أبوظبي: عدنان نجم
يعد الاستثمار من أهم الأولويات المالية التي ينبغي وضعها نصب الأعين، ويجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من خطط الادخار المستقبليّة، فضلاً عن العوائد التي يمكن للشخص تحقيقها من خلال الاستثمار الناجح، وبالتالي زيادة قيمة المدخرات. ولكن الاختيار الخطأ للأدوات الاستثمارية قد تكون له نتائج سلبية على خطط الادخار.
ويفضل اتباع خطوات لاختيار الاستثمار المناسب، ويجب على الفرد تحديد هدف استثماري يتناسب مع خططه المالية المستقبلية وفقاً لإمكاناته المالية وقدرته على تحمّل المخاطر.
وتحتاج بعض المجالات الاستثمارية إلى رأس مالٍ كبير وبعضها يحتاج إلى مبلغ مالي صغير؛ لذلك يجب أن تكون الاستثمارات متلائمة مع الإمكانات المالية والقدرة على تحمّل المخاطر وحجم المبلغ الذي يمكن تخصيصه للاستثمار من دون أن يؤثر ذلك سلباً في الميزانية الشهرية والأهداف المالية.
تقييم المخاطر
توجد قاعدة سائدة تقول: «كلما كانت المخاطرة أكبر، كانت الأرباح المتوقعة أكبر»؛ لذا سيكون من الحكمة اختيار أدواتٍ استثمارية يستطيع الفرد فهمها وتقييم أدائها، فمهما كانت خبرته في مجال الاستثمار، عليه أن يحدد مدى قدرته على تحمل المخاطر، ولا يغفل أيضاً عن تنويع محفظته بعدّة أدوات استثمارية كنوع من التحوّط.
وهناك العديد من الأدوات الاستثمارية التي تختلف فيما بينها من حيث العوائد ونسبة المخاطرة، وهذا يتيحُ للمستثمرين عدة فرص استثمارية تتناسب مع أهدافهم وإمكاناتهم وقدرتهم على تحمل المخاطر. فإذا كان الفرد من قليلي الخبرة في هذا المجال يمكنه البدء في الاستثمارات قليلة المخاطر كالسندات والودائع، أما إذا كانت لديه الخبرة والقدرة على المجازفة وإدارة المخاطرة، فيمكنه التوجه لاستثمارات أكثر خطورة كالأسهم.
المقارنة بين الأدوات الاستثمارية
يُستحسن قبل اختيار أداة أو نوع استثمار معين، إجراء مقارنة فيما بينهما من حيث الكلفة والعائد ونسبة المخاطر والفترة اللازمة لتحقيق أرباح. وبالتالي ستتمكّن من اختيار الأداة التي تتناسب مع أهدافك وخططكَ الاستثمارية. على سبيل المثال، الاستثمار في الودائع يختلف عن الاستثمار في الأسهم من حيث نسبة المخاطر والمدة التي قد تستغرقها لجني الأرباح.
كما أصبح جمع المعلومات والبيانات المالية ودراسة حركة الأسواق كالتقارير الفنية والمالية ومن ثم تحليلها من أهم الأساليب المعاصرة التي يمكن الاعتماد عليها بشأن اختيار الأداة الاستثمارية؛ حيث تساعد في اتخاذ قراراتٍ صحيحة في جميع مراحل الاستثمار سواء بالشراء أو البيع.
وعلى الرغم من وجود مجالات أو أدوات استثمارية عالية الإيرادات، فإنها قد تكون ذات كلفة مرتفعة مقارنةً بالأدوات الأخرى، مما يقلل صافي الأرباح. وهنا تكمنُ أهمية تحديد الكلفة الحقيقية للأدوات أو المجالات التي تنوي الاستثمار بها كالعمولات والرسوم والغرامات لكي تتمكّن من اختيار الأنسب لك.
التحقق من الجهات المعنية
ومهما كانت الإعلانات الاستثمارية مغريةً، يجب التأكد من صحتها والاستفسار عن الوضع القانوني والمالي لتلك الجهات المروجة؛ وذلك من خلال التواصل مع الجهات المعنية للحصول على معلوماتٍ دقيقة تفادياً لأي مساءلة قانونية.
