عادي

عذب الكلام

22:47 مساء
قراءة 3 دقائق
5

إعداد: فوّاز الشعّار

لُغتنا العربيةُ، يُسر لا عُسرَ فيها، تتميّز بجمالياتٍ لا حدودَ لها ومفرداتٍ عَذْبةٍ تُخاطب العقلَ والوجدانَ، لتُمتعَ القارئ والمستمعَ، تُحرّك الخيالَ لتحلّقَ بهِ في سَماءِ الفكر المفتوحة على فضاءات مُرصّعةٍ بِدُرَرِ الفِكر والمعرفة. وإيماناً من «الخليج» بدور اللغة العربية الرئيس، في بناء ذائقةٍ ثقافيةٍ رفيعةٍ، نَنْشرُ زاوية أسبوعية تضيءُ على بعضِ أسرارِ لغةِ الضّادِ السّاحِرةِ.

من بدائع الاستعارة، قول السَّريّ الرّفاء يَصِف شِعْرَهُ

إذا ما صافحَ الأسماعَ يوماً

تبسَّمَتِ الضَّمائرُ والقلوبُ

(استعار له صفات الإنسان).

وقول ابن الرُّوميِّ:

بلدٌ صحِبْتُ به الشبيبةَ والصِّبا

ولَبِسْتُ ثوبَ العيشِ وهو جديدُ

(استعار للعيش شكل الثوب).

وقول البُحتريّ في وصف روضةٍ:

يُضَاحِكُها الضّحَى طَوْراً، وَطَوْراً

عَلَيْها الغَيْثُ يَنسَجِمُ انسِجَاما

(استعار للضحى صفة الإنسان).

دُرر النّظم والنّثر

من نثر أحمد شوقي:

مَنْ حدَّثَ النَّاسَ عن نَفسِه بِمَا يَرْضَى، تَحَدَّثٌوا عَنه بِمَا يَكْرَه. العُمرُ سَاعَتَان: سَاعَةُ المَوتِ، والسَّاعةُ التي أنتَ فِيها. الدُّنيَا حَسْنَاء، تُحَبُّ مُقبِلة وتُحَبُّ مُدبِرَة. هِمَّة تَنْهَضُ بأُمَّة، وعَزْمَة تُفَرِّجُ أَزْمَة، وصَولَة تَبنِي دَولَة، والعَزَائِمُ تَلِدُ العِظَام، وبالإقْدَام تَضَع المَمَالكُ حُدُودَها أنَّى تَشَاء. كن منْ تُسْتَقْبَحُ عَلَيه النِّقْمَة، ولا تَكن من تُسْتَقْبَحُ عَلَيه النِّعْمَة. النَّصِيحَةُ دَيْن، لا يُؤَدَّى مَرَتَيْن. الخَوَاصُّ حَفَظَةُ الدُّنيَا، والعَوَامُّ حَفَظَةُ الدِّين. لا تَجْمَع النَّفْسُ بين الكُبْر والكِبْر. النَّفسُ الصَّغِيرة مُولَعَةٌ بالصَّغائِر. ما أَضَاءَ زَيْتُ الحِكْمَةِ في أَوْهَج من سُرُج الشِّعْر. ليْسَ فوق الصِّحة نِعْمَة، ولَيسَ فوق المَرَضِ نِقْمَة.العَاقِلُ حيثُ يَجْعَلُ نفسَه، والجَاهِلُ حيثُ تجْعَله نفسُه.

من أسرار العربية

في تَفْصِيلِ أسْمَاءِ المَطَرِ وأوْصَافِهِ:

أحيَا الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا: الحَياءُ. عَقِيبَ المَحْلِ أو عِنْدَ الحاجَةِ إليهِ: الغَيْثُ. دامَ مع سُكونٍ: الدِّيمَةُ؛ والضَّرْب: فَوْقَ ذَلِكَ قَليلاً، والهَطْلُ: فَوْقَهُ، فإذا زادَ: الهَتَلانُ والتَهْتَانُ. فإذا كَانَ القَطْرُ صِغاراً كأنَّهُ شَذْرٌ: القِطْقِطُ. المَطْرَة الضَعِيفَة: الرِّهْمَةُ. المَطَرُ المُسْتَمِرّ: الوَدْقُ. الضَخْمُ القَطْرِ الشَدِيدَ الوَقْعِ: الوَابِلُ. يرْوِي كُلَّ شيءٍ: الجَوْدُ. إذا دامَ أيَّاماً لا يُقْلِعُ: العَيْنُ. الكَثِير القَطْرِ: الغَدَقُ.

في تَقْسِيمِ خُرُوجِ المَاءِ وسَيَلاَنِهِ مِنْ أمَاكِنِهِ:

مِنَ السَّحَابِ: سَحَّ. مِنَ اليَنْبُوعِ: نَبَعَ. مِنَ الحَجَرِ: انْبَجَسَ. مِنَ النَّهْرِ: فَاضَ مِنَ السَّقْفِ: وَكَفَ. مِنَ القِرْبَةِ: سَرَبَ. مَنَ الإنَاءَ: رَشَحَ. مَنَ العَيْنِ: انْسَكَبَ.

هفوة وتصويب

كثر ينطقون كلمة «الحَلْقة» خطأ، فيقولون «الحَلَقة» بفتح اللّام. وحلْقة على وزن «فَعْلَة»، جمعها «فَعَلات» بفتح الحرف الثاني؛ وأصل الكلمة في المعاجم: الْحَلْقَةُ: كلُّ شَيْءٍ اسْتَدَارَ كحَلْقَةِ الْحَدِيدِ وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي النَّاسِ. ومثلها «ضَرْبَة» بسكون الراء، جمعها «ضَرَبات» و«لطْمة: لطَمات، وفتْرة: فَتَرات».

وبعضُهم يجمعون «عَرْقَلة» على «عَراقيل»، وهي خطأ، والصواب «عَراقِل» من دون ياء. فكلمة «عرقلة» ليس فيها حرف مدّ، ومن ثمّ لا تجمع على «عراقيل»، وهي على وزن «فعللة»، مثل «دَحْرَجَة، ووَسْوَسَة»، وجمعهما «دحارج ووساوس».

ولا تزاد الياء إلّا في جمع المفرد الذي فيه حرف المدّ: الألف، كمسمار، وجمعه «مسامير»، أو الواو، كعصفور، وجمعه «عصافير»، أو الياء كقنديل، وجمعه «قناديل».

من حكم العرب

دَبَبْتُ لِلْمَجْدِ والسَّاعون قَدْ بلغوا

جَهْدَ النفوس وألقَوا دونه الأُزُرا

لا تَحسَبِ المَجْدَ تَمْراً أنتَ آكلُه

لَنْ تَبْلُغَ المَجْدَ حتّى تلعَق الصَّبِرا

البيتان لحوط الأسدي، يؤكد وجوب دخول امتحانات الحياة والابتلاءات، وخوض التجارب، فالأمور لا تؤخذ بيسر وهينة، فالتجارب والابتلاءات، هي التي تعلّم وتمنح الخبرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mw8579ve

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"