د. منى تهلك*
نحتفل بالذكرى 51 لعيد الاتحاد في الإمارات، وهذه الذكرى فرصة لمراجعة تلك القيم النبيلة التي قام عليها اتحاد بلادنا، وتلك المبادئ الراسخة التي انتهجها الآباء المؤسسون، رحمهم الله، لتعزز مسيرتنا وتزيد من الإصرار لتحقيق المزيد والمزيد من الإنجازات، أيضاً هي فرصة لمراجعة ما تم، وما نتطلع لتحقيقه، والحقيقة نحن نتحدث عن خمسة عقود فقط، وهي فترة زمنية قليلة، إذا قيست على مستوى الأمم والشعوب والدول، ومع هذا فإن الذي تحقق على أرض الواقع مدهش ويثير الإعجاب، بكل ما تعني الكلمة، فالتطور والتقدم، شامل ويغطي مختلف المرافق والمجالات، فقد برع الإنسان الإماراتي في نهجه ومسيرته، ونجح في تطلعاته ورؤيته، وهي الرؤية التي خططت لها ودعمتها حكومتنا، وشيوخنا، رعاهم الله، وثمار هذا الدعم والتخطيط، نراها ماثلة في كل مجال المجالات، التنمية، الاقتصاد، رعاية الإنسان.. إلخ.
وإن توقفنا عند رعاية الإنسان، فإننا نجدها متنوعة ومتعددة، وليست في مجال واحد، وحسب، حيث الرعاية الصحية، الرعاية الاجتماعية، وإقامة مؤسسات وهيئات وظيفتها الرئيسية خدمة المواطن وتقديم التسهيلات والدعم المادي والتوعوي، مثل المساكن، والزواج.. إلخ. وإذا توقفت تحديداً عند الرعاية الصحية، وما وجده هذا القطاع من اهتمام ورعاية ودعم غير محدود، يوضح أن إنسان هذه البلاد، كان، وما زال، هو محور التنمية ومنطلقها، وكان ومازال، محور كل تخطيط وكل رؤية نحو المستقبل، لأن الرفاه والسعادة وتمتعه بالصحة والرخاء، هدف رئيسي لقادتنا وشيوخنا، أيّدهم الله، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «عملية بناء الإنسان تعني في المحصلة النهائية بناء الوطن، وغرس أعظم شراعة على شاطئ الحياة الحرة الراقدة الآمنة المستقرة».
ومن هنا جاء الاهتمام بالرعاية الصحية، لتكون واحدة من أقوى منظومات الصحة على مستوى العالم، وشاهدنا الكوادر والإمكانات البشرية واللوجستية، في جائحة كوفيد، وكيف تعاملت وتعاطت مع ذلك الواقع الحالك الذي ساد على مستوى العالم، وكيف تعثرت كثير من الدول على مستوى العالم وفشلت أنظمتها في مواجهة تلك الجائحة، بينما الإمارات، تجاوزتها، بقوة وبأقل عدد من الخسائر. في مثل هذه الذكرى، نعدد مآثر الآباء المؤسسين، وندعو الله لهم بالرحمة، ونعظّم ما تحقق وما تم إنجازه، ونقوّي من وحدتنا واتحادنا، ونتوجه للمستقبل.
* استشاري أمراض نساء وولادة مدير تنفيذي مستشفى لطيفة
