عادي

الابتزاز الإلكتروني واقع أليم

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين

منى عبدالله
يشهد العالم تقدماً متسارعاً في التكنولوجيا الرقمية، وفي ظل هذا التطور الهائل ظهر انفجار معرفي عُرف بالثورة المعلوماتية، وخلق تنافساً بين مواقع التواصل الاجتماعي في اجتذاب أكبر عدد من المتابعين، وظهرت شركات ذات مضمون في عروضها وتقدّم مجاناً للمستخدمين وانتشرت وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدمها أعداد هائلة من مرتادي الإنترنت، والشباب هم الفئة الأكثر نشاطاً في استخدام التكنولوجيا الحديثة، وذلك لشعورهم بأن هذه المواقع تُشبع حاجاتهم.

إن هذه المواقع الاجتماعية لها جوانب إيجابية إلا أنها أيضاً تتضمن جوانب تنعكس سلباً على مرتاديها، ومن أبرزها ما يعرف بالابتزاز الإلكتروني وهو تهديد الأشخاص الآخرين من خلال عدة طرق، منها إجبارهم على دفع أموال أو نشر صور خاصة لهم، أوتسريب معلومات تشكّل تهديداً لهم.

فما ذنب تلك الفتاة التي رأيتها على قارعة الطريق تجهش بالبكاء؟ في موقف أقلّ ما يوصف به أنه مُؤثر! تلك البنت تعرّضت للابتزاز الإلكتروني، حالها كحال كثير من الفتيات اللواتي تعرّضن لإعلان دعائي ظهر في حقيقته أنه أحد قراصنة الإنترنت الذين يستغلون ضعف الوعي لدى الضحية ويُثخن فيها الجراح، بابتزازها بأن ينشر كل ما لديه أو يصمت مقابل مبالغ مالية تدفعها له.

في تلك اللحظات المؤثرة، وبسبب هذا الموقف الذي هزّني نفسياً هزة قوية حينها، شعرت بحزن وحسرة.

ومن الآثار المدمّرة المترتبة على وقوع الابتزاز الإلكتروني هو تفكّك الأسر وانتشار الأمراض مثل: الخوف الشديد، وفقدان الشهية وعدم الثقة بالنفس، وانعدام النوم، وغيرها الكثير من المآسي التي ستحدث نتيجة لذلك. وتعتبر النساء والأطفال من أكثر الشرائح المجتمعية عرضة للابتزاز الإلكتروني وأغلبهم يلجؤون إلى الكتمان وعدم الثقة بردة فعل الأسرة والمجتمع المحيط بهم.

وتعمل الأجهزة الأمنية في دولة الإمارات، مشكورة، على توحيد الجهود في التصدي لهذه الظاهرة التي تؤرّق الأسر، وكذلك أنواع الجرائم الإلكترونية كافة، حمايةً للمجتمع من مخاطرها، كما تعمل على استحداث أنظمة بمعايير عالمية، إلى جانب احترافية فرق العمل المدرّبة على أفضل الممارسات العالمية في الأعمال الشرطية، ووفق المعايير الدولية في مكافحة الجرائم الإلكترونية، ما جعل التحقيق يجري وفق أسس علمية لضبط الجناة وخفض معدلات الجريمة.

إنني أتوجّه بالنصيحة للجميع بأخذ الحيطة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فهذه المنصات تمتلئ بالذئاب الإلكتروني الذي جُلّ اهتمامه أن يؤذي النفوس، ويكسر القلوب، ويُبكي العيون، ويجرح الأرواح ويغتال الأحلام.

فالأخلاق الحميدة هي عنوان رقي الشعوب، وقد حثّت عليها جميع الشرائع السماوية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8x947w

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"