالمة الأرباح، انتقد ماسك نموذج أعمال «الحديقة المسورة» لشركة أبل، وذلك عند الإجابة عن سؤال «متى تتمكن شواحن تيسلا من شحن سيارات أخرى؟» وقال ماسك: «أود التأكيد أن هدفنا هو دعم توليد الطاقة المستدامة. الأمر لا يتعلق بإنشاء حديقة مسورة واستخدام ذلك لضرب منافسينا، وهو ما تستخدمه بعض الشركات». في إشارة إلى متجر تطبيقات «آب ستور»، الذي تديره أبل بوصفه الطريقة الحصرية لتنزيل التطبيقات على أجهزتها.

رأب الصدع أم هدنة قصيرة؟

وفي تطور غريب، زار إيلون ماسك، أمس، المقر الرئيسي لشركة أبل، والتقى مع رئيسها التنفيذي تيم كوك، وشكره في تغريدة، قال فيها: «شكراً تيم كوك لأخذي في جولة حول المقر الجميل لشركة أبل». مضيفاً: «كانت محادثة جيدة، من بين أمور أخرى.. أنهينا خلالها سوء التفاهم حول احتمال إزالة تويتر من متجر التطبيقات. لقد كان تيم واضحاً بأن أبل لم تفكر أبداً في القيام بذلك».

ومع ذلك، من المحتمل ألاّ يكون الاجتماع الأخير والنادر على ضفاف البحيرة في مقر أبل كافياً لقبول ماسك رسوم أبل المبالغ بها داخل المتجر. ويؤيده في ذلك بعض الرؤساء التنفيذيين الآخرين غير الراضين عن نموذج عمل أبل بوصفه احتكاراً، أمثال كريستيان أوينز من «بادل» الناشئة للفوترة، وتيم سويني من «إيبيك غيمز». وعليه، قد يجد هؤلاء قريباً أن كوك وشركته ليسا الحليفين الأكثر موثوقية للتعامل طويل الأمد.

جولة لنزع فتيل أزمة

سارعت «أبل» لنزع فتيل الأزمة مع «تويتر» على خلفية الاتهامات التي ساقها إيلون ماسك للشركة المصنعة لهواتف «آيفون».

وفي تغريدة مع فيديو قصير من «أبل بارك» في كاليفورنيا، شكر الملياردير والرئيس التنفيذي لتويتر، تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» «على اصطحابه في جولة حول مقر شركة أبل الجميل».

وأردف: «كانت محادثة جيدة. من بين أمور أخرى، قمنا بحل مشكلة سوء التفاهم حول احتمال إزالة تويتر من أبل ستور. كان تيم واضحاً أن شركة أبل لم تفكر أبداً في القيام بذلك».

وكان إيلون ماسك اتهم شركة أبل بالتهديد بحجب موقع تويتر من متجر التطبيقات الخاص بها دون أن يوضح السبب في سلسلة تغريدات، الاثنين، وقال أيضاً إن الشركة المصنعة لجهاز آيفون أوقفت الإعلان على منصة التواصل الاجتماعي.

وقال الملياردير الأمريكي النشط على «تويتر» إن شركة أبل تضغط على منصة التواصل الاجتماعي بشأن مطالب تعديل المحتوى.

وكان ماسك، قال في تغريدة قبل أيام: «لقد توقفت شركة أبل في الغالب عن الإعلان على تويتر. هل يكرهون حرية التعبير في أمريكا؟».

وقام لاحقاً بوضع علامة على حساب تويتر لتيم كوك، في تغريدة أخرى، متسائلاً «ما الذي يحدث هنا يا تيم؟».

وأنفقت «أبل» ما يقدر بنحو 131،600 دولار على إعلانات تويتر بين 10 نوفمبر و16 نوفمبر، بانخفاض من 220،800 دولار بين 16 أكتوبر و22 أكتوبر، أي الأسبوع السابق لإغلاق ماسك صفقة شراء تويتر، وفقاً لشركة قياس الإعلانات باثماتكس.

ومن بين قائمة تغريدات ماسك كانت الرسوم التي تصل إلى 30% والتي تفرضها أبل على مطوري البرامج مقابل عمليات الشراء داخل التطبيق، حيث نشر ماسك مذكرة توحي بأنه مستعد «للدخول في حرب» مع «أبل» بدلاً من دفع العمولة.

وأثارت رسوم متجر «أبل ستور» انتقادات ودعاوى قضائية من شركات مثل «إيبك جيمز»، الشركة المصنعة ل «فورتنايت»، بينما جذبت تدقيق المنظمين على مستوى العالم.

«الأشجع والأكثر إبداعاً على الكوكب».. وادي السيليكون يحتفي بإيلون ماسك

احتفى قادة وادي السيليكون بإدارة إيلون ماسك لشركة تويتر، إذ ذهب المؤسس المشارك لنتفليكس ريد هاستينجز إلى حد وصف أغنى أغنياء العالم بأنه «الشخص الأشجع والأكثر إبداعاً على هذا الكوكب».

وقال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا بلافورمز، الأربعاء: إنه حريص على رؤية كيف ستنجح إدارة ماسك للمحتوى في تويتر، مشيراً إلى أنه من الجيد للمنصات أن تتخذ مناهج مختلفة.

وأضاف زوكربيرج، متحدثاً في مؤتمر، «يمكنك أن توافق أو لا توافق على ما يفعله إيلون أو كيف يفعل ذلك، لكنني أعتقد أنه سيكون من المثير للاهتمام للغاية أن نرى كيف يتم ذلك».

وأردف «أعتقد أنه لن يعمل كل شيء، لكنني أعتقد أن بعض الأشياء قد تنجح».

وقال هاستينجز: إن ماسك لديه أسلوب إدارة مختلف عن أسلوبه، لكنه أضاف «أنا مقتنع بنسبة مئة في المئة بأنه يحاول مساعدة العالم بكل مساعيه ومحاولاته».

وأضاف: إن ماسك يؤمن بحرية التعبير ودوره في الديمقراطية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckhpddp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"