عادي

التغيرات المناخية والإنتاج الزراعي

22:16 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

تؤثر التغيرات المناخية تأثيراً بالغاً على الإنتاج الزراعي، ما يؤدي إلى نقص إنتاجية كثير من المحاصيل؛ الأمر الذي يمثل تهديداً مزدوجاً للحياة على كوكب الأرض، يتمثل في عدم استقرار الأمن الغذائي من جهة، ومن جهة أخرى في نقص إنتاج محاصيل الطاقة الحيوية التي تساعد في التقاط الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه، ما يسهم في الحد من انبعاثات الاحتباس الحراري. وتحظى تقنيات الطاقة الحيوية التي تؤدي دوراً في احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه (BECCS) باعتراف دولي على نطاق واسع، باعتبارها وسيلة للتخفيف من حدة التغير المناخي؛ إذ تعتمد على التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق محاصيل الطاقة أو المخلفات الزراعية للمحاصيل الغذائية، مثل الذرة والأرز، بحيث يُخزّن الكربون ويُعزل في مواقع جيولوجية بهدف إزالته من الغلاف الجوي، إلا أن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على إنتاجية المحاصيل الزراعية تتسبب في تراجع قدرة تلك التقنية، إضافة إلى ما يمثله نقص الإنتاج من تهديد للأمن الغذائي؛ الأمر الذي يثير سلسلة من ردود الأفعال المتباينة بشأن الدور الذي يمكن أن تؤديه تلك المحاصيل في منع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

وكان فريق من الباحثين بجامعة فودان في شنغهاي، بقيادة رونغ وانغ، أستاذ بقسم العلوم والهندسة البيئية، قد عمل على دراسة التأثيرات الناجمة عن مجموعة من العوامل على إنتاجية تلك المحاصيل، من ضمنها ارتفاع درجة الحرارة في أثناء مواسم النمو، ومستوى تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي المحيط، ومعدلات استخدام الأسمدة النيتروجينية في الزراعة. وكشفت نتائج دراستهم المنشورة حديثاً في دورية «نيتشر»، أن ارتفاع الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين عما كانت عليه قبل عصر الثورة الصناعية، وهو الهدف الذي اعتمده قادة العالم بموجب «اتفاق باريس» في عام 2015، من شأنه أن يهدد الأمن الغذائي وجهود التخفيف من التغيرات المناخية.

وخلص الباحثون إلى أنه في حالة تأخير استخدام تقنيات إنتاج الطاقة الحيوية لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه (BECCS) على نطاق واسع، ضمن الجهود العالمية للتخفيف من التغيرات المناخية حتى عام 2060، فإنه يتوقع أن تكون مستويات الاحترار العالمي قد بلغت ما يقرب من 2.5 درجة مئوية، وبالتالي فإن معدل إنتاج محاصيل الطاقة الحيوية سيكون منخفضاً للغاية، بحيث لا يلبي هدف اتفاق باريس للحد من ارتفاع الحرارة بأقل من درجتين بحلول عام 2100.

(سيانتفيك أمريكان)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/52kna6h3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"