عادي

ميسي يعود شاباً في سن الـ 35

14:35 مساء
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

على الرغم من الضغوط الهائلة التي أحاطت بأسطورة الكرة العالمية، ومنتخب الأرجنتين الأول لكرة القدم ليونيل ميسي، بعد الخسارة المدوية التي تعرض لها منتخب بلاده أمام الأخضر السعودي، فإنه أعاد الأمل ل«التانغو»، ومنح الثقة لعشاقه، وأكد أنه ما زال ذلك الفتى الذي لا يشق له غبار مهما حصل من مفاجآت، ومهما زادت الضغوط وكبر حجم المسؤوليات؛ حيث نجح في قيادة الأرجنتين المهددة بمغادرة منافسات المونديال إلى دور ال 16، بعد أن تصدرت مجموعتها.

وفي أول مواجهات الدور الثاني، نجح ميسي صاحب 35 عاماً بنقل منتخب الأرجنتين إلى دور الثمانية، بعد أن سجل الهدف الأول في مرمى المنتخب الأسترالي الذي تمكن في الثلث الأخير من المباراة من مجاراة ميسي ورفاقه، وكاد أن يعيد التوازن إلى المباراة، لولا براعة حارس مرمى الأرجنتين ومدافعيه في تخليص مرماهم من هدفين شبه مؤكدين.

حقق ميسي الذي احتير أفضل لاعب في المباراة، وركض كأنه شاب صغير، وهو يخوض مباراته الاحترافية رقم 1000، الخطوة الأولى نحو التنافس على تحقيقه حلمه الأهم والأكبر في الظفر بلقب المونديال الحالي، وقد حقق كل شيء في كرة القدم، إلا لقب المونديال؛ حيث يتمنى ويسعى بكل طاقاته إلى تحقيق هذا الهدف الكبير، وميسي واستناداً لما قدّمه من فنون كروية يصعب على الزمن أن يجود علينا بمثله في القريب العاجل، يستحق أن يختم مسيرته الكروية بتحقيق هذا الحلم العالمي وتحويله إلى واقع يسعد كل محبيه ومناصريه وحتى منافسيه في آن واحد، لأن ميسي ظاهرة وأسطورة وفلتة كروية قد لا يكررها الزمن.

مهمة ميسي المقبلة في دور الثمانية أمام منتخب هولندا ستكون صعبة جداً، لأن المنتخب الهولندي ومنذ انطلاقة مباريات المونديال أخذ مستواه يتصاعد من مباراة إلى أخرى، فضلاً عن ذلك فهو يلعب بطريقة متوازنة ولا يستعجل تحقيق الفوز، وفي ذات الوقت لا يسمح بحصول اختراق كبير أو متكرر في خطوطه الخلفية، كذلك يمتاز بقدرته الفائقة على تسيير المباراة وفق ما يريد، وهذا ما تبيّن عليه في مباراته أمام المنتخب الأمريكي؛ إذ بعد أن تمكن المنتخب الأمريكي من تقليص الفارق إلى هدف واحد، سرعان ما انتفض المنتخب الهولندي وشنّ هجمات متلاحقة حتى تمكن من توسيع الفارق إلى هدفين، ليتأهل بجدارة إلى دور الثمانية. لكن ميسي يستطيع وبما يمتلكه من تأثير رائع في نفوس زملائه، وما يسببه من ضغط كبير جداً على منافسه أن يسيّر المباراة المقبلة أمام المنتخب الهولندي إلى الهدف الذي يبغيه، وهو بلوغ دور الأربعة، وإذا نجح في تحقيق ذلك، فعندها لقب المونديال سيكون قريباً جداً على ميسي من أي وقت مضى، وهنا يجب الانتباه إلى نقطة مهمة وهي أن المنتخبات الأخرى التي سيواجهها المنتخب الأرجنتيني في حال نجاحه في البقاء بالمونديال ستكون قوية وصعبة، لكن ربما تكون طموحات ميسي أكبر من قوتها وصعوبتها، لأن اللاعبين الكبار من طراز ميسي يستطيعون تسهيل الصعب من أجل بلوغ غاياتهم وتحقيق أهدافهم.

ميسي الذي سيخوض مباراته رقم 1001 أمام المنتخب الهولندي، يسعى إلى أن تكون هذه المباراة الأولى له في الألفية الثانية من عدد مبارياته الاحترافية مميزة وخالدة في تاريخه الكروي.. فهل يتمكن من ذلك؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/zc2fzhz2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"