القاهرة: «الخليج»
تصنف المضادات الحيوية، وفق المعايير الصحية العالمية، بأنها أدوية مخصصة لعلاج العدوى الناتجة عن الفطريات أو البكتيريا، إلا أن هذه المضادات، التي تعد سلاحاً بشرياً مهماً في مواجهة الأمراض، أصبحت مهددة بفعل الاستخدام الخاطئ والمفرط من جانب الإنسان.
اذ يؤدي هذا الاستخدام إلى اكتساب البكتيريا صفات جديدة، تمنحها القدرة على الحد من فعالية المضادات، فالميكروبات تطور من نفسها، وبالتالي لا يستطيع المضاد القضاء عليها، ما تسبب بالفعل في ظهور العديد من المشكلات الصحية.
وترجع أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وفقاً لوزارة الصحة المصرية إلى الإفراط في استعمال المضادات، حيث توجد حالة عالمية من شيوع سوء الاستخدام، تصل إلى درجة العشوائية.
وتوضح الوزارة أن سوء الاستخدام يأخذ عدة صور، مثل سوء اختيار المضاد الحيوي من جانب بعض مقدمي الخدمات الصحية، أو زيادة مدة الاستخدام، أو عدم الانتظام في الجرعات، التي يحددها الطبيب، واتباع سلوكيات خاطئة، مثل عدم التزام بعض المرضى بالمدة المحددة للعلاج، فمثلاً قد يتوقف البعض عن تناول المضاد الحيوي بمجرد الشعور بالتحسن دون استكمال العلاج، على الرغم من أن هناك أنواعاً من المضادات، التي تتطلب الاستمرار في استخدامها، وفق المدة المحددة، ويضاف إلى ذلك شيوع استخدام المضادات في المجال البيطري، لعلاج الحيوانات الأليفة.
وتقدم هيئة الدواء المصرية تفاصيل متعددة، من واقع الميدان الصحي، تندرج تحت الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، مثل استخدام جرعة أقل أو أكثر مما يجب، أو استخدام المضاد الحيوي دون استشارة الطبيب، أو استخدام المضاد الذي وصف لشخص آخر، أصيبت بنفس الأعراض سابقاً، وكذلك تخزين المضاد الحيوي، واستعماله مرة أخرى، أو استخدام المضادات الحيوية في علاج الفيروسات، على الرغم من أنها لا تصلح لذلك.
وتشكل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، مصدر قلق متزايد للمؤسسات الصحة في جميع أنحاء العالم، مع ظهور أنواع من البكتيريا المقاومة، ما يجعل العلاج أكثر صعوبة، بما يترتب عليه عدم فعالية المضادات الحيوية، وإطالة فترات المرض والعلاج، وظهور أمراض أكثر تعقيدا، واستخدام عقاقير أقوى وأكثر تكلفة، وزيادة مخاطر الوفيات الناجمة عن الالتهابات البكتيرية.
ووفقاً للوزارة، فإن الاستخدام المفرط لمضادات الميكروبات كان سبباً رئيسياً في وفاة أكثر من 1.2 مليون مريض على مستوى العالم.
