عادي
الحبوب ومنتجات الألبان واللحوم تسجل المزيد من التراجع

ارتفاع الزيوت والسكر وراء استقرار مؤشر أسعار الغذاء في نوفمبر

16:35 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: «الخليج»

أظهرت نتائج مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تبايناً في ارتفاع وتراجع أسعار السلع الرئيسية خلال نوفمبر/تشرين الثاني، ما أدى إلى استقرار مؤشر أسعار الأغذية للشهر الثاني على التوالي.

وبلغ متوسط مؤشر أسعار الأغذية 135.7 نقطة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، فبقي من دون أي تغيير يُذكر منذ أكتوبر/تشرين الأول، حيث سُجّل تراجع شهري في مؤشرات أسعار الحبوب ومنتجات الألبان واللحوم عدّل تقريبًا كفّة الزيادات في أسعار الزيوت النباتية والسكر. وعند هذا المستوى، بالكاد يزيد المؤشر (0.3%) عن قيمته التي سجّلت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021.

أسعار الحبوب

بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 150.4 نقطة في نوفمبر/تشرين الثاني، أي بانخفاض قدره 1.9 نقطة (أي 1.3 %) عن مستواه في أكتوبر/تشرين الأول، وإن كان لا يزال أعلى بمقدار 9.0 نقاط (أي 6.3 %) من مستواه المسجل قبل عام واحد.

وشهدت الأسعار العالمية للقمح تراجعًا بنسبة 2.8 % خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، مدفوعة بشكل رئيسي بعودة الاتحاد الروسي إلى مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب وتمديد الاتفاق، وتراجع الطلب على استيراد الإمدادات من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب أسعارها غير التنافسية، وازدياد المنافسة في الأسواق العالمية مع تزايد عدد الشحنات من الاتحاد الروسي.

وسجّلت الأسعار الدولية للحبوب الخشنة تراجعا طفيفا في نوفمبر/تشرين الثاني حيث انخفضت بنسبة 1.0% عما كانت عليه في أكتوبر/تشرين الأول. وتراجعت أسعار الذرة بنسبة 1.7% شهريًا متأثرة هي أيضًا بالتطورات الحاصلة على صعيد مبادرة البحر الأسودة لنقل الحبوب، فيما أدى تحسن النقل على امتداد نهر المسيسيبي في الولايات المتحدة الأمريكية هو أيضًا إلى خفض الأسعار. وتراجعت الأسعار الدولية للذرة الرفيعة بنسبة 1.2% في نوفمبر/تشرين الثاني بالتزامن مع أسعار الذرة، فيما ارتفعت أسعار الشعير بنسبة 2.5%.

وارتفعت الأسعار الدولية للأرز بقدر إضافي بلغت نسبته 2.3% في نوفمبر/تشرين الثاني، متأثرةً بارتفاع قيمة العملة مقابل الدولار بالنسبة إلى بعض الموردين الآسيويين وبالاهتمام الإيجابي بالشراء.

الزيوت النباتية

بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 154.7 نقطة في نوفمبر/تشرين الثاني، بارتفاع قدره 3.4 نقطة (2.3%) بعد تراجعه لسبعة أشهر متتالية. وكانت الزيادة مدفوعةً بارتفاع الأسعار الدولية لزيت النخيل وزيت فول الصويا التي كانت أكثر من كافية للتعويض عن انخفاض أسعار زيت بذور اللفت وزيت دوار الشمس. وعاودت الأسعار الدولية لزيت النخيل ارتفاعها في نوفمبر/ تشرين الثاني مدعومةً بتجدد الطلب العالمي على الاستيراد بفضل الأسعار التنافسية مقارنة بأسعار الزيوت الأخرى الصالحة للأكل، وكذلك بالتخوف من احتمال تدني الإنتاج جرّاء هطول الأمطار الغزيرة في أجزاء من مناطق الزراعة الرئيسية في جنوب شرق آسيا.

ومن ناحية أخرى ارتفعت أسعار فول الصويا عالميا بشكل طفيف، مدعومة بشكل أساسي باستمرار الطلب القوي من قطاع الديزل الأحيائي، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى النقيض من ذلك، انخفضت في نوفمبر/ تشرين الثاني الأسعار الدولية لزيت بذور اللفت بسبب الوفرة المتوقعة في الإمدادات العالمية ولزيت دوار الشمس جراء تمديد مبادرة الحبوب في البحر الأسود.

