ملف
البرازيل والبرتغال تتطلعان لتجنب المواجهة النارية

ليلة حاسمة في المجموعتين السابعة والثامنة

00:55 صباحا
قراءة 5 دقائق
البرازيل تستعد للمرحلة الأهم

سيكون استاد 974 في الدوحة اليوم الجمعة، على موعد مع معركة طاحنة بين الدفاع والهجوم، وذلك حين تلتقي سويسرا مع صربيا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السابعة لمونديال قطر، فيما تخوض البرازيل «بروفة» تحضيرية للأدوار الإقصائية بمواجهة الكاميرون المتمسكة ببصيص أمل ضئيل.

بين فريق سويسري متماسك دفاعياً أقصى فرنسا بطلة العالم من ثمن نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي، ثم تسبّب بغياب إيطاليا عن النهائيات العالمية للمرة الثانية توالياً، وآخر صربي يضمّ في صفوفه لاعبين مثل دوشان تاديتش وألكسندر ميتروفيتش ودوشان فلاهوفيتش، ستكون مواجهة الجمعة نارية بكل ما للكلمة من معنى.

وما يزيد من الميول السويسري إلى الدفاع الذي سمح لهم بالفوز على الكاميرون 1-صفر ثم بإجبار البرازيل على الانتظار حتى الدقيقة 83 لتسجيل هدف التأهل إلى ثمن النهائي، أن رجال المدرب مراد ياكين بحاجة إلى التعادل لضمان تجاوز دور المجموعات للمرة الثالثة توالياً، فيما لا بديل لصربيا عن الفوز بعد خيبة التعادل في الجولة الثانية مع الكاميرون 3-3.

هل يتكرر سيناريو 2018؟

كل هذه الحسابات مرتبطة بفوز أو تعادل البرازيل مع الكاميرون التي تملك نقطة واحدة وبحاجة إلى فوز مستبعد جداً على «سيليساو» الذي خرج منتصراً من مواجهتيه السابقتين في النهائيات مع المنتخب الإفريقي (3-صفر عام 1994 و4-1 عام 2014).

هذه المواجهة ستكون إعادة لما حصل عام 2018 حين تواجدت سويسرا وصربيا والبرازيل أيضاً في مجموعة واحدة.

حينها وبعد التعادل افتتاحاً مع البرازيل 1-1، تسبّبت سويسرا بخروج صربيا من دور المجموعات بالفوز عليها في الجولة الثانية 2-1 بهدفي غرانيت تشاكا وجيردان شاكيري اللذين استفزا الصرب بعدما احتفلا بتوجههما نحو المشجعين واضعين أيديهما على صدريهما بشكل معاكس في رسم لشارة «النسر المزدوج» الأسود اللون، رمز ألبانيا.

وولد شاكيري عام 1991 في كوسوفو، الإقليم الصربي السابق ذي الأغلبية الألبانية، وغادر مع أسرته عندما كان عمره سنة، بينما وُلد تشاكا في سويسرا عام 1992 لعائلة من كوسوفو، هذا الإقليم ذو الغالبية المسلمة الواقع شمال ألبانيا الذي شرع في حملة انفصال عن صربيا عام 1998.

وعلى رغم أن كوسوفو باتت دولة مستقلة اعترفت بها أكثر من مئة دولة (لا تشمل صربيا وخمس دول من الاتحاد الأوروبي، وروسيا والصين)، إلا أنها لا تزال متعلقة عاطفياً ب «الأمة الألبانية».

لكن المدرب ياكين شدد بعد الخسارة أمام البرازيل على «أننا سنركز وحسب على كرة القدم، لكلا الفريقين. ستكون مباراة مثيرة للاهتمام. لا أكترث بأي شيء آخر».

وغاب شاكيري عن الخسارة أمام البرازيل بسبب إصابة طفيفة، وطمأن ياكين أن جناح شيكاغو فاير الأمريكي سيعود في الوقت المناسب لخوض لقاء صربيا.

توتر إضافي

وما يزيد من حجم التوتر «السياسي» في مباراة الجمعة أن الصرب رفعوا علماً في غرفة تبديل الملابس دمجوا فيه خريطة كوسوفو، ما دفع فيفا إلى فتح إجراءات تأديبية بحق الاتحاد الصربي.

وتُظهر الصورة التي تم التقاطها في غرفة تبديل الملابس الخاصة بالمنتخب الصربي قبل مواجهة البرازيل، خريطة لكوسوفو مطبوعة على قطعة من القماش الأبيض معلقة على أوتاد، ومختومة بعلم صربيا كتب عليها «لن يكون هناك استسلام».

