عادي

المتعة البرازيلية.. والمبادرة الرائعة

21:08 مساء
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

قدم المنتخب البرازيلي في مباراته ضد المنتخب الكوري الجنوبي في دور ال 16 في مونديال قطر والتي فاز فيها بأربعة أهداف جميلة مقابل هدف واحد أيضاً كان من الأهداف الجميلة، متعة كروية مذهلة،وأرسل من خلالها رسالة قوية ومخيفة إلى المنتخبات الأخرى التي وصلت إلى دور ربع النهائي، بأنه بات المنتخب الأول المرشح لخطف لقب المونديال.

ظهر المنتخب البرازيلي بكامل أناقته وبأرقى صوره في مباراته أمام منتخب كوريا الجنوبية، وقدّم كل الفنون الكروية التي يتمنى المتلقي رؤيتها بصورة دائمة، فاللمسات كانت مذهلة، والتمريرات ساحرة جداً، والمحاولات الفردية أضاعت محاولات المدافعين إيقافها، وعملية تبادل اللاعبين لمراكزهم مثلت درساً جديداً للمدربين العاملين في لعبة كرة القدم، بينما الأهداف فقد سجلت بطرق مذهلة جداً قد لا يفعلها إلا من تعلم الرقص في مدرسة السامبا.

ولم يكتف البرازيليون بذلك، بل قدّموا نموذجاً جديداً لكيفية احتفال اللاعبين عندما يسجلون الأهداف في المباراة، حيث كانت رقصاتهم رائعة جداً وتنم عن فرح كبير قد طوّقهم من كل جانب. كذلك أن النجم البرازيلي نيمار الذي سجل الهدف الثاني من ركلة جزاء قد جعل الحارس الكوري الجنوبي حائراً في النظر إلى الكرة، بعد أن قام بحركات مذهلة قبل التنفيذ أضاعت على الحارس المسكين توقع المكان الذي سيرسل من خلال نيمار كرته، حيث لم يرَ ذلك الحارس الكرة إلا وهي داخل شباك مرماه!

المنتخب البرازيلي الذي سيواجه المنتخب الكرواتي في مباراته المقبلة، فأنه وفق المعطيات التي شاهدها الجميع، لن سيجد صعوبة في الوصول إلى دور الأربعة عبر تجاوز المنتخب الكرواتي الذي حتى الآن منفصل عن المستوى الرائع الذي قدمه في مونديال روسيا عام 2018 والذي حصل فيه على المركز الثاني، لكن مفاجآت كرة القدم قد تفعل فعلتها وتجعل سحرة البرازيل خارج المونديال مثلما حصل في نسخ سابقة لاسيما نسخة إسبانيا عام 1982، والتي شهدت ظهور أجمل منتخب برازيلي على مدى التاريخ، لكن ذلك المنتخب وبرغم العروض المذهلة جداً التي قدّمها على يد مدربه الراحل تيلي سانتانا، قد عاقبه النجم الإيطالي الراحل باولو روسي بعد أن تمكن من هز شباكه بثلاثة أهداف، ليودع منتخب الرازيل المونديال وسط استغراب وحسرة العالم، لكن رغم الوداع المرير ققد خلد«برازيل 82» أسمه في التاريخ، حيث تعد مباراته مع إيطاليا التي خسرها 2-3 واحدة من أجمل مباريات بطولات كأس العالم لما فيها من فنون كروية وأهداف جميلة.

المنتخب البرازيلي الحالي، أعاد الصورة البهية للكرة البرازيلية من خلال عروضه الجميلة، لذلك يتمنى عشاقه في أرض المعمورة أن يعزز تلك العروض بلقب المونديال الحالي، حتى تكون صورته زاهية لدى الأجيال الحالية، وتبقى مميزة عند الأجيال اللاحقة.

وبعيداً عن المستوى الفني الرائع للمنتخب البرازيلي والذي لا يختلف عليه اثنان، فأنه لابد من التوقف عند المبادرة الرائعة جداً التي قام بها لاعبو المنتخب البرازيلي بعد نهاية مباراتهم مع منتخب كوريا الجنوبية والتي تمثلت بمساندة أسطورة الكرتين البرازيلية والعالمية بيليه الذي يعد أول من أسس المهارات الكروية المذهلة في العالم، لكي يتغلب على المرض الذي أدى إلى عدم تواجده في مونديال قطر،ومثلت المبادرة لمسة وفاء رائعة جداً تدل على احترام البرازيليين لنجومهم الكبار الذين صنعوا التاريخ الرائع للمنتخب البرازيلي، وبكل تأكيد أن بيليه وبرغم آلام المرض التي اتعبته، فأنه شعر براحة جيدة وهو يشاهد هذه المبادرة الجميلة جداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y2jvmr5t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"