عادي

دروس يابانية في المونديال

21:13 مساء
قراءة دقيقتين

بغداد: زيدان الربيعي

تابعت منذ مدة فاقت على عقد من الزمن التطور الحاصل في الكرة اليابانية بدءاً من احتراف بعض نجومها في الدوريات الأوروبية، فضلاً عن تطور منتخبها الأول وبقية المنتخبات العمرية الأخرى، كذلك القفزة الملحوظة في مستوى فرق الدوري الياباني. لكن كل هذا وضعته على جانب وأخذت أركز على التخطيط المذهل للاتحاد الياباني لكرة القدم في التفكير في الفوز بلقب مونديال 2050.

مجرد التفكير، بالفوز بلقب بطولة كأس العالم، هو أمر مبهر جداً ويستحق الاحترام والتقدير والتحية، لأن هكذا تفكير يقود إلى تخطيط سليم جداً وصحيح لتحقيق النجاحات.

أولى بوادر هذا التخطيط أثمرت في مونديال قطر الحالي، عندما تمكن المنتخب الياباني من الفوز بهدفين مقابل هدف واحد على منتخب ألمانيا وإخراجه من الدور الأول، ثم تبع ذلك بفوز آخر على منتخب إسبانيا بذات النتيجة، بعد أن استفاق من خسارته أمام منتخب كوستاريكا بهدف واحد دون رد.

وفي دور ال 16، واجه منتخب اليابان نظيره الكرواتي، وصيف النسخة الماضية من المونديال، وقد قارعه بقوة كبيرة وكاد أن يخرجه لولا اهدار لاعبيه لبعض الفرص السانحة للتسجيل في أوقات مختلفة من المباراة، ولم يغادر المنتخب الياباني مونديال قطر إلا عبر ركلات الترجيح، حيث اصطدم لاعبوه بالقدرات الهائلة للحارس الكرواتي في رد ركلات الترجيح.

غادر المنتخب الياباني مونديال قطر مرفوع الرأس بعد أن حقق نتائج مذهلة سيبقى التاريخ الكروي يذكرها بكل اعتزاز وفخر، وبرغم مغادرته إلا أنه ترك خلفه دروس مهمة جداً تبدأ من جمهوره الواعي الذي كان حريصاً على تنظيف المدرجات من النفايات بعد كل مباراة وبغض النظر عن نتيجتها، وهذا الأمر لم تقم به جماهير المنتخبات الأخرى، حيث يستحق الجمهور الياباني ان يحصل على لقب «الجمهور المثالي» في المونديال.

أيضاً مدرب المنتخب الياباني هاجيمي مورياسو، قدم هو الآخر درساً رائعاً جداً في القيادة، إذ وبرغم نتائجه الجيدة في المونديال، إلا أنه كان حريصاً جداً على تقديم الاعتذار إلى الجمهور الياباني والانحناء أمامه بعد خسارة منتخب بلاده أمام منتخب كرواتيا ومغادرته منافسات المونديال، وهذا الدرس يحتاج إلى التعميم في ميادين الكرة، لأن على المدرب عندما لا يتمكن من تحقيق طموحات جماهيره أن يعتذر إلى تلك الجماهير التي تهدر الوقت والمال والأعصاب والصحة من أجل مساندة منتخب بلادها أو الفريق الذي تشجعه.

الدرس الآخر الذي منحه اليابانيون للجميع، هو أن لعبة كرة القدم لا تعترف بالأسماء ولا بالتاريخ المذهل في بعض الأحيان، بل هي تعطي لمن يعطيها وتحترم من يحترمها ويتعامل معها بشكل دقيق طيلة أوقات المباراة، فالمنتخب الياباني تمكن من هزيمة منتخبين من المنتخبات التي تمتلك التاريخ المميز والأسماء الكبيرة والشهرة الواسعة جداً، فالمنتخب الألماني الذي يشير تاريخه إلا أنه الأكثر فوزاً بلقب بطولة كأس العالم بعد المنتخب البرازيلي، بينما المنتخب الإسباني قد فاز بلقب مونديال 2010، وهزيمة هذين المنتخبين تمثل درساً كروياً لكل المنتخبات الأخرى التي ترى نفسها بأنها غير قادرة على مواجهة المنتخبات الكبيرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdzmu6b5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"