مهمة شاقة

في لوسيل، لن تكون هناك مناوشات استفزازية بل سيكون التركيز منصباً على كرة القدم بأهداف مختلفة لكل من البرازيل والكاميرون، إذ تسعى الأولى إلى التحضر من أجل ثمن النهائي وضمان الصدارة من دون الالتفات إلى نتيجة المباراة الثانية.

ويحتاج فريق تيتي الذي يغيب عنه نجمه نيمار بسبب إصابة في الكاحل تعرض لها افتتاحاً أمام صربيا، إلى التعادل كي يضمن الصدارة ويتجنب مواجهة البرتغال المرشحة بقوة لتصدر المجموعة الثامنة (تتصدر بفارق ثلاث نقاط عن غانا الثانية مع فارق ثلاثة أهداف لصالحها).

وبالنسبة للكاميرون، لا بديل عن الفوز إذا ما أرادت الدخول في حسابات التأهل إلى ثمن النهائي.

رد الصاع

يسعى المنتخب الغاني إلى رد الصاع صاعين للأوروغواي، عندما يلاقيها الجمعة في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال قطر.

حرمت الأوروغواي غانا من إنجاز تاريخي في نسخة جنوب إفريقيا عام 2010 عندما أطاحت بها من الدور ربع النهائي للمونديال الإفريقي بركلات الترجيح في مباراة «شهيرة» لا تزال خالدة في الأذهان بلمسة اليدّ المتعمدة للمهاجم المشاكس لويس سواريس في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي لإبعاد كرة كانت في طريقها إلى معانقة الشباك.

وقتها أنبرى أسامواه جيان للركلة لكنه أهدرها، فاحتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للمنتخب الأمريكي الجنوبي 4-2 وأوقفت الحلم الغاني بأن يصبح أو منتخب إفريقي يصل دور الأربعة.

ويدخل المنتخب الغاني مواجهة الجمعة بأفضلية احتلال المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط مقابل نقطة واحدة للأوروغواي صاحبة المركز الأخير.

ويحتاج بطل القارة السمراء أربع مرات إلى الفوز للحاق بالبرتغال المتصدرة بانتصارين متتاليين، لكن التعادل قد يكون كافياً أيضاً في حال تعثر كوريا الجنوبية أمام البرتغال.

أما الأوروغواي، بطلة العالم عامي 1930 و1950، فستكون مطالبة بالفوز من أجل التأهل لأن التعادل والخسارة سيلقيان بها خارج مونديال قطر.

وشدد قائد غانا مهاجم السد القطري أندري أيو اللاعب الوحيد الذي كان ضمن التشكيلة التي خسرت أمام الأوروغواي عام 2010، على أنه «لا يهم الحديث عن ذلك، يجب أن نحصل على النقاط كي نتأهل».

مباراة حاسمة

من جهته، أكد مدرب الأوروغواي دييغو ألونسو عقب الخسارة أمام البرتغال (صفر-2): «سنسعى إلى الفوز ضد غانا، ولا شك في ذلك. سنقوم ببعض التعديلات في تنظيم اللاعبين والبحث عن الأفضل لنا».

وعن غياب الفاعلية الهجومية للاعب الوسط فيديريكو فالفيردي خلافاً لأدائه مع ناديه ريال مدريد، قال «سدّد كرة قوية لامست القائم، لم يحالفه الحظ، كان بإمكانه التسجيل. إنه لاعب مهم بالنسبة لنا، عندما يلعب الفريق بشكل أفضل، سيتألق كثيراً».

وتخوض كوريا الجنوبية ونجمها هيونغ-مين سون اختباراً صعباً أمام البرتغال الضامنة للبطاقة الأولى في المجموعة بفوزين متتاليين.

ولا تملك رابعة نسخة 2002 على أرضها مع اليابان، مصيرها بين يديها ويتعين عليها الفوز وانتظار نتيجة مناسبة لها بين غانا والأوروغواي لانتزاع المركز الثاني من ممثل القارة السمراء.

لكن المهمة لن تكون سهلة أمام البرتغال الساعية إلى ضمان الصدارة لتفادي مواجهة البرازيل في ثمن النهائي.

وتحتاج البرتغال إلى نقطة واحدة لحسم الصدارة، فيما تنتزعها غانا في حال فوزها على الأوروغواي بهدفين وخسارة البرتغال.

كما يتطلع نجم البرتغال كريستيانو رونالدو إلى التسجيل من أجل أن يصبح الهداف التاريخي لبلاده في المونديال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3jsy8frp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"