منتجات الألبان

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان 137.5 نقطة في نوفمبر/تشرين الثاني، بانخفاض قدره 1.7 نقطة (1.2%) عن مستواه في أكتوبر/تشرين الأول، بتراجع للشهر الخامس على التوالي، وإن كان لا يزال أعلى بمقدار 11.6 نقطة (9.2%) من مستواه المسجل قبل عام واحد.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، سجّلت الأسعار الدولية للحليب المجفف الخالي من الدسم الانخفاض الأكبر فعكست تراجع الطلب على الواردات، إذ يتمتع المشترون بتغطية جيدة لاحتياجاتهم في الأجل القريب، بالاقتران مع زيادة توافر الإمدادات المخصصة للتصدير في أوروبا.

وهبطت أسعار الحليب المجفف كامل الدسم إلى حد كبير، ويرجع هذا في الأساس إلى تراجع الاهتمام بالشراء من جانب الصين، فيما أن زيادة الشراء من قبل بلدان جنوب شرق آسيا لم تعوّض عن ذلك إلا بصورة جزئية.

ومن ناحية أخرى، انخفضت الأسعار العالمية للزبدة بسبب ضعف الطلب على الواردات متأثرة بارتفاع أسعار البيع بالتجزئة وانعدام اليقين في الأسواق بشأن مشتريات المستهلكين في الأشهر المقبلة.

وعلى النقيض من هذا، ارتفعت الأسعار الدولية للأجبان، بدعم من الطلب المستقر على الواردات وانخفاض مستويات المتاح للتصدير من البلدان المنتجة الرائدة في أوروبا الغربية.

أسعار اللحوم

بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 117.1 نقطة في نوفمبر/تشرين الثاني، بانخفاض قدره 1.1 نقطة (أي 0.9 %) عن مستواه في أكتوبر/تشرين الأول، مسجلًا كذلك تراجعا للشهر الخامس على التوالي، لكنه لا يزال أعلى بمقدار 4.6 نقطة (أي 4.1 %) من مستواه قبل عام واحد.

وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني، هبطت الأسعار الدولية للحوم الأبقار للشهر الخامس على التوالي، حيث أتت زيادة المتاح للتصدير من أستراليا لتضاف إلى الإمدادات المرتفعة أصلًا من البرازيل، بغض النظر عن استمرار الطلب القوي من جانب الصين على الاستيراد.

وعلى النقيض من ذلك، عاودت الأسعار العالمية لجميع أنواع اللحوم الأخرى ارتفاعها، حيث كانت أسعار لحوم الأغنام هي الأعلى مدفوعةً بالطلب القوي على الواردات.

وانتعشت الأسعار الدولية للحوم الدواجن نتيجة انحسار المتاح منها للتصدير عالميًا، وسط تراجع الإنتاج لدى العديد من الدول المنتجة الكبيرة بسبب التفشي الكثيف لإنفلونزا الطيور.

أسعار السكر

بلغ متوسط مؤشر أسعار السكر 114.3 نقطة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، أي بتراجع قدره 5.7 نقطة (5.2%) عما كان عليه في شهر أكتوبر/تشرين الأول، مسجلاً بذلك أول ارتفاع له بعد تراجع لعدة أشهر متتالية. وكان انتعاش الأسعار في نوفمبر/ تشرين الثاني مرتبطًا في معظمه بحركة شراء قوية في ظل وجود إمدادات عالمية محدودة من السكر بسبب تأخر الحصاد في البلدان المنتجة الرئيسية وإعلان الهند عن خفض حصة تصدير السكر. كما أدى ارتفاع أسعار الإيثانول في البرازيل، الذي أثار مخاوف من زيادة استخدام قصب السكر في إنتاج الإيثانول، إلى فرض المزيد من الضغوط التي دفعت بأسعار السكر إلى الارتفاع عالميا.

ورغم ارتفاع الأسعار الدولية للسكر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، بقيت تلك الأسعار أدنى بمقدار 5.9 نقطة (4.9%) من مستوياتها المسجلة في الشهر نفسه من العام الماضي، بسبب توقعات بوفرة الإمدادات العالمية خلال الموسم 2023/2022.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2m9s8txn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"