عيد الاتحاد

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

يحقّ للإمارات، ولنا نحن أشقاؤها في الخليج وفي العالم العربي كاملاً، الفخر بأن يكون عيدها الوطني هو نفسه عيد اتحادها، فمن إمارات سبع بدت يومها متباعدة جغرافياً، ومعزولة عن بعضها بعضاً، أسست دولة حديثة مزدهرة، حققت خلال عقود خمسة، ما حققته دول أخرى في قرون، على صعيد النهضة العمرانية والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية لمواطنيها والمقيمين على أرضها، وهي التي غدت جاذبة لأقوام من جنسيات مختلفة، قصدوها للعمل والعيش لأنهم وجدوا فيها البيئة المناسبة التي يسودها النظام وجودة الخدمات.
في 2 من ديسمبر عام 1971 وقعت اتفاقية الوحدة بين الإمارات السبع، التي أصبحت نسيجاً قوياً، تضمن تماسكه وديمومته الهويةُ الوطنية الجامعة، التي نشأت عليها أجيال ما بعد قيام الدولة. ومع أنه من الصحيح أن الإمارات، وهي تؤسس لدولتها الحديثة، لم تنطلق من الصفر، فتاريخ هذه البقعة من الجغرافيا العربية عرف إرهاصات للنهضة وطموحات جادة نحو المستقبل، جسدّها خير تجسيد، أفراد النخبة المتعلمة في مختلف إمارات الدولة، التي سعت بدأب  وفي ظروف صعبة  إلى كسر العزلة الطويلة التي فرضت على المنطقة قسراً من القوى الأجنبية التي هيمنت عليها حتى عن محيطها العربي، وأن تبقيها إمارات صغيرة متباعدة، وشكّل ذلك مدماكاً قوياً عليه استندت الدولة في نشأتها وفي تطورها وفي رؤيتها المستقبلية.
وكما في كل عيد وطني للدولة، لا بد من أن يحضر زعيمها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي كان خير قائد بما تحلى به من حكمة وبُعد نظر، وبما امتلكه من رؤية سديدة لمستقبل وطنه الموحّد، منذ لحظة التأسيس حتى وفاته رحمه الله، تاركاً إرثاً تعتز به الأجيال ومنه تستمد الإلهام والعزيمة، وهو الذي نجح  بالتعاون مع إخوانه حكّام الإمارات يومها  في إقامة التجربة الوحدوية العربية الأولى الناجحة بالتوافق وبالخيار الحر للشركاء في صنع هذه الوحدة، وتوظيف ما منّ الله به على الدولة من ثروة في خدمة أهداف التنمية، وتشييد بنية تحتية يُضرب بها المثل في التطور ومواكبة كل جديد في أساليب الأداء، وتقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة، خاصة في مجالات التعليم والصحة والثقافة والبيئة.
في كل عيد للإمارات نتمنّى لها المزيد من النجاحات وبلوغ ما تصبو إليه من نهضة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3e37emyy

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"