عادي
في «منتدى مراكش البرلماني الاقتصادي»

غباش: الإمارات منهل للاعتدال والتسامحِ والتعايش بين الشعوبِ

21:17 مساء
قراءة 3 دقائق
المشاركون في الاجتماع
جانب من المؤتمر
صقر غباش يلقي كلمته

أكد صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أهمية بلورة خريطة عمل برلماني تتشارك فيها البرلمانات الوطنية الإقليمية والدولية، للتعامل مع مختلف القضايا التي يمكن أن تشكل تهديداً حقيقياً لأمن الأجيال الحالية والمستقبلية واستقرارها.

كما أكد دور دولة الإمارات الفاعل إقليمياً ودولياً.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية ل«منتدى مراكش البرلماني الاقتصادي» للمنطقة الأورومتوسطية والخليج، الذي بدأ اليوم في مدينة مراكش بالمملكة المغربية الشقيقة، ونظمه مجلس المستشارين المغربي، بالتعاون مع برلمان البحر الأبيض المتوسط، بحضور رؤساء برلمانات واتحادات ومنظمات دولية.

وقال: من دواعي السرور أن أكون بين أهلي وإخوتي في بلدي الثاني- المملكة المغربية - وأشارككم هذا المنتدى الذي يأتي في أوقات نحن فيها بأمسّ الحاجة للالتقاء والتشاور وبناء جسور التعاون حيال الكثير من القضايا المرتبطة بمصالح وتطلعات بلداننا وشعوبنا، بل وأجيالنا القادمة وعلى المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. كما توجه بأصدق عبارات الشكر والامتنان إلى المملكة المغربية الشقيقة، لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، ولمجلس المستشارين، وبرلمان البحر الأبيض المتوسط الموقرين لحسن التنظيم.

وقال: أود في بداية كلمتي أن أوكد ثلاثة عوامل رئيسية نجد فيها ركائز لما نطمح أن نصل إليه من عمل مشترك ولما نسعى للخروج به من نتائج نلتقي اليوم جميعا من أجلها: أولا إنّ العلاقات العربية - الخليجية - الأورومتوسطية، علاقات تاريخية تتّسم بأبعادها الاجتماعية والثقافية والدينية والاقتصادية التي أسست لها عوامل التاريخ والجغرافيا المشتركة، وتنامت بشكل مضطرد أخيراً. ومن الأمثلة على ذلك «وثيقة الشراكة الاستراتيجية الأوروبية - الخليجية» التي اعتمدها البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية في 18 مايو 2022 ونأمل بأن تشكل بداية لشراكة استراتيجية أوروبية - عربية أوسع.

ورأى أن أي أزمة في عالم اليوم لن تكون، ولا يمكن لها أن تكون، أزمة قائمة بذاتها. مشيراً إلى أن التغير المناخي، على سبيل الذكر لا الحصر، لم يعد ظاهرة تهدد منطقة دون أخرى حتى وإن كانت تأثيراته الحالية متباينة بين منطقة وأخرى. والحروب العسكرية بغض النظر عن أسبابها، فإنها باتت، وستظل نتائجها لفترة طويلة، عبئاً على الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية بأسرها، وخطراً على الأمن والسلم الدوليين، وعلى ضمان تدفق مصادر الطاقة وتأمين الملاحة البحرية والجوية وغيرها.

ونبه إلى أن التصدي للقضايا التي تشكل تهديداً قائماً أو مستقبلياً لاستقرار الشعوب وازدهارها الاقتصادي يتطلب العمل حيالها من جميع الزوايا والأبعاد ذات الصلة. فالتصدي لظاهرة الإرهاب، مثلاً، يوجب العمل المشترك لتجفيف منابعه الفكرية والمادية، ومحاسبة الدول الداعمة للجماعات المسلحة والمليشيات والتنظيمات العابرة للحدود، تماماً مثلما هو يوجب نشر ثقافة التعايش والتسامح التي هي أساس استقرار الشعوب وتقدمها، ومثلما هو يوجب دعم الدول الفقيرة وتمكينها من تنمية قطاعاتها الاقتصادية والعلمية والسياحية وغيرها.

وشدد على أن دولة الإمارات كانت سباقة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تبنّي «الخطة الوطنية للتغير المناخي 2050»، و«استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» باستثمارات تصل إلى 600 مليار درهم، بهدف تحقيق الحياد المناخي بالتوازن بين التنمية المستدامة من جهة، وبين الحفاظ على بيئة نظيفة، وصحية، وآمنة من جهة أخرى. أما على المستوى الدولي، فقد استثمرت دولة الإمارات أكثر من 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة في 70 بلداً، وتخطط لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات خلال العقد المقبل.

وبين غباش، أن دولة الإمارات في ملفّ تمكين المرأة أطلقت عدداً من الاستراتيجيات الوطنية التي تصبّ في هذا السياق ومنها على سبيل الذكر لا الحصر الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة 2015-2021 و2022-2027، وقانون العمل الإماراتي الذي يكفل المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة، وكذلك استراتيجية التوازن بين الجنسين 2026. فكان من نتائج ذلك، أن بلغت نسبة أعضاء السلطة التشريعية في الإمارات من النساء 50%. فكانت منهلاً للاعتدال والتسامح.

فيما أعرب الأمين العام لبرلمان البحر الأبيض المتوسط في كلمته، عن شكره لدولة الإمارات ممثلة بالمجلس الوطني، على استضافة اجتماعات الجمعية العامة السادسة عشرة لبرلمان البحر الأبيض المتوسط في دولة الإمارات بدبي، في مارس 2022، بمشاركة ممثلي البرلمانات والحكومات الأعضاء، معرباً عن تثمينه لمخرجات هذه الاجتماعات ولأهميتها بالنسبة للبرلمانات الأعضاء.

حضر المنتدى وفد المجلس الذي ضم: الدكتور طارق الطاير، رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعة، وعائشة الملا، رئيسة مجموعة برلمان البحر الأبيض المتوسط، وسعيد العابدي، رئيس مجموعة برلمان أمريكا اللاتينية، ومريم بن ثنية/ نائبة رئيسة منتدى النساء البرلمانيات، والدكتورة هند العليلي، نائبة مجموعة برلمان البحر الأبيض المتوسط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tpvz2te

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"